الأثنين 19 شوال 1445 ﻫ - 29 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

هل ستسمح إيران للبنان بترسيم الحدود واستخراج النفط والغاز؟

الملف الوحيد الذي يخترق الجمود الأميركي حيال لبنان هو الوساطة التي تقوم بها واشنطن بين لبنان وإسرائيل من أجل ترسيم الحدود البحرية ما يسهل التنقيب عن الغاز والنفط واستخراجهما، وتعتبر الإدارة الأميركية ان ذلك يمثل الحل الأساسي للمشكلة الإقتصادية والمالية التي يعاني منها لبنان، الذي يجب أن يكون مستعجلاً لتوفير هذا الحل.

على أن مصادر رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي أبلغه الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين عن إيجابية إسرائيل رداً على موقف لبنان من حدود الترسيم، أوضحت لـ”صوت بيروت انترناشيونال”، أن لبنان هو الآن في انتظار إما أن يعود الوسيط الأميركي إليه حاملاً التفاصيل التي بنيت عليها هذه الإيجابية، او إرسال أفكار للبنان للبناء عليها لاستكمال التفاوض غير المباشر القائم. لكن زيارته واردة في أية لحظة وليست مستبعدة.

ووضعت المصادر، إطلاق “حزب الله” المسيرات الثلاث في اتجاه حقل “كاريش” في إطار الرد على القصف الإسرائيلي على مستوعبات تخص الحزب في طرطوس السورية مخترقاً لذلك الأجواء اللبنانية. مشيرة الى أن استهداف إسرائيل مواقع للحزب في سوريا مستخدمة الأجواء اللبنانية لم يعد مقبولاً.

إلا أنه في انتظار ما سيحمله هوكشتاين من جديد عن التفاوض، أكدت مصادر دبلوماسية، أن هناك إصراراً أميركياً على متابعة الوساطة.

وواشنطن لا تربط هذا الملف بأي ملف آخر على عكس ما يقوم به “حزب الله” من توتير للأجواء جنوباً آخره عبر إرسال المسيرات بالتزامن مع فشل الجولة الأخيرة للتفاوض الأميركي-الإيراني في الدوحة.

إذ لا مشكلة لدى الحزب في استدراج التدمير الإسرائيلي للبلد، وفي منع فرصة التعافي عن لبنان من خلال عرقلة فرصة استثمار النفط والغاز في البحر اللبناني. ويبدو بالنسبة الى المصادر، ان النهوض الحقيقي بالإقتصاد هو عدو الحزب الأول. ولا مشكلة لدى الحزب في ربط مصير الترسيم بمصير التفاوض الأميركي-الإيراني حيث يقف وراء موقف الدولة لدى تقدم هذا التفاوض، ويعود الى إرسال رسائل بأن الأمر له في الترسيم لدى مواجهة المفاوضات مع إيران صعوبات تؤدي الى توقفها.

ومن خلال ذلك، يريد التأكيد على أن إيران عبره لها التأثير الأساسي في ملف الترسيم، وهي لن تكون بعيدة عن القرار بالسماح باستخراج لبنان للنفط أو عدمه. وكل ذلك يتوقف على نتائج التفاوض الأميركي-الإيراني حول البرنامج النووي لطهران. وإذ وصل التفاوض الى الإتفاق، ستكون له إنعكاسات تؤدي الى تسويات في المنطقة من ضمنها سيكون ملف الترسيم وإستخراج النفط والغاز.

وفي الوقت الضائع يقوم الحزب بإرسال رسائل بأن الإيجابية الإسرائيلية، بحسب المصادر، لا تعني السماح لإسرائيل استخراج النفط من “كاريش” قبل الإتفاق على الترسيم مع لبنان نهائياً.

وتؤكد الرسائل استعداد الحزب للذهاب بعيداً حتى الحرب، وان الخيار العسكري وارد، على الرغم من علمه ان كل الأطراف الدولية والإقليمية لا تريد الحرب، وليست لديها مصلحة فيها.