السبت 11 شوال 1445 ﻫ - 20 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

هل من علاقة بين الترسيم البحري وملف رئاسة الجمهورية؟

تطرح مصادر ديبلوماسية، احتمالاً وارداً حول أن التقدم الحاصل في التفاوض غير المباشر بين لبنان وإسرائيل عبر الوساطة الأميركية، قد يؤدي إذا تم الإتفاق النهائي خلال شهر أيلول المقبل، الى أن ينعكس ذلك إيجاباً على الإستحقاق الرئاسي اللبناني لجهة أن الإتفاق قد يخلف مناخاً إيجابياً سيقود الى استعادة لبنان الإهتمام الدولي الحقيقي بحيث يتم في إطاره وضع خارطة طريق دولية لإنقاذه سياسياً واقتصادياً بالتوازي مع الهندسة الأميركية لخريطة الطريق المتصلة بالطاقة في المتوسط. وهذا الإنقاذ يبدأ بالتفاهم حول رئيس جمهورية جديد يكون وسطياً ومعقولاً ويتمتع برؤية اقتصادية.
إلا أن مصادر ديبلوماسية أخرى أكدت لـ”صوت بيروت انترناشيونال”، ان الملف الرئاسي لا يزال غير واضح المعالم وانه بعيد كل البعد عن إيجاد خلاص له بالعصا السحرية. إنما هو موضوع متشعب ويتأثر بالكثير من العوامل الداخلية والخارجية، وليس له أية علاقة بأجواء الترسيم او تلك التي سيتأثر بها التفاوض.

فالترسيم، بحسب المصادر، متعلق بلبنان وإسرائيل، وهناك مردود مالي كبير من جراء استخراج النفط والغاز سيكون متوافر بعد حين لبلد منهار. وهناك مصلحة لكل من واشنطن وتل أبيب في المقابل، للتنقيب عن مصادر الطاقة والإستفادة منها. لكنهما يحتاجان الى ضمانات حول مسألة أن لا يقدم “حزب الله” على ضرب مواقع استخراج النفط والغاز. وبالتالي، ان موضوع الإنتخابات الرئاسية هو شيء آخر. فإذا تم التوصل الى اتفاق حول النووي بين واشنطن وطهران، حيث برزت خلال الساعات الماضية بوادر إيجابية لاستئناف التفاوض، يعني ان جماعة إيران في لبنان سيعمدون الى التهدئة وكذلك جماعاتها في المنطقة. وقد يبرز في هذا الإطار تفاهمات من بينها اختيار رئيس للجمهورية ترضى عنه كل الأطراف. وهنا ستعود المظلة الدولية التي تحمي لبنان الى مزيد من الفاعلية.

لذلك ان الموضوعين منفصلين. ويجب التأكد من الإيجابية بالنسبة الى أجواء التفاوض حول الترسيم أم أنه مبالغ فيها.

لكن، وفقاً للمصادر، ان ما يهم الأميركيين هو الإنتهاء من مسألة الترسيم. والأميركيون في الوقت نفسه هم مؤثرين في الإنتخابات الرئاسية، فإذا أنجز ملف الترسيم بالإتفاق، سيتعاملون بطريق مختلفة مع الإنتخابات الرئاسية أي بمرونة أكبر، حيث سيعتبرون أن الأطراف اللبنانية كافة سهَّلت عملية الترسيم.

وتكشف المصادر، انه حتى الآن لم تنطلق المفاوضات الدولية حول الرئيس اللبناني جدياً. ومن غير الواضح ما إذا سيكون الرئيس حيادياً أو محسوباً على فئة معينة. الدول ستتفاوض حوله، ومن المؤكد ان الرئاسة لا تنضج من دون توافق أميركي-سعودي-إيراني. ومن المؤكد ان هناك بداية بحث أميركي-سعودي حول ذلك، لكن هل من بحث مع الطرف الثالث أي إيران؟ كما انه من غير الواضح بعد موعد الدخول الروسي على خط الملف الرئاسي. موسكو تؤثر جداً إيجاباً أو سلباً، وهي باتت دولة جارة بفعل سيطرتها على سوريا ولها نفوذها في الرئاسة. ولا شك أن ملف الرئاسة بات أكثر تعقيداً بعد الحرب الروسية على أوكرانيا ودور روسيا المتعاظم.