فبمجرد العمل على صناعة هذا المسبار بأيدٍ عربية شابة نكون قد وضعنا قدمنا على سُلّم الصعود إلى مصاف الدول المتقدمة في هذا العالم، أما الأهداف العلمية الأخرى لهذه المهمة، التي تتركز على اكتشاف الغلاف الجوي لكوكب المريخ، فهي مهمة ستستفيد منها الإنسانية جمعاء، خصوصاً أن الإمارات قررت أن تكون نتيجة رحلة مسبار الأمل وكل المعلومات التي يتم جمعها متاحة لجميع العرب ولمراكز الأبحاث في العالم، وبذا تكون الإمارات قدمت خدمة جليلة للعالم والبشرية جمعاء.
المثير لفخر كل عربي أنه في خضم الأوضاع المأساوية التي تعيشها بعض دولنا العربية، وفي خضم الرعب الذي يعيشه العالم بسبب جائحة كورونا، إلا أن الإمارات تصر على التمسك ببصيص أمل للعرب وللعالم بإطلاق المسبار في موعده المحدد، لتقول للجميع إنه لا مكان للمستحيل في قاموسها، فهذه الفكرة التي تم الإعلان عنها قبل 6 سنوات، في عام 2014، ستتحقق الأسبوع المقبل، في رحلة ستستمر 7 أشهر، إذ يصل المسبار إلى مدار كوكب المريخ في شهر فبراير المقبل.
أما المفارقة التي أشار إليها معالي محمد القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء، خلال لقائه برؤساء تحرير الصحف يوم أمس فتستحق التمعن، وإن كانت ملاحظة رمزية إلا أنها لافتة، وهي أن تاريخ هبوط أول مسبار على كوكب المريخ كان الثاني من ديسمبر عام 1971، أي في يوم قيام وإعلان اتحاد دولة الإمارات نفسه، ومن بين جميع دول العالم ها هي الإمارات اليوم، التي كان يوم إعلان اتحادها في يوم هبوط المسبار الروسي – الاتحاد السوفييتي في ذلك الوقت ـ تطلق مسباراً إلى المريخ.
موعدنا مع الفخر والإنجاز هو الساعات الأولى من فجر يوم الأربعاء المقبل لنشهد انطلاق مسبار الأمل العربي من اليابان إلى الكوكب الأحمر.