بدت الممرات، التي تكون عادة مزدحمة، في مدينة البتراء القديمة بالأردن شبه خالية هذا الأسبوع، ولم يظهر سوى عدد قليل من السائحين في الموقع الشهير عالميا بتراثه الثقافي وأهميته الأثرية.
واضطر أصحاب عدد من المتاجر والشركات القريبة من الموقع إلى إغلاقها. وقالت السلطات ومرشدون سياحيون وأصحاب متاجر إن الحرب المستمرة في غزة المجاورة تمنع السائحين من السفر.
وقال فارس البريزات رئيس مجلس مفوضي سلطة إقليم البتراء “البتراء منذ بداية الحرب على غزة واجهت مشاكل كبيرة بانخفاض عدد الزوار. كان عدد الزوار في عام 2023 مليون و175 ألف زائر، 87 بالمئة من هؤلاء الزوار زوار أجانب من السوق الأوروبية وسوق أمريكا الشمالية. عدد الزوار العرب كان حوالي 40 ألف زائر، وعدد الزوار الأردنيين كان أكثر من 100 ألف زائر”.
وقال نزار أبو الفول، وهو مرشد سياحي في المدينة القديمة، إنه رغم استمرار بعض الأنشطة السياحية، فقد كان تأثير الحرب على قطاع السياحة، في أحد أكثر الأماكن زيارة في العالم، أكثر تدميرا، مقارنة بتأثير جائحة كوفيد-19.
وأضاف “بعد حرب غزة شبه كانت أسوأ من أيام الكورونا لأنه أيام الكورونا كان بطيء التسكير (الإغلاق). بس الحرب مع غزة أغلقت السياحة تماما. يعني فيه ما بتخلي. لكن بشكل عام صار فيها كتير انحدار، يعني خليني أقول من 100 بالمئة راح تقريبا فوق 90 بالمئة، 85 بالمئة، فانش من تقريبا 10 أشهر”.
وقال سميح نوافله، وهو مالك أحد الفنادق في المنطقة، “البترا الإحصائية الرسمية 70 فندق اللي كانت فاتحة أبوابها. نتيجة الضربة اللي صارت عندنا، الرقم الرسمي المعلن من المفوضية 35 فندق تم إغلاق بابها. وعدد الموظفين من 380 إلى 400 موظف اللي غادروا هذه المنشآت”.
وأضاف “هاي الأرقام الرسمية، بس أنا بحكيلك الأرقام الحقيقية أكثر من ذلك بكثير لأنه كثير من الفنادق مش قادر يغلق لأنه بتيجيه باليوم غرفة أو بالشهر ثلاث أو أربع غرف مش قادر ينقلهم على مكان تاني. فبالتالي هو مجبور يفتح فندقه، ويضل فاتح. بالمقابل هو فاتح طول الشهر على واحد بالمئة واثنين بالمئة اللي ما بتغطي الكهربا في يوم واحد من عمل هذا الفندق”.
ويقول أصحاب متاجر في البتراء، مثل مهند مساعده، إن أعمالهم تأثرت بشكل كبير لكن كل ما يمكنهم فعله هو الانتظار.
وقال مساعده، في متجره للهدايا التذكارية، “نسبة مبيعاتنا قبل الحرب كانت الأمور ما شاء الله ممتازة، فيه بيع، فيه شغل، العالم بتتحرك، بتروح وبتطلع على مطاعم وبتشتري، بتوكل (تأكل)، بتتسوق. الحياه ماشيه. إحنا من هون شغالين، والسياحة بالبلد شغالة، والعالم كلها شغالة بتحب بعض وملتزمة ومترزقة وأمورها تمام. بعد ما صارت الحرب، 97 بالمئة و90 بالمئة فرق معنا الشغل. البلد ماتت. العالم كلها بتشكي”.