الثلاثاء 12 ذو القعدة 1445 ﻫ - 21 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

لقاء الثلاثاء سيكسر الجليد ولن يذوبه... هدفه تهدئة "لاءات" بكركي السيادية

في وقت تتخبط فيه الساحة الداخلية اقتصاديا وامنيا واجتماعياَ , لا تزال الامال معلقة على طروحات البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي التي فجرت مواقف معترضة بدءاَ من “التيار الوطني الحر” الذي اعتبر انه هو اب هذه الطروحات فضلاَ عن الهجوم الذي تعرض له سيد الصرح وابرزهم من الشيخ احمد قبلان الذي وصف مضمون كلام البطريرك وكأنه “خيانة” .

اسبوع مضى على خطاب البطريرك ولم تمح تداعياته, رغم التحركات الشعبية على الاراضي اللبنانية بعدما هبطت قيمة الليرة اللبنانية الى مستويات جنونية , ف”حزب الله” استدرك مدى التأييد والصدى الذي حصدته كلمة سيد بكركي ,وهو في الوقت نفسه يعيش حالة اللاقرار بانتظار مصير المفاوضات الايرانية- الاميركية حول الملف النووي والتي لا تبدو الى الان واضحة المعالم, ولكن الاشارات والمواقف التي صدرت عن وزيري الدفاع والخارجية الاميركية وحتى بعض الاصوات داخل الكونغرس الاميركي وبعضها من “الحزب الديمقراطي” لا تشي بان طريق عودة الطرفين الى الاتفاق النووي السابق معبدة , ولعل الاتصال الذي حصل بين نائبة الرئيس الاميركي كاميلا هيرس مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو وموقفها المتشدد تجاه الملف النووي الايراني حين وصفت سلوك ايران “بالخطير” لا توحي ان الجلوس على طاولة المفاوضات سيحصل في المدى المنظور .

في الوقت المستقطع والذي قد يطول لا يستطيع “حزب الله” الانتظار وعليه التحرك “لتنفيس ” الضغوط التي تحط على اكتافه, بداية الازمة الاقتصادية التي تعصف بالجميع وبالاخص بيئته التي باتت تئن تحت جنون الاسعار وفقدان المواد الغذائية , وبالطبع هناك معضلة أخرى تتعلق بالنظرة الى “المقاومة ” التي بدأت بالنحول بعدما فقد الدعم الخليجي منذ فترة طويلة ولكن الضربة الكبرى اتت من قطر بعد تصالحها مع اقرانها .

اما على الصعيد الداخلي فاغلبية الشعب اللبناني اسقط حاجز الخوف من انتقاد “حزب الله” وبات الهجوم على استراتيجيته ومشروعه عال السقف, انطلاقاَ مما ورد كانت المبادرة باتجاه بكركي لاعادة احياء لجنة “الحوار الاسلامي- المسيحي” التي وفق بعض التسريبات الاعلامية انها ستنعقد يوم الثلاثاء المقبل وسيتمثل حزب الله بالحاج ابو سعيد الخنسا ومن الجهة المقابلة حارس شهاب.

بعض المصادر ترى ان هذا اللقاء هو مجرد كسر للجليد و لن يناقش طروحات البطريرك, وهو امر بديهي بسبب عدم امكانية ايجاد نقاط مشتركة بين الطرفين .

وبالطبع لا بد من استعراض مسار العلاقة بين بكركي و”حارة حريك” التي سيطرت عليها المطبات في اكثر من محطة وعبارات التخوين, وابرزها اثر الزيارة التي قام بها البطريرك الى القدس وموارنة فلسطين , ولا بد من ذكر “اعلان بعبدا” الذي لقي ترحيباَ من الراعي وهو امر اثار حفيظة محور الممانعة ومن يدور في فلكهم.

تاريخ التهجم على البطريرك وتخوينه ليس وليد 5 تموز 2020 يوم طرحه “للحياد الايجابي” ولا يوم السبت من الاسبوع , لان اللائحة تطول من هنا يطرح السؤال هل يمكن ان يخرج الدخان الابيض من اللقاء المسيحي – الاسلامي المزمع عقده بعد توقف اجتماعاته منذ سنوات طويلة وهل هو ظرفي لمحاولة تهدئة وهج “لاءات” البطريرك السيادية.

وفي الختام لا بد من مراقبة نتائج زيارة البابا فرنسيس الى العراق لما لها من دلالات وترحيب السلطات العراقية برئاساتها الثلاث والمرجعية الروحية, التي لها مكانتها عند شيعة العراق ,اية الله علي حسين السيستاني التي ستعيد الثقة الى المسيحيين الذين تعرضوا للاضطهاد والقتل داخل الكنائس, فضلاَ عن الجهود التي يقوم بها رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لتفكيك التنظيمات المسلحة الرديفة للمؤسسات العسكرية الرسمية, واعادة الروح الى العلاقات مع دول الخليج والقرن الافريقي والتعاون مع الولايات المتحدة الاميركية الذي لم يعد يقتصر على الوجود العسكري , الايام المقبلة ستحمل الكثير من التطورات لاسيما بعد مغادرة بابا الفاتيكان بلاد ما بين النهرين.