لتؤكد بعدها طهران أنها ردت بشكل متناسب على اغتيال قائد فيلق القدس، وأنها لا تسعى للحرب والتصعيد، محذرة كالعادة من أنها ستنفذ ضربات أخرى في حال ردت واشنطن عسكريا.
اذا “بداية المرحلة الجديدة والتاريخ الجديد ليس لإيران أو العراق فقط وإنما للمنطقة كلها” الذي تحدث عنها حسن نصر الله ليس سوى جعجعة من دون طحين،
وما تهديده في الكلمة التي القاها في حفل تأبين سليماني، قائلا خلالها ان “قواعد أميركا العسكرية، والبوارج وكل ضابط وجندي عسكري أميركي في بلادنا ومنطقتنا وعلى أراضينا، سيدفع الثمن” الا كالعادة كلام بعيد عن التطبيق، سمع منه العالم الكثير ولم يعد احد يقيم اعتبارا له ولكلامه وتهديداته.
لا بل وصل نفاقها الى حد اطلاع واشنطن بالضربة التي ستقدم عليها حيث علّق مسؤول عسكري أميركي على الرد الإيراني قائلاً إنّ “الجيش الأميركي كان لديه تحذير مبكر بما يكفي من الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران على القواعد العسكرية التي تضم قوات أميركية في العراق”.
كما قال مساعد وزير الدفاع الأميركي للشؤون العامة جوناثان هوفمان”في الأيام الأخيرة وردّاً على تهديدات إيران وأفعالها اتخذت وزارة الدفاع كل التدابير المناسبة لحماية أفرادنا وشركائنا”.
وأضاف أن “هاتين القاعدتين كانتا في حالة تأهب قصوى نظرا لوجود مؤشرات تفيد بأن النظام الإيراني يخطط لمهاجمة قواتنا ومصالحنا في المنطقة”.
اما ترامب، فاعلن في تغريدة عبر حسابه على تويتر، إن “كل شيء على ما يرام، أطلقت صواريخ من إيران على قاعدتين عسكريتين في العراق”،
مضيفا”يجري تقييم الأضرار والضحايا، كل شيء جيد حتى الآن، لدينا الجيش الأقوى والأكثر جهوزية في العالم بفارق شاسع”.
حاولت ايران من خلال ضرب القاعدتين ان تغسل ماء وجهها امام شعبها وحلفائها، ليخرج بعدها وزير خارجيتها، محمد جواد ظريف، معلناً انتهاء رد طهران على اغتيال سليماني.
كما وجه الناطق باسم الحكومة الايرانية ، علي ربيعي، الشكر للحرس الثوري على الهجوم، وقال “انه من خلال هذا الهجوم تم الرد على امريكا قانونيا”.
وأن الضربة الإيرانية التالية تتوقف على رد واشنطن على الضربة الأولى، والقوات الأميركية لن تكون آمنة في المنطقة، كما أن الشعب الإيراني يطالب بطرد القوات الأميركية من المنطقة”… لكن يبقى على نصرالله ان يقدم على تنفيذ تهديده بعد تبجحه بالاعلان عن نيته الانتقام لمقتل قاسم سليماني، حيث قال أن الرد الايراني هو شأن يخص القيادة الايرانية، لكن يبقى من حق محور المقاومة الانتقام لسليماني، من دون ان يأخذه احد على محمل الجد فقد سبق ان هدد بانتقام من اسرائيل سنة 2008 ردا على اغتيال عماد مغنية والى الان لم ينفذ ولو حرفا من كلامه، كما هدد الأمين العام لحركة “عصائب أهل الحق” قيس الخزعلي، باستهداف القوات الأمريكية في العراق.
وما حديث رئيس مجلس النواب نبيه برّي، خلال دردشة مع الاعلاميين، الا تأكيداً على ذلك، حيث اعتبر أنّ” الوضع في المنطقة غير جيد على الإطلاق، وأنّ الوضع في لبنان للأسف يتدحرج من سيّئ إلى أسوأ، وأنّ الحل على المستوى اللبناني يتطلّب أن يكون هناك حكومة”،
كما سبق ان قال “المرحلة تستدعي حكومة لمِّ شمل وطني جامعة، وفق رؤية تتصدى للهواجس، انطلاقاً من تقديم مصلحة لبنان” غامزاً الى عودة الرئيس سعد الحريري الى السراي الحكومي، مرحّلاً ولادة الحكومة التي كانت متوقعة قبل نهاية هذا الاسبوع.
باختصار سيقتصر رد نصر الله على اغتيال سليماني بتجييش انصاره وزيادة اللعب على العصب الطائفي من اجل تحقيق المكاسب في الداخل اللبناني، من دون ان يجرؤ على تنفيذ ولو كلمة من تهديداته، اذ لم ينس بعد ما ورّط “جمهوره” به سنة 2006 وعبارته الشهيرة “لو كنت اعلم”.