الأربعاء 7 ذو القعدة 1445 ﻫ - 15 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

لماذا تواجَه الحلول التفاوضية بضبابية إسرائيلية؟

غداة الحرب على غزة هرعت إسرائيل للتفتيش يميناً وشمالاً عن حل للتهديدات التي تطالها من كل حدب وصوب. وبدلًا من أن تجد حلاً لأساس المشكلة، فهي تفضل الهروب إلى الأمام، كما تصف مصادر ديبلوماسية المشهد في المنطقة.

وتفيد هذه المصادر المطلعة على الاتصالات والمشاورات الدولية-العربية للتهدئة على جبهتي غزة وجنوب لبنان، لـ “صوت بيروت إنترناشونال”، بأنّ الوضعية الإسرائيلية الهشة والتي لا تستطيع إسرائيل تجاهلها، سببها استمرار احتلالاتها للمناطق العربية ولتقويضها جهود السلام في المنطقة لا سيما من خلال المبادرة العربية للسلام التي أقرتها قمة بيروت ٢٠٠٢.

وتكشف المصادر أن الاتصالات المتعلقة بمرحلة ما بعد الحرب على غزة لم تبلور حتى الساعة، أي تفاهم مع إسرائيل حول إمكان معاودة العملية السلمية في المنطقة. وحيث كانت تل أبيب ولا تزال تتجاهلها على مدى عشرين عاماً، وأساس هذه العملية القضية الفلسطينية. ثم هناك استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي اللبنانية في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والنقاط الحدودية الثلاثة عشر، كذلك هناك الاحتلال للجولان السوري.

وتكشف المصادر أيضًا، أن إسرائيل حالياً تركز على مواصلة  القتال في غزة، والتهديدات في لبنان إذا لم ينفذ بالكامل القرار ١٧٠١، أو إذا لم يصر إلى استصدار تعديلات عليه. فيما الجولان أيضاً محتل، وتركيزها هذا لا يزال يعيق أية نتائج قد تفضي إليها المشاورات الدائرة بعيداً عن الأضواء حول إيجاد مخرج تفاوضي.

ذلك أن المصادر تقول، أن المشاورات حول معاودة العملية السلمية تنطلق من فكرة واقعية هي أن السلام مع جوار إسرائيل أساسي لأمنها. فعندما تضع حدًا لاحتلالاتها تكون قد حلت مشكلتها في الأمان والأمن. إن تطبيع العلاقات الإسرائيلية مع الخليج أو مع تونس أو المغرب، مهم جداً، لكن لأسباب البعد الجغرافي لهذه الدول عن إسرائيل، ليس سهلاً أن يتوافر الأمن لها. وبالتالي إن توافر الأمن مصدره الأراضي الفلسطينية ولبنان وسوريا، فإنها تشكل العمق الحقيقي للقضية الأساسية في الشرق الأوسط. والدول العربية البعيدة عن الحدود الإسرائيلية ليس لديها أراضٍ محتلة من إسرائيل. مع الإشارة إلى موقفها السياسي الداعم للقضية الفلسطينية. الدول المجاورة هي التي تقدم الأمان، في حين كان الهم الإسرائيلي تحييد مصر الدولة الكبرى عربياً عبر السلام معها، وتحييد الأردن الدولة التي يتواجد على أراضيها أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين. لذلك، تنصب الجهود المبذولة، إذا نجحت، على استكمال السلام مع الدول الواقعة على حدود إسرائيل.

وتؤكد المصادر وجود رغبة أميركية في هذا الاتجاه، لكن في النهاية القرار هو لإسرائيل أكثر مما هو للولايات المتحدة. واشنطن راعية للسلام، لكنها تواجه بموقف إسرائيلي متصلب مع أن المطلوب أن تقدم شيئاً للتوصل إلى السلام والأمن.

وتشير المصادر، إلى أهمية ترقب الأداء الداخلي الإسرائيلي، في هذه المرحلة من بلورة حل لما بعد الحرب على غزة. فإذا ذهبت إسرائيل باتجاه انتخابات نيابية مبكرة يعني أن الحكومة المقبلة ستحسم الخيار الإسرائيلي. فإذا انتخب الشعب اليسار، يعني ذلك رأي عام يعتبر السلام ضرورياً. وإذا انتخب الشعب اليمين المتطرف، يعني أن السلام ليس مطلوباً. فالانتخابات هي التي تقرر، فإما أن تساعد في التوجه السلمي، وإما أن تعرقله.

ولفتت المصادر إلى أن لدى الإدارة الأميركية الوقت الكافي بعد في المرحلة التي تفصل عن الانتخابات الرئاسية لإحداث خرق في معاودة السلام. فالاتفاقيات الإبراهيمية التي قام بها الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب جاءت قبيل أسبوع على الانتخابات، في حين لدى الرئيس الديمقراطي الآن مدة سنة يمكنه العمل على موضوع السلام.