الأحد 11 ذو القعدة 1445 ﻫ - 19 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

ماذا بعد الجلسة "المشروطة" للحكومة الإثنين.. هل ستكون يتيمة؟!

لا يمكن فصل المشهدية التي تسيطر على المحيط عمّا يجري في لبنان، إن من ناحية المعركة في اليمن وتقهقر الحوثيّين ومساحة سيطرتهم الجغرافية على اليمن، حيث لا يمكن للصواريخ التي أطلقوها باتجاه دولة الإمارات أن تغيّر في مسار العمليّة التي باتت على قاب قوسين من الوصول إلى خواتيمها. وإن من ناحية معركة أخرى تجري في الداخل العراقي بعد الوهن الذي أصاب المشروع الإيراني على إثر السقوط المريع لمؤيّديه في الانتخابات التشريعية التي تصدّرها “التيار الصدري” الرافض لسيطرة الميليشيات، وتَبِعها انتكاسةً أخرى تمثّلت بخسارتهم رئاسة البرلمان ونيابته، الأمر الذي دفع بـ”قائد الحرس الثوري الإيراني” اسماعيل قاآني إلى زيارة العراق على عجلٍ ولقاء مقتدى الصدر قبل، علّهُ يستطيع الحدّ من الخسائر لاسيما في موضوع رئاسة الحكومة.

أمّا في سوريا، فالوضع في حالة ترقّبٍ بعد الضربات القاسية التي مُنيَ بها المحور الإيراني، إن على صعيد الأسلحة التي دمّرها العدو، أو لناحية ضمور نفوذهم بفعل عامل الجذب الذي يمارسه الروس على بعض الفرق في جيش النظام، إضافةً إلى محاولة توسيع رقعة سيطرته من خلال القصف الجوي لمناطق في إدلب بعد فشل مسعاهم في المصالحات بسبب نكس روسيا بوعودها في المصالحات السابقة. وهي تسعى في الوقت نفسه إلى تقليص النفوذ التركي وسيطرة “قسد” التي تلقى الدعم الأميركي إلى الآن، سيّما وأنّها من تحمي حقول النفط التي تتواجد فيها القوات الأميركيّة .

أمّا في لبنان، فالوضع بالنسبة لمحور “الممانعة”، وتحديدًا “حزب الله”، “ليس بأفضل حال”. فهو المحاصَر ماليًّا واجتماعيًّا، ولم تعد شعارات محاربة “داعش” عنوانًا جذّابًا لشدّ العصب، إضافةً إلى النّكسات التي مُنيَ بها من الداخل ومن حلفائه وأبرزهم “التيار الوطني الحر”، على الرغم من أنّه لا يوازي حجم المعضلات الكبيرة التي تدور في العواصم التي لديه نفوذ فيها، إنّما بات يشكّل “عامل ابتزاز” في كلّ مرة يريد فيها الوزير السابق جبران باسيل الخروج من المأزق الذي يعيشه في البيئة المسيحية بعدما توالت خسائره وأبرزها الطعن في التعديلات التي أُقرَّت على قانون الانتخاب. يُضاف إليها استطلاعات الرأي التي تؤكّد خسارته لقب “صاحب أكبر كتلة مسيحية”، وبالطبع يُضاف إليها التضعضع في عملية اختيار المرشحين التي يسعى من خلالها باسيل لانتقاء المقرّبين منه والذين لا يحتوي قاموسهم على كلمة “لا” لأيّ قرارٍ أو موقف يتخذه رئيس “التيار”، في حين أنّ الآخرين الذين ستتمّ إحالتهم إلى التقاعد ثبّتوا أقدامهم في ملعبهم الانتخابي احترازًا لإمكانيّة الاستغناء عنهم، الأمر الذي سيقسّم وحدة “التيار العوني” إلى وحدات تعمل بشكلٍ لا مركزي .

أمّا بالنسبة إلى “حزب الله”، فهو قام بإرضاء العهد من خلال عودته مع “حركة أمل” إلى جلسات مجلس الوزراء المشروطة. ولكن ماذا بعد جلسة الإثنين؟ وإن عُقِدت ما هي البنود التي ستُطرح، وما هو المَخرج الذي سيبتدعه الرئيس نجيب ميقاتي لإبقاء أبواب السراي لعقد جلسات أخرى؟