الأربعاء 14 شوال 1445 ﻫ - 24 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

إيران تتجرع هزيمة قاسية أمام أمريكا في نهائيات كأس العالم

فازت الولايات المتحدة (الثلاثاء 30-11-2022) على عدوتها اللدود إيران في مواجهة في إطار بطولة كأس العالم لكرة القدم، خيمت عليها الاحتجاجات التي تشهدها إيران وعقود من التوتر السياسي بين البلدين.

وأقيمت المباراة بين منتخبي البلدين اللذين قطعا علاقاتهما منذ أكثر من 40 عاما وسط تعزيزات أمنية لمنع تصاعد التوتر المرتبط بالاضطرابات التي تجتاح إيران منذ وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاما) أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق يوم 16 سبتمبر أيلول.

وفي إظهار للتضامن قبل المباراة، عرض الاتحاد الأمريكي لكرة القدم مؤقتا العلم الوطني الإيراني بدون شعار الجمهورية الإسلامية، مما دفع طهران وفقا لما ذكرته وسائل إعلام حكومية إلى تقديم شكوى إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا).

وتراهن قطر، التي تتمتع بعلاقات قوية مع واشنطن وعلاقات ودية مع طهران، على تنظيم بطولة هادئة لا تشوبها أي مشكلات، إذ تعزز الأمن في مباريات إيران وتحظر بعض الأدوات التي تعتبر تحريضية مثل علم إيران في فترة ما قبل الثورة الإسلامية.

وتفاقم التوتر بين الولايات المتحدة وإيران منذ 2018 عندما تخلى الرئيس الأمريكي في ذلك الحين دونالد ترامب عن اتفاق طهران النووي مع القوى العالمية. وتوقفت جهود إنقاذ الاتفاق في ظل إدارة الرئيس جو بايدن.

وقلل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، متحدثا في رومانيا، من شأن أي صلة بين المباراة والتوترات السياسية، وقال إنه يأمل في أن “تتحدث المباراة عن نفسها”، مضيفا أنه سيشاهد المباراة ويشجع بلاده.

وفازت الولايات المتحدة 1-0 لتتأهل إلى الأدوار الإقصائية، في حين ودعت إيران البطولة.

وعلى الرغم من أن التنافس كان على التأهل عن المجموعة الثانية وبرغم الخلفية الجيوسياسية، فقد جرت المباراة في الغالب بشكل نظيف دون أخطاء عنيفة أو احتكاكات بين اللاعبين. وعندما تقابل الفريقان في نهائيات كأس العالم لعام 1998، فازت إيران 2-1.

وبالنسبة للمشجعين الذين يحضرون أول بطولة لكأس العالم لكرة القدم تُنظم في الشرق الأوسط، أو يشاهدون البطولة في أنحاء العالم، كانت السياسة الداخلية لإيران وعلاقاتها المضطربة مع الولايات المتحدة في بؤرة الاهتمام.

احتجاجات بالاستاد

قام أفراد أمن إضافيون، بعضهم على ظهور الخيل، بدوريات خارج استاد الثمامة بالدوحة قبل المباراة، بينما كان الحراس في محيط الملعب يُلزمون الإيرانيين بنشر أعلامهم قبل الدخول. وتمركز أفراد الشرطة في أنحاء الملعب جنبا إلى جنب مع حراس الأمن النظاميين. وحمل بعضهم الهراوات.

وفي وقت مبكر من الشوط الثاني، رفعت مجموعة من المشجعين لفترة وجيزة حروف اسم مهسا أميني، وسط تصفيق من المشجعين الإيرانيين من حولهم. وسحب أفراد الأمن اللافتات لكنهم سمحوا لهم بالبقاء في مقاعدهم.

وقال مسؤول قطري قبل المباراة إن السلطات ستعمل على ضمان أن تكون كل مباراة في كأس العالم “آمنة ومُرحبة بجميع المشجعين”.

وأضاف أنه لن يتم السماح بدخول الأشياء التي “يمكن أن تزيد التوترات وتهدد سلامة الجماهير” إلى الملاعب.

ورأى صحفيون من رويترز رجال الأمن خارج الاستاد بعد المباراة يطاردون شخصين في مشادات عند محيط الملعب.

وشل ثلاثة حراس حركة رجل على الأرض، كان يرتدي قميصا عليه كلمات “المرأة، الحياة، الحرية”، الشعار الرئيسي للحركة الاحتجاجية الإيرانية.

وصرخ الرجل مرارا “المرأة، الحياة، الحرية” بينما كان الحراس يسيطرون عليه. وقال شاهد لرويترز إن المشادة بدأت عندما حاول الحراس نزع قميص الرجل.

وفي الحادثة الأخرى، طارد الحراس رجلا عبر منطقة الاستاد ودفعوه إلى الداخل.

ولم يرد مسؤولو أمن البطولة والمنظمون، في اللجنة العليا للمشاريع والإرث، على الفور على طلب من رويترز للتعليق.

“ليس فريقي”

في النصف الثاني من المباراة، وقفت خمس عضوات من جماعة النشطاء الروسية (بوسي رايوت) في المدرجات يضعن أقنعة خضراء ويرتدين قمصانا كتب عليها “المرأة الحياة الحرية”. وقالت نيكا نيكولشينا العضو في الجماعة لرويترز إن القمصان كانت تحمل على ظهرها أسماء القتلى الذين سقطوا في إيران وأعمارهم.

وقالت “إنها لفتة دعم منا للمرأة الإيرانية ونريد أن نسلط الضوء على أن إيران ترسل طائرات مسيرة إلى روسيا لقتل أوكرانيا. نود أن نذكر الجميع بأنه لا يوجد الفيفا والمتعة فقط، وأن هناك حربا دائرة”.

وأضافت نيكولشينا، التي كانت قد اقتحمت أرض الملعب في 2018 خلال مباراة نهائي كأس العالم في موسكو، إن أمن الاستاد أزال الأقنعة، واصطحب السيدات “بأدب” إلى خارج الملعب بعد المباراة.

وقبل المباراة، سعى بعض المشجعين خارج استاد الثمامة إلى تسليط الضوء على الاحتجاجات التي تحاول السلطات في إيران إخمادها منذ أكثر من شهرين.

وقال إيراني يعيش في الولايات المتحدة عرف نفسه باسم سام “يجب أن يعلم الجميع بشأن هذا. ليس لدينا صوت في إيران”.

وفي حديث عبر الهاتف من طهران قبل وقت قصير من انطلاق المباراة، قالت إلهام البالغة من العمر 21 عامًا إنها تريد أن تفوز الولايات المتحدة لأن فوز المنتخب الوطني سيكون هدية للسلطات الإيرانية.

وقالت “هذا ليس فريقي الوطني. إنه … فريق الملالي”.

ورفض لاعبو إيران ترديد النشيد الوطني في مباراتهم الأولى والتي تلقوا فيها الهزيمة 6-2 أمام منتخب انجلترا. ورددوا النشيد قبل مباراتهم الثانية التي فازوا فيها 2-0 على ويلز.

وتشكل الاضطرابات التي تعم إيران أحد أجرأ التحديات التي واجهتها الحكومة الدينية منذ الثورة الإسلامية عام 1979. وفرضت واشنطن عقوبات على مسؤولين إيرانيين بسبب قمع الاحتجاجات.

وقطعت الولايات المتحدة وإيران علاقاتهما الرسمية عام 1980 بعد الثورة الإيرانية، وعندما التقى فريقا البلدين لكرة القدم في نهائيات كأس العالم لعام 1998، فازت إيران 2-1.

    المصدر :
  • رويترز