الجمعة 19 رمضان 1445 ﻫ - 29 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

نهاد المشنوق.. من مخبر الى تاجر

لم يعد النبش في سجلات نهاد المشنوق بالأمر الشاق، وكذلك الأمر بالنسبة لانتمائه السياسي، فتلطيه لفترة لا بأس بها من الزمن خلف تيار المستقبل، لم ولن تغطي علاقته بالنظام السوري وبحزب الله، المؤرشفة لدى الجميع، والتي دفعته مرات ومرات الى مقارعة القوى العربية وخاصة المملكة العربية السعودية.

 

فتصريحه الشهير ما زال مسجلاً في الذاكرة، حين قال إن زعيمه آنذاك سعد الحريري لا يفعل شيئا من دون توجيه سعودي، وأن الزعامة الحريرية تدفع ثمن مهادنة السياسة السعودية (زمن الملك عبدالله)، وأن هذه السياسة هي من أجبرت سعد على زيارة دمشق التي أغضبت جمهور الطائفة السنية وتيار المستقبل، كما أنها عطلت وصول حليف حزب الله (ميشال عون) إلى رئاسة الجمهورية، وقال أيضاً عن ترشيح سليمان فرنجية صديق بشار الأسد انه بدأ إنكليزيا فأميركيا ثم سعوديا، وبالتالي حريريا.

أما انتمائه للطائفة السنية، فلن تعفيه من المحاسبة أو تغفر له تلفيقه لتهم الإرهاب بحق الشباب السني حين كان وزيراً للداخلية، كما أنها لن تغفر له عمله الجديد كتاجر بأمن واستقرار “الخزانات السنية” ان صح التعبير، في بيروت والبقاع وطرابلس.

أما ما ينتهجه نهاد المشنوق، يشير الى ان الرجل يتعمد أن يكون حديث الساعة، فهو يعتبر أن الضجيج الذي يثيره في الزمان والمكان المناسبين بين الفينة والاخرى سيصل به لا محال الى وراثة الطائفة السنية وكأنها تركة.

فعقب هزيمة توافقات أو تحالفات زعيم تيار المستقبل (سعد الحريري) الذي كان يتلطى خلفه، وسقوط التسوية التي أعادت خلط كافة الأوراق، يبدو أن الرجل قرر اللعب على الساحة السنية منفرداً.

فمن وجهة نظر المشنوق وصبيانه ومعلميه، في الداخل والخارج، ان زعيم تيار المستقبل مأزوم، وازمته عميقة باعتبارهم أن الخطة السياسية غائبة عن التيار الذي يتذبذب بين أن يكون عابراً للطوائف او يكون سنياً، وأكثر من ذلك فإنهم يؤكدون ان هذه السياسة غير موجودة. ولطالما كان يردد المشنوق في مجالسه الخاصة أن سعد الحريري لا يعرف ماذا يريد،

وبما أن الطائفة السنية كفرت بخطابه واسلوبه وسياساته، وان جزء كبيرا منها ساهم في اسقاط حكومته بساحات الثورة، فإن هذا الوضع ستكون نتائجه سلبية أكثر على تيار المستقبل من جهة وستعود عليه (للمشنوق)بالنفع ولو بعد حين.

اما العارفين بألاعيب المشنوق، فيؤكدون أن مشاريع الرجل دائماً غب الطلب وعناوينها قادرة على دغدغة هواجس الطائفة السنية، فهو صاحب مشروع “بيروت مدينة آمنة منزوعة السلاح” عام 2009، الهاجس الذي كان يقض مضجع بيروت وأهلها.

وها هو اليوم يعيد الكرة فهواجس الطائفة كثيرة، وهذا ما دفعه اليوم لإيهام بعض رجالاتها أن مشروعه إنما هو “صلة الرحم بالرئيس الشهيد”، وهذا ما لم تدركه بعض الكوادر السنية الملتفة حوله إما ضعفاً أو طمعاً بفتات الليرات.

أما ما يجب إدراكه من قبل الطائفة السنية، أن نهاد المشنوق بدأ يلعب بالمحظور، فصلة الرحم هذه لا تكون إلا من خلال أبناء الشهيد رفيق الحريري دون سواهم، الذين لا يتوانى عن تشويه سمعتهم من خلال أقلامه المأجورة.

وما يجب إدراكه أيضاً أنه آن الأوان أن تقف الطائفة السنية صفاً وحداً، ليس دفاعاً عن سعد أو بهاء، بل على إجبار من يزرع الشقاق والنفاق في أزقة الطائفة وبيوتها ومساجدها، أن يرحل عنها وعن ناسها صاغراً مذموماً او حتى مدحوراً.

اما يجب أن يدركه المشنوق نفسه، فهو أن التاريخ لن يرحم من تآمر وظلم وافترى وركب الملفات ووشى وخان، وأن محكمة السماء لن تغفر إن غابت محكمة الأرض.