الأربعاء 15 شوال 1445 ﻫ - 24 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

لا لتقسيم بيروت قلب لبنان وحاضنة جميع اللبنانيين

يبدو ان الانقسام السياسي الذي يشهده لبنان حاليا نتيجة عوامل عدة بات ينسحب على كافة المستويات، واللافت ما شهدناه مؤخرا وبعيد الانتخابات النيابية وهو الدعوات المثيرة للشبهات من حيث التوقيت والاهداف والتي تطالب بتقسيم بلدية بيروت لتصبح بلديتين واحدة مسيحية وتضم مناطق الاشرفية المدور والرميل اي ما تعرف بالدائرة الأولى، وأخرى مسلمة تضم الباقي المناطق البيروتية اي الدائرة الثانية من حيث التسمية الانتخابية، علما انه رغم ما عانته العاصمة وعلى مر التاريخ كانت واحدة موحدة بإرادة وتصميم من أهلها مسيحيين ومسلمين لأنها قلب لبنان وحاضنة جميع اللبنانيين.

والمثير للريبة ان هذا الطرح تأججه كالنار في الهشيم غداة تأجيل الانتخابات البلدية لمدة عام وذلك بسبب تزامن موعدها مع الانتخابات النيابية التي جرت في أيار الماضي.

دعوات التقسيم هذه تعززت مؤخرا بإقتراح نيابي توافقي جرى بين “التيار الوطني الحر” وحزب “القوات اللبنانية” مدعوما من بعض النواب المسيحيين، رغم ان هذا الطرح دونه عقبات تشريعية كثيرة ورفض شعبي وديني من قبل شريحة كبيرة من اهل العاصمة الذين طالما أرادوا الحفاظ على صيغة العيش المشترك الواحد والذي كان يحرص الرئيس الشهيد رفيق الحريري على التمسك فيها في المدينة الاحب الى قلبه، وهو كان يولي المجلس البلدي لبيروت عناية واهتماما خاصا ليبقى توافقيا ومناصفة بين المسلمين والمسيحيين من اجل العمل لما فيه مصلحة بيروت وانمائها.

مصادر بيروتية متابعة للملف تؤكد “لصوت بيروت انترناشيونال” ان ليس هناك من أسباب منطقية لتقسيم العاصمة وإعادة مشاهد الحرب الاهلية الى البيارتة والتي قسمت بيروت الى بيروتيين شرقية ذات اغلبية مسيحية وغربية ذات الغالبية الإسلامية.

واعتبرت المصادر ان القانون المقدم بشأن تقسيم بلدية بيروت غير مبني على أي دراسة علمية لأنه يجب ان يحصل استنادا لدراسات تتناول النواحي الاقتصادية والعمرانية والديموغرافية والمالية للعاصمة، ولفتت المصادر الى ان هذا الاقتراح الخطير من شأنه تشتيت مصالح ودوائر ومؤسسات العاصمة وتفتيت امكانياتها وقدراتها ومؤهلاتها البشرية وامكانيات مواردها خصوصا ان بلديتها تعتبر من اغنى بلديات لبنان، علما ان كل مناطق العاصمة دون استثناء تعاني حاليا من الإهمال وتردي مستوى الخدمات بسبب الفشل الذريع للمجلس البلدي الحالي في إدارة شؤون العاصمة وتلبية احتياجات أهلها، لذلك فإن المصادر تشدد على وجوب ان يحاسب المجلس البلدي الحالي في صناديق الانتخابات نتيجة فشله الذريع حيث فاحت منه رائحة الفساد والسمسارات.

وتلفت المصادر الى ان الخلفية الأساسية لهذا الطرح قد يكون سببه شكوى أهالي المناطق المنكوبة جراء انفجار الرابع من اب حيث طال الإهمال معظم الاحياء والمناطق المتضررة في العاصمة.

من هنا فإن المصادر تعتبر ان ملف التقسيم دخل مجددا بازار المنافسة الانتخابية الشعبوية بين الأحزاب المسيحية بدلا من العمل على التضامن والتفاف لإدارة شؤون العاصمة والعمل على تلبية الاحتياجات الضرورية لسكانها.

وتختم المصادر بدعوة المخلصين من اهالي بيروت للتصدي لهذا المشروع التقسيمي الذي لا بد له من السقوط في المجلس النيابي لان ميّزة بيروت المحدودة جغرافيا هي في تداخلها سكانيا واقتصاديا واجتماعيا يمنع تقسيمها عمليا، وعليه فإن من واجب كل لبناني وبيروتي محب الحفاظ على وصية الرئيس الشهيد رفيق الحريري ببقائها واحدة موحدة في وجه كل اعدائها.