الأحد 11 ذو القعدة 1445 ﻫ - 19 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

ما نسبة التفاؤل لدى الأميركيين بتحقيق اتفاق حول جنوب لبنان؟

تسلك المبادرة الفرنسية طريقها الصعب، لكن الثابت في السعي للوصول الى تسوية في ملف الجنوب، وسط ترقب أميركي لما ستؤول اليه بالتزامن مع المساعي الدولية الأخرى للتوصل الى وقف النار في غزة.

وتفيد مصادر ديبلوماسية غربية بارزة ان هناك تفاؤل أميركي كبير بإمكان التوصل الى حل بالنسبة الى الجنوب. الأميركيون بحسب المصادر لـ “صوت بيروت إنترناشونال”، مقتنعون ضمناً، أنه لن يحصل تقدم جوهري حول لبنان الا عندما يحصل تقدم جوهري في الحل في غزة. وذلك على الرغم من أن الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين قال بفصل الملفات. فهناك الكثير من التعقيدات ستُبقي الملفين مترابطين الى حد ما، لا سيما مع مسألة وقف النار في غزة. انما سيستمر هوكشتاين في جهوده وسيكثف اتصالاته مع كل الأفرقاء، أي مع الجانب اللبناني والجانب الاسرائيلي، لكنه يدرك تماماً أنه لن يحرز تقدماً جوهرياً مع لبنان في مرحلة ما قبل وقف النار.

لكن في هذا الوقت وقبل التوصل الى تقدم جوهري في كل الملفات، هناك تخوف أميركي من انفلات الوضع جنوباً من جراء حادثة معينة أو خطأ معين. فهناك قلق موجود لديهم، إنما في الوقت نفسه، لدى الأميركيين نسبة باتت عالية من أن هناك اتفاق سيحصل بالنسبة الى لبنان، إذا تم التوصل الى وقف النار في غزة. وذلك على عكس ما يتم إشاعته حول أنه لدى وقف النار في غزة ستتجه اسرائيل الى الحرب على لبنان. لا بل ان الأمور ستذهب الى اتفاق على الوضع الجنوبي.

النقطة الأخرى، وفقاً للمصادر، هي وجود مطالب إسرائيلية متشددة تتعلق بانسحاب “حزب الله” اذا لم يكن من كل الجنوب، انما من مساحة معينة من الجنوب، تبعده عن حدودها. وتريد اسرائيل ضمانات حول ذلك. والضمانات المطلوبة، هي ضمانات أميركية-فرنسية-لبنانية. ومن أبرز ما تتضمنه هذه الضمانات انتشار أمني مكثف للجيش اللبناني في الجنوب، وتوسيع صلاحيات “اليونيفيل” بشكل أن لا يكون لديها في قيامها بمهماتها أية ضوابط وأية شروط لتحركها. ثم مراقبة من خلال وجود مراقبين دوليين حول الوضع بشكل أنهم يفيدون بطريقة جدية عن موضوع الوجود المسلح في جنوب لبنان، وحركة السلاح. وعندها تلتزم اسرائيل بعدم خرق الأجواء اللبنانية أو القرار 1701 لناحية الطلعات. لكنها تريد مراقبة موثوقة في ما يتعلق بسلاح “حزب الله” أو حركته في الجنوب.

يوجد تنسيق قوي أميركي مع الفرنسيين حيث دفعت واشنطن بشدة في اتجاه إعطاء باريس دوراً أساسياً ومحورياً، وفقاً للمصادر، حيث تعمل باريس بدورها بتكثيف الجهود مع الأميركيين حول كل تفاصيل ردود الفعل على مبادرتها. ما كان يخيف الأميركيين في السابق هو المداراة الفرنسية لحزب الله وعدم الضغط عليه كثيراً ، أو هكذا كان يُفهم أداؤها لا سيما في ملف رئاسة الجمهورية. الآن تأكد لفرنسا أن اسرائيل جدية في مسألة عدم العودة الى الوضعية السابقة أي ما قبل ٧ تشرين الأول الماضي. وبالتالي اقتنعت فرنسا ان لا يمكن استمرار الوضع على ما هو عليه، ومن الضروري تنفيذ القرار 1701 أو البدء بتنفيذ جزء منه على الأقل في ما يتصل بجنوب لبنان. وتذكر المصادر، أن فحوى القرار 1701 نزع السلاح من كل المجموعات المسلحة وبسط سلطة الدولة على كل الأراضي اللبنانية، ضبط الحدود ومنع دخول السلاح من دول أخرى الى لبنان. انه ليس فقط متصل بالوضعية الجنوبية لكن الأولوية الدولية حالياً هي لمعالجة هذه الوضعية.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال