الأحد 11 ذو القعدة 1445 ﻫ - 19 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

احتالت على ملايين المستثمرين.. من هي ملكة العملات المشفّرة الفارّة من العدالة؟

جذبت سوق العملات المشفّرة أو ما يعرف بالـ “كريبتو” في الأعوام الأخيرة ملايين المستثمرين، بعدما شهدت هذه السوق فورةً وارتفاعًا في أسعار عملاتها، لا سيما “بيتكوين” التي لامست عتبة 70 ألف دولار منذ أشهر، قبل أن تبدأ اسعار معظم العملات بالانهيار حيث وصلت عملة بيتكوين الى 19 ألف دولار.

غير أن آلاف المستثمرين وقعوا ضحية ما يسمونه “احتيالًا” بعد شرائهم بعض العملات. اذ واجه الملياردير “إيلون ماسك” دعاوى بسبب “دعمه لعملة دوج كوين، في وقت كان يعرف أن لا مستقبل لها”.

في هذا الاطار، أدرج مكتب التحقيقات الفيدرالي “روجا إغناتوفا”، الملقبة باسم “ملكة العملات المشفرة”، ضمن قائمة أكثر عشرة فارين مطلوبين بتهمة الاحتيال على ملايين المستثمرين الذين دفعوا أكثر من 4 مليارات دولار من أجل شراء العملة المشفرة “وان كوين” (OneCoin) التي أسستها.

وأفادت السلطات الأميركية بأن “إغناتوفا” كانت العقل المدبر وراء “وان كوين”، التي وصفتها بأنها واحدة من أكبر مشاريع الاحتيال الهرمي في التاريخ. وأفاد مايكل دريسكول، رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي في نيويورك، بأن “إغناتوفا” زعمت أن “بلوكتشين” كانت تدعم منصة “وان كوين”، لكن الأمر كان غير صحيح.

كذلك، قال “داميان ويليامز”، المدعي العام الأميركي للمنطقة الجنوبية من نيويورك في مؤتمر صحفي، إن “إغناتوفا لديها سيرة ذاتية ممتازة، ويقال إنها درست القانون في أكسفورد وعملت في ماكينزي، لكنها مدرجة الآن ضمن قائمة تضم أبرز قادة العصابات والخاطفين والقتلة”.

في عام 2019، أصدرت الولايات المتحدة لائحة اتهام ضد “إغناتوفا”، تضم تهم الاحتيال والتآمر لغسيل الأموال والاحتيال في الأوراق المالية. ويعرض مكتب التحقيقات الفيدرالي جائزة قدرها 100 آلاف دولار لكل من يدلي بأي معلومات تؤدي إلى اعتقالها. وأصبحت قصة الاحتيال موضوع بودكاست ناجحاً عُرف باسم “ملكة العملات المشفرة المفقودة” (The Missing Cryptoqueen) على منصة “بي بي سي”.

الى ذلك، حققت “وان كوين” عائدات بقيمة 3.4 مليار يورو (3.78 مليار دولار) بدءاً من الربع الرابع من عام 2014 إلى الربع الثالث من عام 2016، لكن لم يكن لها قيمة حقيقية ولا يمكن استخدامها لشراء أي شيء، بحسب ممثلي الادعاء. وقال المدعون إن المنصة، التي تعمل كشبكة تسويق متعددة المستويات، دفعت عمولات لأكثر من 3 ملايين عضو حول العالم لتوظيف آخرين من شأنهم حث الغير للاستثمار في عملة “وان كوين”.

أوضح “دريسكول”، رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي، أن “إغناتوفا” مواطنة ألمانية تعيش في بلغاريا، وقد أنشأت وقادت “وان كوين” في عام 2014، التي كانت تعمل في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة، وادعت في مرحلة ما أن لديها ما لا يقل عن ثلاثة ملايين مستثمر.

كذلك، قال “ويليامز” إن “إغناتوفا” استطاعت استقطاب المشاركين لملء قاعات المحاضرات حول العالم، وحثت المستثمرين على الانضمام إلى “الثورة المالية” ووعدتهم بأن “وان كوين” “ستغير حياة الأشخاص الذين لا يتعاملون مع البنوك”. وبدلاً من ذلك، كانت “تستفيد فقط من التكهنات المحمومة في الأيام الأولى للعملات المشفرة”.

وذكر “دريسكول” أن “إغناتوفا” استقلت طائرة متجهة إلى اليونان ثم اختفت بعدما شكّت في أن السلطات الأميركية تراقبها، مشيراً إلى أنها تمتلك علاقات في روسيا واليونان، ويُعتقد أنها سافرت إلى دول أخرى في أوروبا الشرقية والإمارات العربية المتحدة.

شقيق إغناتوفا
ألقت السلطات الأميركية القبض على شقيق إغناتوفا، “كونستانتين إغناتوف”، في مارس 2019 في لوس أنجلوس، وقد أقرّ بأنه مذنب في تهم الاحتيال وغسيل الأموال، وأدلى بشهادته أمام المدعين العامين ضد مارك إس سكوت، المحامي الذي أُدين بالمساعدة في غسيل نحو 400 مليون دولار من “وان كوين”. في الوقت نفسه، يطعن “سكوت” في الحكم، قائلاً إن هناك أدلة تثبت أن كونستانتين إغناتوف كذب على منصة الشهود.

كذلك، أقرّ رجل آخر يُدعى “ديفيد بايك” في تشرين الأول بالتآمر بتهمة الاحتيال المصرفي لمساعدة “سكوت” في غسيل الأموال، وبالتالي حُكم عليه بالسجن لمدة عامين في آذار.

هذا ووضعت وكالة إنفاذ القانون التابعة للاتحاد الأوروبي “يوروبول” “إغناتوفا” على قائمة المطلوبين خلال الشهر الماضي، وعرضت جائزة قدرها 5000 يورو (5200 دولار) مقابل الإدلاء بأي معلومات تؤدي للقبض عليها.