في عام 1959 نظمت ناشطة من ترينيداد تدعى كلوديا جونز كرنفالا بروح الثقافة الكاريبية في قاعة بلدية سانت بانكراس في لندن ردا على أعمال شغب عنصرية، لتصبح تلك الفعالية هي البذرة الأولى لكرنفال نوتينج هيل، أحد أكبر احتفالات الشوارع في العالم.
وقال المشاركون في فعاليات اليوم الثاني من كرنفال هذا العام اليوم الاثنين إن رسالة جونز تبرز أهميتها حاليا أكثر من أي وقت مضى، وذلك بعد أعمال شغب عنصرية اندلعت في أواخر يوليو تموز بسبب انتشار معلومات كاذبة عبر الإنترنت حول المشتبه به في قتل ثلاث فتيات في هجوم طعن ببلدة ساوثبورت الواقعة بشمال غرب إنجلترا.
وقال ماثيو فيليب الرئيس التنفيذي لكرنفال نوتينج هيل لرويترز إن الكرنفال هو أكبر حدث في بريطانيا يركز على التنوع ويحتفي “بالأشياء المشتركة بيننا، بدلا من التركيز على اختلافاتنا”.
ومن المتوقع أن تجتذب النسخة السادسة والخمسون من الكرنفال مليون شخص إلى شوارع غرب لندن للاحتفال بتنوع المدينة ومجتمعها الكاريبي.
ويعود تاريخ الكرنفال إلى مئات الآلاف من المهاجرين من منطقة البحر الكاريبي، والمعروفين باسم جيل “ويندراش”، الذين قدموا إلى بريطانيا في الفترة ما بين 1948 إلى 1971 للمساعدة في إعادة بناء البلاد بعد الحرب العالمية الثانية.
وكان وصول هؤلاء المهاجرين مصحوبا بتوتر عنصري ومعاملة غير عادلة للسود، إذ اندلعت أعمال شغب في 1958 شملت منطقة نوتينج هيل في لندن، حيث كان يعيش العديد من المهاجرين من منطقة الكاريبي.
وعلى مدى سنوات، تطورت الفعالية التي نظمتها جونز في قاعة إلى احتفالية تنبض بالحياة وتحتفي بالتعددية الثقافية ومساهمة أجيال من المهاجرين وأحفادهم في المجتمع البريطاني.
ونشرت شرطة لندن نحو سبعة آلاف فرد لتأمين الحدث الذي قالت إن بعض الأشخاص يعتبرونه فرصة لارتكاب جرائم.