ففي طهران يروج “الساسة” هناك أن شعوب دول المنطقة تنتظر قدوم الحرس الثوري لنجدتهم من القهر والفقر والضعف، بينما وجه الحقيقة، أن الدول التي حققت فيها إيران قدرًا من النفوذ لم تر إلا الخراب والانقسام على نفسها والصراع بين مكوناتها.
ويبدو أن مع اشتداد العقوبات الأمريكية على إيران وضعف طهران دعم ميليشياتها في المنطقة، وامتداد هذه العقوبات إلى دول مثل سوريا ولبنان واليمن والعراق، ستواجه إيران موجة من الرفض لتدخلاتها في المنطقة، حيث يشير محللون إلى أن إيران تحاول أن تتجه في الوقت الحالي نحو أوروبا وروسيا من أجل تخفيف الضغوطات والعقوبات الأمريكية المفروضة عليها، كما تسعى أيضا لخلق عملية توازن دولي خصوصا في عمليات المحاولة التي تقوم بها الولايات المتحدة الأميركية تجاهها لتصعيد الموقف بمنع وحظر توريد الأسلحة أو استخدامها من قبل إيران، ويضيف محللون بأن إيران تحاول التأكيد على الدور الروسي عبر وكالة الطاقة الذرية والدور الرافض لعملية رفع الاتفاق 5+1 بين جميع الأطراف الأوربية ورفض العقوبات المفروضة عليها.
وتشير مصادر متابعة الى ان “هناك محاولات ايرانية لتوازن في عملية الظهور الامريكي والرحلات المكوكية لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو لتصعيد الموقف حول ايران بعملية منع حظر توريد الاسلحة او استخدامها من قبل ايران للمرحلة القادمة.
وتضيف المصادر الى ان “هناك الكثير من الملفات تبعا لطبيعة التوازنات الدولية تعتقد إيران وروسيا والكثير من الدول، ان هذه التوازنات تتغير بعد جائحة كورونا سيما بعد الضغط الاقتصادي وانعكاسه على الوضع السياسي والكثير من هذه الملفات ربما ما تتعلق بالملف النووي الايراني وطبيعة القرارات الاوروبية السابقة يعني مقررات 5+1 وطبيعة التعامل الامريكي مع هذا الملف والضغوطات الامريكية ربما تسعى طهران من خلال الاتجاه تجاه اوروبا وروسيا من اجل تخفيف الضغوطات الامريكية.”
وفي السياق نفسه تلقت طهران صفعة جديدة بعد ان جمدت كوريا الجنوبية أصولا إيرانية قيمتها 7 مليارات دولار بموجب العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران منذ عام 2018، واستدعت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية، السفير الإيراني لدى سيؤول احتجاجا على تهديد بلاده باتخاذ خطوات قانونية دولية ضد كوريا الجنوبية لقيامها بتجميد أصول إيرانية التزاما بعقوبات واشنطن، حسب إذاعة فردا الناطقة بالفارسية التي تتخذ من التشيك مقرا لها.