الخميس 11 جمادى الآخرة 1446 ﻫ - 12 ديسمبر 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

7 أيار ... يوم سقطت ورقة التوت عن كذبة "المقاومة"

اثنتا عشرة سنة مرّت على احتلال “حزب الله” لبيروت بقوة السلاح غير الشرعي، 12 سنة على ارهاب اهالي العاصمة العزّل من قبل من ادعى ان سلاحه لمحاربة اسرائيل وليس موجهاً للداخل، 12 سنة على تمجيد حسن نصر الله لغزوة البرابرة واعتبارها نصراً جديداً للمقاومة.

هو يوم العار والجرح النازف، يوم سقطت فيه ورقة التوت عن كذبة “المقاومة”، يوم أسقط “حزب الله” نفسه بسلاحه، بعدما قام بنشر ميليشياته في أحياء بيروت فارضاً السيطرة الأمنية والعسكرية على مفاصل العاصمة بمشاركة عناصر من حركة امل تحت ستار “حماية شبكة الاتصالات غير الشرعية والدفاع عن المقاومة”،

هو اليوم الذي رفع فيه حسن نصر الله اصبعه كاشارة ان صبره قد نفذ، وبأن العقاب سينزل بكل من خالفه، وتنفيذاً لتهديده بـ “قطع اليد” التي تجرأت على الإمتداد الى حزبه، ليخرج بعدها شبيحته على دراجاتهم النارية من الضاحية الجنوبية ومن شقق داخل العاصمة، ملثمين ومرتدين القمصان السود، مدججين باسلحتهم، نصبوا الحواجز، احرقوا الاطارات وقطعوا اوصال العاصمة، اغلقوا المطار، اطلقوا النار، روعوا الناس، استعرضوا همجيتهم المليشياوية، خطفوا وقتلوا وعاثوا ارهاباً، ارتقى عدد من ابناء بيروت شهداء بعدما غدروا لا لذنبهن ارتكبوه الا لأنهم مع الدولة ولا يحملون سلاحاً يأتمر من خلف الحدود.

هو اليوم الذي انتفض فيه اهالي العاصمة للدفاع عن مدينتهم ضد العملية العسكرية المنسقة والمحضرة مسبقاً… من قصقص الى الطريق الجديدة والمزرعة ومارالياس وعائشة بكار وغيرها من المناطق،

حملوا ما تيسر لهم من سلاح ولبّوا واجب الدفاع عن احيائهم ضد الغزاة الذين حاولوا اجتياح الشوارع كأنهم يقاتلولن في ازقة القدس ونصب عينهم تحرير المسجد الاقصى، ارهبوا الاطفال والنساء، ونشروا الرعب والدماء في كل مكان، فرضوا على الجيش ان يقف متفرجاً وأجبروا الدولة على التراجع عن قراراتها.

اراد “حزب الله” من يوم العار ان يثبت غلبته وولايته على لبنان من خلال ما وصفه” عملية جراحية موضعية وسريعة”، وعلى اساس تهويله بهذا اليوم بين الحين والاخر سيطر على الدولة، اصبح يعين الرئيس ويؤلف الحكومات، يتحكم بالسياسة الداخلية ويرسم السياسة الخارجية، يمسك بالاقتصاد ويسيطر على المعابر الحدودية، يصنف الاخرين بين الأصدقاء والحلفاء والأعداء.

7 ايار لايزال مستمراً وإن بصورة مختلفة، من خلال سيطرة “حزب الله” على مفاصل الدولة اللبنانية، لا يزال مستمراً من خلال تلميح الحزب بتكراره كلما ضاق ذرعاً من انتقاده، مستمراً من خلال التذكير به من قبل مناصريه ومناصري “حركة أمل” الذين نزلوا إلى شوارع العاصمة معلنين عداءهم للثورة والثوار، مطلقين الهتافات الاستفزازية ” الشعب يريد 7 أيار”،

لايزال مستمراً في سوريا، بعدما زحفت جحافل ميليشيا الحزب لمساندة نظام الاسد، وفي العراق واليمن، فهو حرب طائفية يشنها الحزب ببندقية إيرانية تقاتل في أيّ ميدان يريده الولي الفقيه… لن ينسى ابناء بيروت ولن يسامحوا ” حزب الله”، لن يسامحوا جندي ولاية الفقيه واجرامه وحقده وغدره على كل من يقف ضده.