الخميس 16 شوال 1445 ﻫ - 25 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

هل تعقد القمة العربية في أيار؟

كان الموقف اللبناني في الدورة 155 لجامعة الدول العربية لافتاً بحسب ما قالته مصادر ديبلوماسية عربية لـ”صوت بيروت انترناشونال” فعلى الرغم من الضغوط العربية و الغربية لفك ارتباط الدولة ب”حزب الله”، و على الرغم من سلوك الحزب داخلياً و سيطرته على مقررات و مقدرات الدولة، تحفظ لبنان عن أي ذكر لصفة الإرهاب ل”حزب الله” في القرارات التي اتُّخِذَت، في حين لم يتحفظ لبنان عن أية نعوت أُطلقت على التدخل الإيراني في الشؤون العربية و هو أحد بنود الدورة.

و المسألة الثانية التي ميّزت الدّورة كما قال المصدر، هي أنها لم تُحضّر جدول أعمال للقمّة العربية خلافاً لما جرت عليه العادة كلّ سنة. إذ أن انعقاد القمة العربية ليس محسوماً بعد لا سيّما في التوقيت. و القمة كانت تنعقد في نهاية آذار من كل سنة. الآن لن تنعقد في نهاية آذار. و القمة هي من مسؤولية الجزائر كونها الدولة التي سترأسها، لكنها تعمل على تأجيلها منذ سنة بسبب أوضاع الجزائر الداخلية، و بسبب جائحة كورونا. فقد ألغيت في العام 2020 الماضي. و في نقاشات الدورة 155 أبدت الجزائر رغبتها بأن تعقدها في النصف الثاني من شهر أيار المقبل، و أنها تتمسك برئاستها و باستضافتها. لكن الأمر غير محسوم، و هناك انتظار لتداعيات الكورونا، و أية تطورات هي التي تحدد انعقاد القمة.
و اجتماع الجامعة، كان الأوّل من نوعه بعد المصالحة الخليجية – القطرية – المصرية. و أنه الأول منذ أيام القطيعة بين مصر و قطر، بحيث حضر الى القاهرة و ترأس الدورة 155 وزير الخارجية القطري شخصياً. إذ في زمن القطيعة كان يأتي الى اجتماعات الجامعة نائب وزير الخارجية.

في الموضوع الفلسطيني لم يكن هناك من مشاكل، إذ أن كل المواضيع المطروحة في ذلك عولجت في الإجتماع الإستثنائي للجامعة الذي انعقد قبل نحو ثلاثة أسابيع. و بالتالي لم يتم تناول بعض العلاقات العربية مع إسرائيل. في المواضيع الأخرى، كان هناك اختلاف حاد في وجهات النظر بين كل من مصر و ليبيا حول القرار الليبي. و كان ثمة اختلاف في الصياغة. و جرت اجتماعات مكثفة قبل الإجتماع الوزاري حتى أزيلت كل التحفظات. و كان الوفد الليبي وضع نصب أعينه إدانة حفتر، مع حديثه عن المقابر الجماعية. إلّا أن مصر حاولت تخفيف حدّة اللهجة في هذه الفقرة. و بعد ذلك، لم يعد الجو الليبي متشدداً، بل جو مصالحة، لكن مع اختلاف بوجهات النظر في كل من مشروعي قرار مصر و ليبيا. لكن ما لبث أن تم التوصّل الى توافق حول الموضوع الليبي.

في القرار حول التدخلات التركية في شؤون الدول العربية، جرى تحفظ ثلاث دول هي قطر و ليبيا و جيبوتي. و من هنا يُستنتج أن المصالحة بدأت لكن بخطوات بطيئة على الرغم من وجود نية حقيقية للتصالح. إلا أن التحالفات التي لا تزال قائمة بين قطر و ليبيا مع تركيا تؤثر، و هذا التحالف لم ينكسر.

و حول القرار المتصل بالتدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية، جرى تحفظ لبنان على كل فقرة وصفت “حزب الله” بأنه إرهابي معارضاً الموقف العربي الشامل حول ذلك. و على الرغم من ضغوط الشارع و اتهام الناس بأن الحزب وراء ما وصلت إليه البلاد من مآسي، فإن لبنان عزى سبب التحفظ بحسب المصادر، و هو أن الحزب يمثل جزءاً من النسيج الإجتماعي اللبناني و في البرلمان و الحكومة. و أن لديه شعبية و تمثيل. لبنان تحفظ على كل ما ذكر حول ذلك، و طلب بحذف كلمة إرهابي لكي يرفع تحفظه لكن الأمر لم يحصل. في حين أن لبنان لم يبد أي تحفظ حول كامل العبارات المتصلة بالتدخلات الإيرانية في الدول العربية مهما كانت العبارات. كذلك يُشار الى أن لبنان أيضاً لم ينأى بنفسه حول ما وصف به الحزب، و لا حول ما وصفت به التدخلات الإيرانية. و العراق أيضاً تحفظ عن ذكر توصيف “حزب الله” بأنه إرهابي.

و نجح لبنان في إدخال فقرة إلى المشروع القرار المتصل به، و هي جديدة، حول الدعم العربي لتشكيل الحكومة. و وافقت كل الدول العربية على ذلك. و يذكر أن هذه العبارة جرى توافق سياسي لبناني داخلي على إدراجها في متن القرار و مرت بسهولة، و قبل أن يصل النص الى الجامعة العربية.

و وختم المصدر، المنحى السياسي يسير بشكل ايجابي بين المتصالحين العرب، في حين توجد خلافات أخرى ظهرت في اجتماع الجامعة، و هي متعلقة بالشؤون الإدارية و المالية لا سيّما حول إصلاح الجامعة.