الأربعاء 15 شوال 1445 ﻫ - 24 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

ما هو الرابط بين إثارة ملف النزوح والانتخابات الرئاسية؟

طرح ملف النازحين السوريين نفسه من جديد وبقوة على اليوميات اللبنانية، وهو شهد انقساما سياسيا وشعبيا وسط علامات استفهام حول سبب اثارته بشكل مفاجئ وعلى نطاق واسع، وكأن هناك امر عمليات اتخذ لتحريك الشارع، ولتحقيق اجندة سياسية لا تخدم المصالح اللبنانية ولا قضية النازحين السوريين.

من هنا، فان البعض اعتبر ان اثارة هذا الملف وبهذه الطريقة راهنا، يشكل ارتباطا مباشرا بالاستحقاق الرئاسي المؤجل، خصوصا ان ما اتخذته الحكومة اللبنانية مؤخرا من غطاء للتدابير المتخذة من قيادة الجيش، ليس الا تأكيد على التدابير والإجراءات المتخذة سابقا، وذلك تنفيذا لقرار المجلس الأعلى للدفاع تاريخ 24 نيسان 2019 من قبل الجيش والأجهزة الأمنية كافة في حق المخالفين.

ولكن اللافت كان هذه المرة، دخول منظمة العفو الدولية على خط ازمة النازحين، وذلك من خلال البيان التي أصدرته ودعت فيه السلطات اللبنانية الكف فورا عن إعادة اللاجئين قسرا الى بلادهم، معتبرين ذلك بانه غير قانوني.

وفي هذا الاطار، تعتبر مصادر نيابية معارضة “لصوت بيروت انترناشونال” انه ليس هناك من سبب للانفجار السريع للملف ولفكرة تبنيه من قبل قوى الممانعة بهذه الطريقة، سوى لفرض واقع سياسي محدد، وهو الترويج لمرشح “الثنائي الشيعي” سليمان فرنجية، باعتبار ان لا احد سواه يمكن حل مسالة النزوح السوري في لبنان وتداعياته، لذلك فانهم يحاولون بشتى الطرق الضغط لإظهاره بصورة المنقذ الوحيد، من خلال اعتبار ان ازمة النزوح هي أولوية لدى فرنجية، وعليه ان يلتزم في حال انتخب ان تكون وجهته الأولى خارجيا هي دمشق، والتبرير طبعا سيكون معالجة مسألة النازحين، بينما الحقيقة هي تجديد تقديم أوراق اعتماده لصديقه بشار الأسد، وبالتالي إعادة إعطاء الشرعية للنظام السوري وربط العلاقات بين البلدين رسميا من جديد.

وتتوقع المصادر انه بعد خطوة فرنجية في حال حصولها ، ان يتم اقفال موضوع النزوح دون ايجاد اي حل له، وتؤكد المصادر الى ان هناك الكثير من المستفيدين باستغلال قضية النزوح، واولهم النظام السوري والمتحالفين معه من اللبنانيين.

ولفتت المصادر الى التغريدة الذي كتبها جميل السيد، والذي اعتبر فيها انه سيكون هنالك أسلحة غدا في مخيمات النازحين ووصفتها بانها غير بريئة، لأنها تشكل دغدغة للخوف والتحفظ التاريخي عند المسيحيين، واستثارة لردات الفعل على مساحة لبنان، مشيرة الى ان الدفع والتسميم الإعلامي يوحي بالاستعداد لإسالة الدماء واستدعاء الفتنة وايقاظها والنفخ في النار، مما قد يؤدي الى دفع الجيش اللبناني للتدخل، ووضعه في موقع حرج، وعندها يتدخل “حزب الله” مع مرشحه فرنجية على طريقة فجر الجرود، ويظهرا كأنهما انقذا الوطن.

وشددت المصادر بان هناك جزء كبير من اللبنانيين لا يعارض الوجود السوري على الأراضي اللبنانية، شرط ان يخضع هؤلاء الى القوانين المحلية، خصوصا ان هناك عمالة سورية تاريخية في لبنان، والمشكلة لا تتعلق بهم. ولكن ما نرفضه هو استغلال اللاجئ السوري المسيس لتنفيذ ” اجندات” محددة، من خلال الاستفادة من أموال المنظمات الدولية والقيام بنواة وخلايا يتم توظيفها فيما بعد بالأمن والإرهاب.

لذلك، فان المصادر تؤكد انه مهما حاول “حزب الله” فرض ضغوطه لإيصال مرشحه سليمان فرنجية، فان هناك عدد لا يستهان به من النواب غير مستعدين لانتخابه.

وتقول المصادر:” فكما ان “الثنائي الشيعي” غير مستعجل لإنهاء الفراغ الا من خلال إيصال مرشحه، فنحن أيضا لا يمكننا رهن البلد مجددا الى حزب يستغل كل الفرص من اجل تلميع صورته الداخلية ، كي يظهر بانه حزب حوار مدني وديموقراطي ويعترف بالتنوع اللبناني” .

وختمت المصادر مستغربة اثارة موضوع دخول 37 الف نازح الى سوريا وعودتهم الى لبنان في فترة الأعياد، بينما هناك أموال لا تعد ولا تحصى تخرج يوميا بواسطة النازحين وغيرهم عبر الحدود دون مساءلة من احد.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال