الثلاثاء 12 ذو القعدة 1445 ﻫ - 21 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

ما الذي يخيف لبنان في التفاوض الأميركي-الإيراني؟

يجمع عدد من السفراء الغربيين في بيروت، على أن لبنان سيشهد تغيرات نتيجة المناخ الجديد الذي ستتأثر به المنطقة إثر التوقيع على الإتفاق النووي بين الولايات المتحدة وإيران، والذي لا بد أنه سيوقع على الرغم من الأخذ والرد في الشروط الإيرانية بين واشنطن وطهران.

وثمة أسئلة تطرح حول تموضع لبنان في ظل هذا الإستحقاق واستحقاقات أخرى دولية منها الحرب الروسية على أوكرانيا وإعادة خلط الأوراق الدولية والإقليمية التي تتأثر بذلك. ثم هناك التخوف الخليجي من حصول تفاهمات بين واشنطن وإيران تحت الطاولة، من شأنها غض النظر الأميركي عن نفوذ إيران الذي يتوسع ويزداد خطره. والخوف الخليجي هو من منح إيران كل متطلباتها مقابل التوقيع على النووي، الأمر الذي يجعل إيران تخرج من التفاوض كأنها الرابح الحقيقي فيتعاظم دورها في المنطقة بدلاً من تحجيمه.

ومع اقتراب العودة الى النووي، هناك ما يخيف اللبنانيين وجزء كبير من المسؤولين حول عدم وضوح ما الذي سيكون عليه دور إيران في المنطقة، و ما إذا تم بحث هذا الدور مقابل رفع العقوبات المالية عنها والذي بدأ منذ الآن، أي حتى قبل العودة الى النووي. وما إذا ستقايض واشنطن إيران حول الملف اللبناني أم لا.

وتقول أوساط ديبلوماسية، أن على الإدارة الأميركية أن توضح آفاق بحث نفوذ إيران في المنطقة ودورها ومتى سيتم ذلك، وفي أية ملفات وأية مواقع. هل في لبنان أو اليمن أو سوريا أو العراق أو كلها مجتمعة؟ وكيف؟ وهل سيكون هناك طرح شامل لحلحلة العقد، أم أن الحلحلة ستكون على مراحل وفي كل دولة من هذه الدول على حدا وبالتتالي؟

من خلال ما أنجز من التفاوض، فإنه مثلما هو مطلوب من إيران أن تتنازل، فإن الغرب وفي مقدمته الولايات المتحدة قد تتنازل أيضاً في المقابل، هذه النقطة بالتحديد تخيف لبنان، أي أن القلق من أن يحصل تفاهم بين الطرفين على حسابه، و تنقل الأوساط عن مصادر متخصصة بالديبلوماسية الإيرانية، أن إيران لن تتخلى عن نفوذها في المنطقة من دون مقابل. انها تعتبر نفوذها ورقة في يدها لن تخسرها. فهل بعد التفاوض حول النووي ومن أجل التفاوض حول نفوذها، هل ستلجأ واشنطن الى إعطائها مكتسبات ما في المقابل وأين سيتم إعطاؤها هذه المكتسبات: في اليمن لن يكون ذلك وارداً لأن السعودية لا تقبل. وفي العراق الأميركيون موجودون، يبقى لبنان وسوريا. في سوريا الروس موجودون والوضع هناك معقد، حيث أنهم ينسحبون لنقل قوات الى أوكرانيا ويحل محلهم قوات إيرانية و”حزب الله”.

في لبنان هناك قلق وتخوف من هذا الحوار، ولا أحد يعرف ما إذا السلطة في لبنان ستكون جاهزة وقوية لمنع أي حوار دولي-إقليمي من أن يكون على حساب لبنان، لدى بدء التفاوض الأميركي-الإيراني حول الإتفاق النووي، تبلغ لبنان عن تطمينات أميركية بأن هذا الحوار لن يكون على حسابه. لكن بحسب الأوساط، فإن الأمور لاحقاً لن تكون “أبيض أو أسود” أو محسومة بشكل واضح.

الآن تمر مرحلة التحضير للعودة الى الإتفاق بضغوط كبيرة، لكن أيضاً بإغراءات ستقدم للإيرانيين للتوصل الى التفاهمات المطلوبة. والإدارة الأميركية تتخذ قراراً بعدم إزعاج إيران في المنطقة في هذا التوقيت. لكن من المؤكد أن بحث نفوذها لا يزال غير واضح المعالم.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال