السبت 18 شوال 1445 ﻫ - 27 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

هل يستثمر لبنان موقفه في ملف أوكرانيا طلباً لتسريع الدعم؟

على الرغم من القناعة الثابتة لدى لبنان الرسمي بالموقف الذي اعلن بإدانة الحرب الروسية على أوكرانيا، و الدعوة لحل النزاع وفقاً لمنطق الحوار، ثم التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة الى جانب قرار إدانة روسيا أيضاً، فإن مصادر ديبلوماسية، أشارت إلى أن لبنان ينتظر في المقابل، أن يقدم إليه الغرب تسهيلات أساسية لإنقاذ أوضاعه من الإنهيار و الشلل و التردي الذي يعاني منهم، و حيث التخبط للخروج من المأزق الذي لا سبيل له سوى الإتفاق مع صندوق النقد الدولي، و الذي يمهد لاحقاً الى دعم دولي و عربي فعلي على أساس مخصصات مؤتمر “سادر”.

وبالتالي، فإن لبنان يرى أنه بالإمكان استثمار موقفه السياسي و الديبلوماسي الإيجابي بالنسبة الى الدول الغربية و مساندتها في موقفها حيال الحرب الروسية، من أجل الحصول على تسهيلات قد تكون في مسألة تسريع استفادته من دعم صندوق النقد و البنك الدوليين. أو في مسألة تسهيل عبور الغاز المصري و الكهرباء الأردنية عبر سوريا كما يعده الأميركيون بذلك، وقد تأخرت الضمانات الأميركية حول إزالة العقوبات المتصلة بذلك.

وأيضاً في مسألة ترسيم الحدود البحرية الجنوبية من أجل أن تتم الإستفادة من الثروات النفطية و الغاز في أقرب فرصة ممكنة لما لذلك من تأثير فعلي في خزينة الدولة، و جذب العملة الصعبة إلى البلد، وإعادة الثقة الدولية بلبنان ما ينعكس على عودة الإستثمارات على أنواعها إليه.

ولاحظت المصادر لـ”صوت بيروت انترناشونال”، أنه بعد توتر المواقف من جراء بيان وزارة الخارجية الذي حظي أساساً بتوافق داخلي، و لم يكن هناك من لزوم للمزايدات السياسية التي باتت أهدافها واضحة،أكد لبنان على هذا البيان في تصويته على قرارا الجمعية العامة للأمم المتحدة.

ما يعني أن لبنان يتحرك دولياً و يسير في مواقفه السياسية الخارجية في الاتجاه الذي يحفظ مصالحه و إرضاء الدول التي تعده بالمساعدات لإنقاذ اقتصاده. و هو لا يمكنه الخروج من هذه المعادلة على الرغم من الضغوط الداخلية المستفيدة من وجود السلاح لدى فريق معين لتوجيه موقفه الى مسار آخر، إذ أن الدول الغربية و على رأسها الولايات المتحدة، و كما الدول الخليجية حاضرة بقوة في الملف اللبناني، وكلها عند أي استحقاق عربي أو دولي تنتظر من بيروت حسم خياراتها.

وإلا لن تكون هناك مساعدات أو ترسيم حدود أو دعم اقتصادي عربي و غربي. ان هناك جهوداً سياسية ودبلوماسية خارجية مع لبنان تفوق في نتيجتها الضغوط المتأتية من فريق السلاح، و يتأكد أن الدعم الدولي الكامل للبنان مرتبط أيضاً بالتغيير السياسي. وإذا كان لبنان غير قادر على إيجاد حل للسلاح، فإنه على الأقل يجب أن يجد حلاً لمواقفه السياسية التي ينتظر منها أن تكون منسجمة مع التوجهات الدولية الكبرى.