الأربعاء 15 شوال 1445 ﻫ - 24 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

عجز بشري تجاه الظواهر الطبيعية المرتبطة فقط بقدرة الخالق

منذ فجر الاثنين الماضي يعيش الشعب اللبناني حالة من الرعب نتيجة الهزة الارضية الناتجة عن ارتدادات الزلزال الذي حصل في تركيا وسوريا، وأعاد الى اذهان هزات أرضية وقعت في تواريخ سابقة أتت متفاوتة من حيث درجاتها. الهزة الذي تعرض لها لبنان كادت ان تكون زلزالا، خصوصا انها تزامنت مع العاصفة الثلجية التي تضرب البلاد، وتكاد ان تكون بمثابة نقمة على بعض المواطنين نتيجة الوضع المعيشي وعجزهم عن تأمين ابسط أنواع الحياة من وسائل تدفئة في ظل المعاناة الارتجاجية الذي يعيشها أصلا الشعب اللبناني على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والمالية والاجتماعية.

وبحسب المعلومات فإن كل الوسائل التكنولوجية المتطورة لا تستطيع باي شكل من الاشكال تحديد موعد الزلازل والهزات الطبيعية لان هناك عجز بشري امام هذه الظاهرة المرتبطة فقط بقدرة الخالق، علما ان تركيا تملك أجهزة رصد متقدمة جدا على صعيد الجيولوجيا وأنظمة انذار مبكر ، ورغم ذلك فإنها لم تسطع التنبه قبل حصول الزلزال فالكلمة الأخيرة تبقى للطبيعة.

مصادر معنية تكشف عبر “صوت بيروت انترناشونال ” عن حصول هزات بشكل مستمر في لبنان بسبب وجوده على خط الزلازل ولكن دون ان نشعر بها، واعتبرت المصادر ان ما يحصل حاليا من ارتدادات هو امر عادي، بانتظار ان تعود الفوالق الى مستواها الطبيعي كما كانت قبل وقوع الزلزال في تركيا.

وتشير المصادر المعنية الى ان سبب حدوث الزلازل على الفوالق يكون نتيجة انكسار في قشرة الأرض لانه متى انكسر جزء منها فان الجزء الاخر يستمر بالتحرك لإراحة حاله حتى تعود الضغوطات في الارض الى مستواها الطبيعي، وبانتظار حدوث هذا الامر ستستمر الزلازل والهزات الارتدادية.

وفي هذا الاطار كشفت مديرة المركز الوطني للجيوفيزياء بلبنان مارلين البراكس “لصوت بيروت انترناشيونال ” عن تسجيل مئات الهزات في لبنان خلال الأيام الماضية التي تلت الزلزال المدمر الذي وقع في تركيا وسوريا ولكن المواطن في لبنان لم يشعر الا بـ3 أو 5 منها، مشيرة الى اننا بدأنا حاليا نشهد انحسارا لها من حيث عددها وقوتها.

وأشارت الى ان كل لبنان دون استثناء معرّض للهزات لأن الفوالق الزلزالية موجودة في البحر، في شرق لبنان وفي وسطه كما انه موجود على فالق زلزالي ناشط أدى الى عدد من الهزات المدمّرة عبر التاريخ.

ولفتت الى أن الهزة القوية التي ضربت تركيا وسوريا تبعد 350 كلم عن الشمال اللبناني أي 550 كلم عن جنوبه.

البراكس رات أنه من الطبيعي حصول هزات ارتدادية بعد زلزال قوي، ولكنها اكدت انها تأتي بدرجات متدنّية وهي لن تشكّل أيّ خطر، لذلك تعتبر ان لا داعي للخوف.

وعن علاقة الفالق الموجود في لبنان مع الفالق في تركيا والذي نجم عنه الزلزال الكبير، اعتبرت البراكس ان الفالق في لبنان خطير كما هو الفالق الذي تحرك في تركيا، ولفتت الى انهما يتلاقان مع بعضهما البعض، ولكنها اشارت الى ان خطورة الفالق الموجود في لبنان لم تتغير قبل او بعد زلزال تركيا ولا يمكننا ان نبدل الطبيعة، ولفتت الى ان ما حصل في تركيا اعطانا صورة واضحة عن ما يمكن حصوله في حال تحرك في بلدنا.

البراكس شددت على أهمية العمل من اجل تجهيز وتحضير قوانين البناء التي يجب ان تتناسب مواصفاتها مع الخطر الموجود لدينا ومتابعة تنفيذها ولتحسين سلامة الأبنية وتحصينها من خلال وضع خطة تعافي وإنقاذ صحيحة، واعتبرت بإن وجود الفالق في لبنان هو سبب حصول هزات قوية عبر التاريخ وصل الى 7درجات ونصف .

وتؤكد البراكس بأن السؤال الذي لا يمكن الإجابة عنه هو المتعلق بموعد حصول الزلازل والهزات وقوتها والمناطق التي يمكن ان تضربها، جازمة بانه ليس هناك من احد يمكنه ان يتوقع ذلك لان الكلمة الأخيرة تعود الى الطبيعة.

ورأت البراكس أن اللبنانيين تصرّفوا بشكل سليم عندما خرجوا الى الطرقات لحظة شعورهم بالهزة، ولكنها نصحت من يسكن بطوابق مرتفعه عدم الخروج فور وقوع الهزة لأنه لن يستطيع القيام بذلك بغضون ثوان، لذلك عليه حماية نفسه لحين انتهاء الهزة ومن ثم يمكنه الخروج الى الطرقات.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال