الجمعة 16 شوال 1445 ﻫ - 26 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

مخدرات حزب الله "جائحة" أخرى تستهدف المجتمعات العربية

كل الدراسات والتقارير تشير الى ان سوريا باتت خلال السنوات الأخيرة سوق واسع لتجارة المخدرات وممراً لخط “ترانزيت” مخدرات حزب الله باتجاه الدول العربية وأوروبا.

وقد كشف القضاء الأميركي عن إنشاء وحدة خاصة للتحقيق في مصادر تمويل حزب الله، الذي تتهمه واشنطن بالاتجار بالمخدرات لتمويل أنشطته الإرهابية حول العالم.

ولطالما ندد أردنيون غاضبون من تدفق المخدرات غير الشرعية على المملكة، على مواقع التواصل الاجتماعي بحزب الله اللبناني، كما اعتبره كثيرون الجهة التي تقف وراء عمليات تهريب المخدرات من سوريا الى الخليج مروراً بالأردن، حيث أن لحزب الله تاريخا طويلا في تهريب المخدرات، وهو يواجه نقصا في التمويل الذي يحصل عليه من إيران مع بدء سريان العقوبات الأميركية الأخيرة.

وما يعزز فرضية اعتماد حزب الله على سوريا كنقطة انطلاق لتجارة المخدرات، المداهمة التي قامت بها “الشرطة العسكرية الروسية” لمستودع تخزين مخدرات، قالت انه يعود لـ “مقرب” من الحزب كان قد استقدمها قبل أسبوع من لبنان، في حين اشارت في بيان لها ان المداهمة جاءت بعد شكاوى عدة تقدم بها أعيان البلدة بسبب انتشار المواد المخدرة بشكل كبير بين الشبان في المنطقة، حيثُ يتم ترويجها وطرحها في السوق عن طريق أشخاص من الجنسية السورية من الموالين لحزب الله اللبناني.

وتشير المعلومات الى انه قبل يومين من المداهمة الروسية لمخزن المخدرات غرب دمشق، أحبط “جيش مغاوير الثورة” وهو فصيل معارض وشريك أمني للولايات المتحدة الأمريكية في جنوب شرق سوريا، محاولة تهريب مخدرات الى الأردن من قبل حزب الله، وهي ثاني عملية إحباط من هذا النوع في أقل من شهر.

مخدرات الى إفريقيا والخليج

واضاف الناطق الإعلامي عبد الرزاق خضر، إنه تم أحبط تهريب شحنة كبيرة من المخدرات التابعة لحزب الله تحتوي على مليون ومائة ألف حبة كبتاغون، موضحًا أن المخدرات كانت معبأة في عبوات للشحوم الصناعية، مؤكداً انه تم اعتقال سائق الشاحنة الذي اعترف ان مصدر المخدرات هو حزب الله، وقد تم نشر صورًا لعشرات أكياس المخدرات المضبوطة، وقبلها بأسبوعين أحبطت محاولة شبيهة تحتوي على حوالي 100 كيلوغرام من الحشيش و5000 حبة من مخدر الكبتاغون كانت متوجهة إلى السعودية ودول الخليج العربي عبر الأردن.

وبالتزامن أعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في لبنان عن ضبط أضخم عملية تهريب مخدرات في تاريخ لبنان، بعد إحباط إخراج 25 طناً من “حشيشة الكيف” عبر مرفأ بيروت إلى دولة إفريقية، مضيفة في بيان لها إن مكتب مكافحة المخدرات المركزي في وحدة الشرطة القضائية، وبعد متابعة لنحو شهر “ضبط قافلة مؤلفة من 8 شاحنات كانت متجهة إلى حرم مرفأ بيروت، على متنها حاويات بداخلها آلاف الأكياس من النايلون، تحتوي كميات كبيرة من حشيشة الكيف موضبة بطريقة محترفة داخل أكياس أتربة زراعية”.

نوح زعيتر يتحدى السلطة

وفي السياق اثار ظهور نوح زعيتر أحد أبرز المطلوبين للقضاء اللبناني بقضايا المخدرات، امام وسائل الاعلام متحدثاً باسم لجنة المطالبة بالعفو العام تساؤلات كثيرة عن غياب الدولة اللبنانية عن مناطق واسعة في لبنان مقابل الحصانة الأمنية التي يؤمنها حزب الله لكبار تجار المخدرات والذين يتخذون من مناطق في البقاع شرق لبنان ملاذات امنية ومنطلقاً لتجارة وتصنيع المخدرات.

وقال زعيتر في مؤتمر صحفي بثته وسائل اعلام محلية ان “المنطقة كانت تعاني من حجر أمنى وقتل ميداني قبل مجيء الحجر الصحي”، مضيفاً “مللنا وعود السلطة الكاذبة”، ودعا الى الاسراع، في بت العفو العام الشامل للحفاظ على حياة القابعين في السجون جراء انتشار فايروس كورونا في لبنان بشكل مفرط، مطالباً اسقاط حوالي 31 ألف مذكرة توقيف صادرة عن القضاء اللبناني معظمها متعلق بقضايا المخدرات لمواطنين معظمهم من محافظتي بعلبك والهرمل.

تدخل مجتمعي روسي

ويرى مدير مركز أمم للأبحاث والتوثيق لقمان سليم، في تدخل الشرطة الروسية بمكافحة المخدرات التي يعمل على ترويجها حزب الله، انها تريد ان تلعب دوراً مجتمعياً الى جانب دورها السياسي والعسكري في سوريا “وهذا امر يقربها من المجتمع السوري”، لافتاً الى ان استجابة الشرطة الروسية لشكاوى مواطنين سوريين هو إشارة واضحة لثقة المواطنين بالدور الروسي أكثر من ثقتهم بالنظام السوري الذي يرون فيه شريكاً للحزب بتجارة المخدرات.

ويقول سليم ان حزب الله يستثمر وجوده في سوريا في تجارة المخدرات والتي تتزايد يوماً بعد يوم نتيجة السياسة الأميركية الساعية للتضييق عليه تجفيف منابعه المالية عبر أذرعه في اميركا الجنوبية وافريقيا، إضافة الى الضائقة الاقتصادية التي نتجت عن العقوبات الأميركية على إيران.

ويشير الى عدة مواجهات حصلت سابقاً في منطقة القلمون الغربي وريف دمشق بين حزب الله ومليشيات أخرى متواجدة مع قوات لنظام السوري، وحتى بشكل مباشر مع النظام كما حصل في منطقة الطفيل الحدودية مع لبنان على خلفية خلافات تقاسم حصص تجارة المخدرات، ما دفع أكثر من مرة الشرطة الروسية الانتشار على الحدود مع لبنان والتلويح بإقفال الحدود.

تشويه صورته ومحاصرته

في المقابل يعتبر المحلل السياسي فيصل عبد الساتر وهو مقرب من حزب الله، إن الاتهامات الموجهة للحزب ببيع المخدرات “هي افتراءات ظالمة لا تستند إلى الواقع وليس لها أي حقيقة”، ويقول ان “الجميع يعلم انّ هذه الاتهامات ليست سوى اداةً سياسية لتوجيه الاتهامات الى حزب الله بسبب موقفه المعروف في المقاومة ضد العدو الاسرائيلي وفي مواجهة الارهاب التكفيري”.

ويشير الى انه غير خافٍ على أحد أنّ الادارات الاميركية المتعاقبة عملت بمختلف اجهزتِها على تشويه صورةِ حزب الله في مجالات عدة، مؤكداً ان الجميع يَعلم موقف الحزب الاخلاقي والشرعي والديني تجاه المخدّرات والإتجار بالمخدرات، مؤكداً ان حزب الله يواجه حملة اميركية كبيرة على المستوى الدولي تستهدف محاصرته وكذلك هي استكمال لِما حاولت الادارة الاميركية ان تفعله في موضوع العقوبات المالية على الحزب وبيئته الشعبية.

مقتل قيادي في حزب الله

وفي سياق آخر لا يزال الغموض يلف قضية المسؤول المكلف بمتابعة ملف عملاء إسرائيل والجواسيس في حزب الله محمد علي يونس، والذي قتل بعدة رصاصات عن قرب في وضح النهار، حيث قالت بعض التقارير الاعلامية ان يونس قد يكون قتل اثناء قيامه بتسليم شحنة من المخدرات لتجار وموزعي مخدرات تابعين للحزب.

في المقابل ربطت تقارير أخرى قضية المخدرات الاغتيال بعملية اختراق كبير ودقيقة لأمن الحزب وان العملية شبيه بعملية اغتيال القيادي في الحزب حسان اللقيس في العام 2013 والتي تمت قرب منزله في الضاحية الجنوبية، مشيرة الى ان الغموض الذي يتقصده حول ملابسات الاغتيال تعود اما لمعرفته ان الموساد الإسرائيلي يقف وراء الاختراق وتجنب إحراج عدم القدرة على الرد وهذا ما اوحت به وكالة أنباء فارس الإيرانية لحظة اعلان الخبر، إما نتيجة تصفية داخلية نتيجة صراعات داخلية غير معلنة وهذا امر يرجحه لقمان سليم الذي تابع بالقول انه “كان لافتًا أن الإعلام الإيراني هو الذي أخرج جريمة قتل هذ الكادر الأمني وحدّد أن مهمته كانت صيد العملاء الإسرائيليين والجواسيس وهو ما يطرح تساؤلا حول سبب تسريب هذه المعلومة عبر الإعلام الإيراني، في حين أن البيان الذي أصدره حزب الله لم يأتِ على ذكر إسرائيل بل تحدث عن عملية قتل”.