الأثنين 27 جمادى الأولى 1445 ﻫ - 11 ديسمبر 2023 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

نضال الأشقر لصوت بيروت إنترناشونال: ما زال لدي طاقة كبيرة

هنادي عيسى
A A A
طباعة المقال

تخطت شهرة الفنانة القديرة نضال الأشقر حدود الوطن العربي لتصل إلى العالمية، لتضع بصمتها عربيًا وعالميًا، وقطعت مشوارًا طويلًا من العمل على مدار أكثر من 60 عامًا.

أسست نضال التي لقبت بسيدة المسرح في لبنان، قبل ثلاثين عامًا مسرح المدينة الذي يضيء إشعاعًا ثقافيًا إلى الآن، متجاوزًا كل التحديات، كما أسست أول فرقة عربية مكونة من 13 دولة عربية طافت بها الوطن العربي وأوروبا، لتسطّر إسهاماتها الفنية عالميًا، وفي حوارها مع ” صوت بيروت إنترناشونال” تحدثت نضال عن محطاتها الفنية البارزة، بالإضافة إلى تكريمها ضمن فعاليات مهرجان قرطاج الدولي المسرحي، أنه تتويج جديد تنتظره نضال الأشقر في تونس، بعد أن وقع عليها الاختيار من إدارة مهرجان أيام قرطاج الدولي المسرحي لتكريمها في النسخة الـ24 التي تنطلق في الفترة من 2 إلى 10 ديسمبر المقبل، الذي يتزامن مع الاحتفال بمرور 40 عامًا على تأسيسه كأحد أهم المهرجانات المسرحية في تونس والعالم العربي وإفريقيا.

تقول “نضال” عن تكريمها في المهرجان: “تونس بلد عزيزة على قلبي والمسرح التونسي له تأثير وفضل على المسرح العربي، ولقد كرمت أول مرة في حقبة الثمانينيات عند تتويج الفنانة المصرية أمينة رزق، وكنت آنذاك أقيم في عمان

يأتي تكريم الفنانة اللبنانية بالتزامن مع اختيارها من جانب الهيئة العربية للمسرح لكتابة رسالة اليوم العربي للمسرح، وتقول: “سعيدة جدًا أن يتم اختياري لكتابة رسالة اليوم العربي للمسرح التي سألقيها في مهرجان بغداد المسرحي، لأنضم إلى أسماء وقامات مسرحية كبيرة كتبت رسالة اليوم العربي للمسرح خلال السنوات الماضية، واختياري لكتابة رسالته هذا العام فخر لي، وأوجه الشكر للهيئة العربية للمسرح لاختياري”. ترى نضال الأشقر أن اختيارها لكتابة رسالة المسرح يتزامن مع مرور العالم بتوقيت صعب، إذ تقول: “هذا العام صعب جدًا على كل المستويات، وعلى المسرح بشكل خاص لأسباب تبدو واضحة للجميع ما بين فوضى عارمة وحروب وصراعات ومشكلات في كل النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية بالعالم”.

رغم تجاوز الأشقر الثمانين عامًا من عمرها وتجسيدها لدور مؤثر، محليًا وعربيًا ودوليًا، لكنها لا تزال تواصل رسالتها حتى الآن، دون أن يمنعها تقدم عمرها من مواصلة العطاء، وحول ذلك تقول: “أشعر أن لدي طاقة كبيرة أريد أن أخرجها لاستثمرها في بلدي، وأسعى دائمًا أن يكون المسرح في أبهى حلة وأن يجتمع الشباب حوله”.

تضيف: “في رأيي أن الظروف الصعبة التي مر بها لبنان والموجودة حاليًا من فقر ونازحين ولاجئين، ومعاناة قطاع عريض من الشعب اللبناني من الفقر، وتدمير المدن التاريخية معنويًا وفعليًا، كل هذا يدفعنا للعمل بشكل أكبر وإعادة المسرح”. تضيف: “‏المسرح حالة شعبية مهمة جدًا، ولكي يصل إلى الناس يحتاج إلى ورشة عمل فنية وثقافية، لابد من وجودها في كل مدينة وبلد عربي، ولكي يعود لابد أن نأخذ على عاتقنا أن يمثل المسرح أولوية لمساعدة الشباب في طرح أفكارهم ويعبرون عن رؤيتهم وطموحاتهم وتطلعاتهم، وهو قرار كبير يحتاج إلى دولة وليس قرارًا فرديًا”.

“المسرح في لبنان لا يختلف كثيرًا”، تستكمل نضال حديثها عن حال المسرح، مشيرة إلى أن الوضع العام للمسرح في العالم لا يختلف كثيرًا في لبنان، وتقول: “المسرح في لبنان ليس أولوية، كما أن الدولة لا تنفق عليه سواء من جانب وزارة الثقافة أو السياحة أو أي جهة حكومية تابعة لها، ولذلك لا يأخذ حيزًا من اهتمام الدولة اللبنانية ووقعه أصبح أخف على الناس، لذا فهو بحاجة إلى مشروع كبير لينهض مرة أخرى بلبنان، وهو فن صعب وحالة جماعية لأنه يجمع الناس ولا يفرقهم ونحن نحتاج أن نجتمع مرة أخرى وأن نتحاور ونتناقش، لنعيد لغة الحوار بيننا، وهذا الأمر مهمة المسرح بعد أن انحصرت الأماكن العامة التي يمكن أن يخرج ويجتمع فيها الناس ليصبح المسرح هو المكان الذي يجمعهم”.

تضيف: “في رأيي أن الظروف الصعبة التي مر بها لبنان والموجودة حاليًا من فقر ونازحين ولاجئين، ومعاناة قطاع عريض من الشعب اللبناني من الفقر، وتدمير المدن التاريخية معنويًا وفعليًا، كل هذا يدفعنا للعمل بشكل أكبر وإعادة المسرح”. حققت نضال الاشقر إنجازات ستظل محفورة في ذاكرة كل عربي، منها تأسيس أول فرقة عربية طافت الوطن العربي وأوروبا، لتقول عنها: “قدمت مع فرقه “الممثلون العرب” التي تعد أول فرقة عربية تطوف العالم العربي، تكونت من 13 ممثلًا عربيًا، فهي تجربة فريدة لي وكانت تراودني منذ زمن فقدمت بهذه التجربة الشيقة مسرحية “ألف حكاية وحكاية في سوق عكاظ” وعرضت في العالم العربي وأوروبا، وقدمت في لندن في ألبرت هول”.

‏ تجربة جديدة ستكون فيها نضال الأشقر شاهدة على العصر تسجل وتدون مواقف فاصلة مر بها لبنان لتكشف أنها بصدد كتابة كتاب تسرد فيه تجارب في الحياة والمسرح والفن، قائلة: “الكتاب لا يمثل سيرة ذاتية لي ولكن أسرد فيه مواقف كثيرة مرت على لبنان وبيروت وما حدث بحياتنا من أحداث سياسية واجتماعية وفنية وغيرها”.