الثلاثاء 2 جمادى الآخرة 1446 ﻫ - 3 ديسمبر 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الفيضانات تنشر المعاناة إلى المناطق التي لم تصلها الحرب في السودان

يعيش أحمد هداب وعائلته على شرب الماء المخلوط بحليب آخر عنزة لديه بعدما جرفت الفيضانات منزلهم في شرق السودان.

وقال هداب بعدما ظل يسير لأيام محاولا العثور على شيء يأكله أو مكان آخر يقيم فيه “ما في أكل… عندنا الدقيق شالُه (جرفه السيل)، أنا 2 غنمة عندنا شالُه (جرفهما السيل)، وحمار عندنا شالُه”.

وأدت مياه الفيضانات الناجمة عن أمطار غزيرة، بدأت في الهطول في وقت سابق من الشهر، إلى إحداث دمار في جميع أنحاء البلاد التي يمزقها بالفعل قتال عنيف مستمر منذ 500 يوم بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية.

وتسببت الكارثة الطبيعية في دمار طال حتى مساحات لم يصل إليها القتال إلى حد كبير.

ورأى مراسل رويترز أشخاصا يسحبون بعضهم البعض بحبال من المياه إلى بقايا جسر قرب بلدة طوكر في شرق البلاد الذي نجا حتى الآن من العنف.

وانهار سد أربعات في ولاية البحر الأحمر بشرق السودان يوم الأحد مما يهدد إمدادات المياه العذبة لمدينة بورتسودان التي أصبحت عاصمة للبلاد بحكم الأمر الواقع وملاذا آمنا نسبيا للحكومة ووكالات الإغاثة ومئات الآلاف من النازحين.

وهناك 64 شخصا على الأقل من المنطقة في عداد المفقودين.

وقال سكان محليون إن هناك آخرين محاصرين في مناطق مرتفعة بلا طعام دون وجود أمل يذكر في إنقاذهم. وتقول الأمم المتحدة إن مئات الألوف من الأسر نزحت في الولاية الشمالية، التي لم تتأثر هي الأخرى بالقتال إلى حد كبير.

ووفقا لبرنامج الأغذية العالمي، ألحقت الأمطار أضرارا بمخيمات النازحين وتسببت في تأخر وصول المساعدات الحيوية لملايين الأشخاص الذين يهددهم الجوع الشديد في دارفور.

وتقدر الأمم المتحدة أن أكثر من 300 ألف شخص إجمالا تأثروا بالفيضانات التي أدت إلى تفشي مرض الكوليرا للعام الثاني على التوالي. وتم الإبلاغ عن 1351 حالة إصابة حتى أمس الأربعاء، وهو ما قد يكون أقل من العدد الحقيقي لأن وزارة الصحة المرتبطة بالجيش تجد صعوبات في الوصول إلى مناطق كثيرة تحتلها قوات الدعم السريع.

وقال أبو القاسم موسى رئيس وحدة الإنذار المبكر بالهيئة العامة للأرصاد الجوية بالسودان إن الأمطار الغزيرة التي ضربت المناطق الصحراوية على غير المعتاد سببها تغير المناخ على الأرجح. وأضاف أن وحدة الإنذار حذرت منها في مايو أيار.

وانضم محمد طاهر إلى عشرات آخرين على الطرق حول طوكر.

ولا ينتشر إلا عدد قليل من المركبات، التي تستخدم في أعمال البناء، في جميع أنحاء المنطقة للمساعدة في نقل الناس من مياه الفيضانات وإصلاح الطرق حتى يتمكنوا من الفرار، وسط نقص تمويل جهود الإغاثة ووقوع هذه المركبات تحت ضغوط أعباء كبيرة.

وقال طاهر “الناس ليس لديها طعام. يجلسون علي الأماكن المرتفعة وليس لديهم أي شيئ.. لا أكل ولا شرب.. هناك ناس ماتوا ولم يتم دفنهم حتي الآن وهناك ناس مفقودون وهناك بيوت منهارة وآخرون جرفهم السيل ولم يعثر عليهم”.

    المصدر :
  • رويترز