الأحد 19 شوال 1445 ﻫ - 28 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

كيف سيبلور هوكشتاين تحركه إذا ما حصلت هدنة فعلية في غزة؟

يتطلع المسؤولون اللبنانيون الى الاتصالات الجارية إقليمياً ودولياً للتفاهم على هدنة في حرب اسرائيل على غزة، وما الذي ستعكسه في حال تم التوصل اليها بالنسبة الى الوضع اللبناني والتدهور الحاصل جنوباً.

مصدر ديبلوماسي عربي، أوضح ل”صوت بيروت إنترناشونال”، أن الهدنة قد تحصل على الرغم من الصعوبة التي تواجهها وهذا ما سيساعد الوضع اللبناني حيث مؤشرات التهدئة بالنسبة الى العمليات العسكرية لدى الجبهات المساندة بدأت تظهر جلياً وتخف وتيرتها.

على خط الوضع في غزة، فإن هناك عمل ديبلوماسي دؤوب لأن تؤدي أية هدنة يتم الوصول اليها، الى وقف نار مستدام، ثم النظر الى مرحلة ما بعد وقف النار، وما اذا ستعيد الدول تفعيل حل الدولتين. الحكومة الاسرائيلية الحالية لا يمكنها أن تسير بحل الدولتين لأنها حكومة حرب وجنون. أما اذا حصل ضغط كبير فقد تجري انتخابات مبكرة سيخسر فيها بنيامين نتنياهو وحلفاؤه. عندها فقد تكون هناك فرصة لحكومة جديدة أكثر تناغماً في أدائها مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن. فيتم وضع حل الدولتين على الطاولة التفاوضية من جديد.

أما على الخط اللبناني، فإن أية هدنة أو وقف للنار يستتبعها، ستعزز مجدداً دور الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين انطلاقاً من أن الأولوية الإسرائيلية والتي تساندها واشنطن هي كيفية إعادة المستوطنين الإسرائيليين الى شمال اسرائيل. الأمر الذي يؤسس لمرحلة جديدة يقودها ديبلوماسياً هوكشتاين. وهي تعنى بالوضع الجنوبي اللبناني ووقف العمليات من الجنوب باتجاه الشمال الاسرائيلي. وهذا ما يتطلب ضمانات للمستوطنين بأنهم قادرين على العودة الى منازلهم، مقابل عودة الجنوبيين أيضاً الى منازلهم وقراهم المتاخمة. كل الأهداف الاسرائيلية تحظى بدعم أميركي باستثناء الهجوم على رفح، حيث أن هذا الموضوع يشكل محور خلاف أميركي-اسرائيلي.

ما يعني أن وقف النار في غزة، والاجراءات التي سترافقه هناك، ستكون متوازية مع عملية تجديد لربط النزاع بين “حزب الله” واسرائيل. ذلك ان لا اسرائيل لها مصلحة بتنفيذ القرار 1701، ولا “حزب الله” لديه مصلحة في تنفيذه، وفقاً للمصدر العربي. وسيترافق التجديد لربط النزاع هذا، مع ضمانات من كلا الطرفين. سيكون هوكشتاين ضابط الإيقاع فيها.

كل ذلك يتطلب وقتاً، كما أن انعكاس أي نوع من أنواع ربط النزاع بين الطرفين على الانتخابات الرئاسية اللبنانية سيكون واضحاً. اذ أنه بعد تحرك سفراء الخماسية العربية والدولية المكوكي الى القيادات اللبنانية، فإن ما سيستتبع ذلك نوعاً من الجمود حتى ما بعد عيد الفطر المبارك، حيث السفراء العرب في “الخماسية” سيغادرون بيروت الى بلادهم الأسبوع المقبل، حتى انتهاء اجازات العيد. ولن يعودوا قبل ما بعد منتصف نيسان حيث تكون قد تكشفت التوجهات في المنطقة. فيستفيدون من رصيد الملفات حول الرئاسة التي استجمعوها في تحركاتهم لتعزيز هذه الملفات، في انتظار وقف النار والمرحلة التالية له. فيعودون على وقع وضع جديد مرتقب، ومناخ مختلف يستعيدون فيه زخم الضغط للمساعدة في انتاج رئيس جديد للجمهورية.