الجمعة 24 شوال 1445 ﻫ - 3 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

أشهر لص في إيطاليا.. ارتكب 3 آلاف سرقة لمساعدة الفقراء

لص إيطالي على طريقة روبن هود، البطل الخيالي في التراث الإنجليزي الذي كان يسرق من الأثرياء ويعطي الفقراء، حيث سرق أكثر من 7 كيلوجرامات من الذهب إضافة إلى الألماس والأحجار الكريمة والعشرات من اللوحات الفنية الثمينة وأعطاها في النهاية للمحتاجين، وانتهى به الأمر في السجون الأوروبية مرات عدة.. إنه فينتشنزو بيبينو، أشهر لص في إيطاليا.

“السرقة من الأغنياء ليست خطيئة، وأنا مقتنع أنني سأدخل الجنة”، عبارة بدأ بها بيبينو صاحب الـ76 عاما الذي ولد ونشأ في منطقة كاستيلو الفينيسية، والذي يُعرف بـ”اللص النبيل”، حديثه إلى موقع “فايس” الأمريكي في نسخته الإيطالية.

فلسفته هي “خذ من الغني لتعطي للفقراء”، هكذا آمن بيبينو طوال حياته، ومنها نفذ أول عملية سرقة وهو في الـ8 من عمره، حيث سرق كيلو من الذهب، وخلال حياته، ارتكب أكثر من 3 آلاف سرقة من المتاحف والمعارض والمصارف والمساكن الخاصة.

سرق 50 متجرا للمجوهرات، بالإضافة إلى عدة كيلوجرامات من الذهب في جميع أنحاء أوروبا، أدت إلى تقديم أكثر من 300 شكوى للشرطة ضد بيبينو، واعتقاله عدة مرات، والحكم عليه بالسجن لمدة تزيد على 23 عاما.

وقال بيبينو في حديثه: “أعتقد أني سرقت 7 أو 8 كيلو من الذهب في حياتي كلها، لكن الصحافة أطلقت علي لقب (أكثر اللصوص أمانة في إيطاليا)، لأني لم أستخدم سلاحا مطلقا ولم أجرح أحدا في أي عملية سرقة طوال حياتي”.

بدأ بيبينو في إدراك الفرق المادي الكبير بينه وبين بعض أقرانه، وهو في المدرسة الابتدائية، إذ ينحدر من عائلة فقيرة للغاية، مكونة من 4 أشقاء غيره ووالديه وجدته، وبعد دخوله في شجار عنيف بينه وبين أحد الصبية في المدرسة، تم طرده من جميع المدارس الإيطالية.

ووجد نفسه وهو في هذا العمر الصغير للغاية صديقا للشارع حتى أصبحت أزقة البندقية هي مدرسته، ومن هنا تبدأ رحلة “السارق النبيل” بنهبه لعلبة حليب لمساعدة إحدى أمهات منطقته، ليوهب حياته منذ ذلك اليوم لتأمين الإمدادات المجانية لفقراء المنطقة، بسرقاته المختلفة.

كان بيبينو وهو في عمر المراهقة في الستينيات، يبيع تذاكر السينما التي سرقها، بسعر رخيص حتى يتمكن أطفال منطقته الفقراء من مشاهدة الأفلام، وبحلول أوائل التسعينيات من القرن الماضي، أصبح لصا محترفا يسرق من أثرياء البندقية، ثم يعيد بيع بضائعه المسروقة لهم من أجل جمع الأموال للفقراء.

وعند سؤاله عن مصير مبالغ السرقات، قال: “إذا كنت أحصل على 1% من قيمة سرقاتي، لأصبحت الآن مليونيرا، لكن رضائي وسعادتي الكبرى كانت في مساعدة الفقراء، الذين ليس لديهم حتى المال لشراء الخبز”.

كان بيبينو يأخذ بطاقات ائتمان البنوك التي كان يسرقها من الأثرياء ويذهب بها إلى متاجر البقالة ليدفع بها ثمن مشتريات الأشخاص المحتاجين، الأمر الذي كان يشعره بالرضا الشديد والراحة النفسية الكبيرة، حتى بعد القبض عليه.

الفن كان تخصص بيبينو المحبب، من خلال سرقة اللوحات الفنية، فلا يوجد ملاذ للجمال لم ينجح في دخوله، بدءا من قصر دوجي Palazzo Ducale، حيث يعد اللص الأول والوحيد في التاريخ الذي اقتحمه وتمكن من سرقته في عام 1991، انتهاء بمتحف كورير museo Correr في فينيسا.

وكانت أشهر سرقاته في عام 1988، للوحة الشهيرة للرسام الإيطالي جوفانـي أنطونيو كانال المشهور بـ”كاناليتو” بعنوان “Il fonteghetto de la farina”من قصر الصناعي ألبيرتو فالك في فينيسيا والتي كانت قيمتها مليوني يورو آنذاك.

كان يقتحم بيوت الناس ويسرق منهم في وضح النهار، ولكن طريقته الفريدة من نوعها في السرقة التي تعتمد على عبارة “لا ضرر ولا ضرار”، ومساعدته للفقراء، جعلت من الصعب على الناس أن يكرهوه، بمن فيهم رجال الشرطة.

وعلى الرغم من ذلك، فإن بيبينو، قضى 23 عاما (غير متتالية) في السجون الإيطالية والألمانية والسويسرية والهولندية والفرنسية.

والآن وبعد أعوام طويلة من سرقة الأغنياء ومساعدة الفقراء، يعيش “السارق النبيل” على نصح الأثرياء وتعليمهم كيفية حماية فيلاتهم ومنازلهم وممتلكاتهم من اللصوص، بتكلفة تصل إلى 2000 يورو.

76 عاما، هي سنوات حياة فينتشنزو بيبينو، “سارق إيطاليا النبيل”، الذي بدأ حياته المهنية كلص (كرد فعل على الجوع والفقر) وانتهى به الحال إلى كونه واحدا من أكثر اللصوص المطلوبين في أوروبا لاشتهاره بسرقات الأعمال الفنية التي أبقت العالم في حالة ذهول، متبعا سياسة “لا تؤذي أحدا، اسرق ولكن بشرف وأمانة”.