شجرة معمرة تتمتع بتاريخ مميز من الصمود والقوة يقدر عمرها بـ 800 عام في الأردن تعطي المنطقة طابعاً سياحياً، “الغابة الشجرة”، وهي معلم سياحي طبيعي يقع في لواء الأغوار الشمالية من محافظة اربد شمالي الأردن، يزورها كل من أراد التمتع بجمال الطبيعة والاستمتاع بمشاهدة غابة خضراء كاملة بجذع شجرة واحدة.
هذه الشجرة التاريخية المعمرة تقع ما بين منطقتي تل هجيجه ورأس العين، يقدر عمرها بحسب مختصين بـ 800 عام وتغطي مساحة دونمين من الأرض، وينبت على أغصانها الضخمة أيضاً عدد من النباتات، وتعد هذه الشجرة من الرموز القوية والبارزة في هذه المنطقة.
كذلك تعتبر هذه الشجرة شاهداً تاريخياً على الناس الذين سكنوا هذه المنطقة، حيث وصفها الرحالة الأميركي الدكتور سيلاه ميريل بشجرة السدر المتوحشة الشائكة، وبوجودها في هذا المكان صنعت منه منطقة سياحية محلية رائعة تأتيها الرحلات المدرسية والعائلية في أوقات الربيع والخريف من معظم المحافظات.
وتعاني هذه الشجرة الأعجوبة من مشكلة كبيرة ولا تجد من يقف إلى جانبها، وتتمثل مشكلتها بنمو نبات (العنم) على أغصانها، وهو نبات طفيلي تنقله الطيور ينبت من خلال بذوره التي تأكلها الطيور وتسقط منها حبات تلتصق على أغصانها وتتغذى على العصارة الخضراء التي تصنعها الشجرة.
وهذه النبتة الطفيلية بحسب خبراء في الزراعة شرهة في امتصاص غذاء الشجرة وتحجبه عن الأغصان فتنشف وتموت.
كذلك يستغل مربو الماشية الينابيع الموجودة بالقرب من شجرة هجيجة في سقاية مواشيهم، والاستخدامات الأخرى خاصة من قبل المزارعين الذين قاموا بتربية مواشيهم هناك، الأمر الذي لوّث المكان.
إضافة للاعتداءات المستمرة على الشجرة بهدف التحطيب، كما أنها تعرضت خلال عام 2016 للحريق من قبل بعض المتنزهين الذين أشعلوا النيران وتركوها مما جعلها تطال هذه الشجرة وتُلحق الأضرار بها.
بدوره، قال الباحث في شؤون التراث والبيئة الدكتور أحمد جبر الشريدة إن أهمية شجرة هجيجة تكمن بكونها أكبر شجرة معمرة في الأردن، مبيناً أنها تغطي حوالي 3 دونمات كما أنها نوع نادر من أشجار السدر.
وأضاف الدكتور الشريدة أن هذه الشجرة لها تاريخ طويل في المنطقة، ولعل أهمها أنها أحد معالم السياحة التاريخية، والزراعية في المنطقة، وهي فريدة من نوعها من حيث الشكل والحجم والإطلالة التاريخية.
ورغم كل هذه الميزات لمنطقة هجيجة، والشجرة التاريخية، غير أنها ما زالت غائبة عن خارطة السياحة، وتحتاج للكثير من المرافق كالاستراحات وأماكن الزوار.