الجمعة 9 ذو القعدة 1445 ﻫ - 17 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

فتيل حرب "بنك الأهداف" اشتعل بين طهران وتل أبيب في أكثر من ساحة

تباينت التقديرات حول عدد الصواريخ التي أطلقت من منطقة القليلة جنوب لبنان، إلا أن الثابت الوحيد أن هذه العملية قد تشكل نقطة مفصلية للانتقال من مرحلة التهديدات إلى التنفيذ من قبل إسرائيل والتي لم تتضح معالمها لأن الرد على هذه العملية لا يمكن مقارنته بالتهديدات عالية السقف من قبل وزراء حكومة بنيامين نتنياهو والمعارضين لها والتي شبهها البعض بنوع من “رفع عتب”.

هذه العملية وفق مراقب عسكري لا يمكن فصلها عن التطورات العسكرية الأخيرة في سوريا التي كثف فيها الطيران الإسرائيلي ضرباته في مناطق سيطرة إيران وميليشياتها، ووصلت إلى عمق العاصمة دمشق حيث تكبد فيها الحرس الثوري الإيراني خسائر بشرية طالت عدداً كبيراً من قياداته من بينهم عدد من المستشارين، وشملت أيضاً الجهاد الإسلامي الموالي لها وقيادات من حزب الله وآخرها مصطفى شمص، الذي يرجح أنه قتل في التفجير الذي استهدف السيارة التي يستقلها في حي الفيلات في المزة.

اللافت في الغارات التي شنها الطيران الحربي الإسرائيلي خلال الأسابيع الماضية انها تجاوزت ضرب شحنات الأسلحة والمستودعات وانتقلت الى تصفية الكوادر المرتبطة بالهيكلية الأساسية لغرفة عمليات ترتبط بها مختلف الساحة انطلاقاً من طهران مروراً بالعراق وسوريا وصولاً الى لبنان .

هذه الضربات وفق المراقب تمهد لوضع خطة الجيش الإسرائيلي موضع التنفيذ، لناحية بنك الأهداف الذي أعلن عنه في وقت سابق، الذي يشمل 2000 هدف في لبنان، ناهيك عن تلك المتمركزة في الداخل الإيراني.

في موازاة التهديدات الاسرائيلية رد نظام علي الخامنئي عبر صحيفة “طهران تايمز” بعرض خريطة تظهر أهدافا داخل إسرائيل شملت منطقة غوش دان المركزية من ضمنها تل أبيب وحيفا ومنطقة إيلات مرفقة الخبر بكلام نقلته عن النظام في طهران يلفت الى أنه “يبدو أن الكيان الصهيوني قد نسي أن إيران تستطيع ضربه وفي كل مكان”، هذا الكلام ينطلق من الساحات التي نشر فيها الحرس الثوري أذرعه وميليشياته في الدول العربية الأربع التي دخلها تحت شعار دحر الإرهاب .

ويضيف المصدر لافتاً الى أن نتائج العملية وحدت المواقف بين حكومة نتنياهو والمعارضين لها رغم التباين والخلافات الكبيرة التي ترافقت مع تظاهرات لم تشهدها تل ابيب حول استهداف إيران وميليشياتها، إلا أن التصعيد الأخير يبدو أنه سينعكس بشكل مغاير عن الأحداث السابقة وأن سياسة ضبط النفس لن تصمد في وجه المواقف المتصلبة من قبل المعارضين لحكومة رئيس الوزراء الحالي وعلى رأسهم يائير لابيد الذي قال “انه عندما يتعلق الأمر بالأمن ستمنح المعارضة للحكومة الدعم الكامل إلى رد قوي”.

هذا التصعيد وفق المراقب العسكري يؤشر إلى أن المنطقة قد تكون على قاب قوسين من انفجار كبير، من خلال رصد بعض التحركات من جانب الإدارة الأميركية على الصعيد العسكري لناحية مناورة “بازلت أوكس” العسكرية المشتركة مع الجيش الإسرائيلي في بداية السنة الجارية، وصفت بالأضخم على صعيد البلدين بمشاركة 6400 جندي أميركي تحاكي هجوم في ايران .

وكان لافتاً مؤخراً الزيارة المفاجئة التي قام بها رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي لتل ابيب في مطلع شهر آذار، التقى خلاله نظيره الإسرائيلي هرتسي هيلي وعدد من القيادات الأمنية، استتبعها بزيارة لقواعد بلاده في شمال شرق سوريا التي تعرضت عقب هذه الزيارة لقصف من مسيرات إيرانية.

ويضيف المصدر لم يقتصر التحرك الأميركي على المناورات والزيارات الأمنية فقد اثار وصول حاملات الطائرات الأمريكية جورج واشنطن منذ أيام العديد من التساؤلات لاسيما وانها كانت من بين القطع العسكرية التي شاركت في مناورة “بازل أوكس” وتبعتها بارجة بريطانية تمركزت في شرق المتوسط، كما كان لوصول الطائرات الأمريكية فيرتشايلد الى القواعد الأمريكية في الإمارات بعض الدلالات في وقت تم نقل قسم من قاعدة العديد الأميركية من قطر الى المثلث بين السعودية والعراق والأردن.

هذه المعطيات تؤشر إلا أن هناك عملية عسكرية قد تطال أهدافا معينة قد تكون طهران اول الغيث من ضمن هذه الأهداف وقد تكون وراء التصعيد الذي تولت ميليشياتها تحريكه في غزة وحتى الأراضي اللبنانية كمحاولة لاستباق التحركات العسكرية التي تتحضر لها الإدارة الأميركية بالتعاون مع إسرائيل.

في المحصلة دخلت المنطقة منعطفاً خطراً لا يمكن التكهن بنتائجه، في ظل تحرك روسي على الخط التركي الإيراني السوري بزيارة وزير الخارجية الروسي لأنقرة اول من امس، في ظل حديث عن انسحاب تركي من المناطق المحررة وفق شروط معينة لم تسلك طريقها الى الآن، وما لها من تداعيات على المعارضة السورية أولاً وعلى النفوذ الإيراني في حال قرر ملء الفراغ التركي، وهنا لا بد من الاخذ بعين الاعتبار القواعد الأميركية في المنطقة ان نجحت روسيا في هذا المسعى!

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال