الثلاثاء 6 ذو القعدة 1445 ﻫ - 14 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الخفافيش تحبّ تناول العشاء مع الأصدقاء!

ترجمة "صوت بيروت إنترناشونال"
A A A
طباعة المقال

وفقاً لدراسة جديدة، ليس البشر وحدهم الذين يحبون الخروج لتناول العشاء مع الأصدقاء، فقد وجدت الدراسة أنّ خفافيش مصاصي الدماء الإناث يخرجن بحثاً عن الدم مع زميلاتهن.

وجاء في مقال ترجمه “صوت بيروت إنترناشونال”: وفقاً لباحثين من جامعة ولاية أوهايو في كولومبوس، إنّ الحيوانات التي تشكل روابط في الأسر، وتستمر في تلك الصداقات في البرية، تصطاد معاً أيضاً.

علّق الفريق أجهزة استشعار صغيرة على 27 من خفافيش مصاصي الدماء البرية و23 أسيرة منها، قبل إطلاقها مرة أخرى في المجثم البري على مرعى للماشية في تول، بنما.

ووجد الباحثون أنه عندما حطوا معاً على الأشجار، شوهدت الخفافيش وهي تستميل بعضها البعض، وتتقاسم وجبات الطعام وتتجمع مع بعضها البعض حتى بعد مغادرة الجذر.

أراد المؤلف المشارك في الدراسة جيرالد كارتر وزملاؤه معرفة ما إذا كانت الروابط الاجتماعية التي تشكلت بين الخفافيش أثرت أيضاً على سلوك البحث عن الطعام.

قال أستاذ التطور والبيئة والبيولوجيا العضوية أنهم نظروا في إمكانية وجود سيناريوهات مختلفة لسلوكهم.

وقال البروفيسور كارتر: “وجدنا أنهم يغادرون المجثم إلى مكان العلف بشكل مستقل عن بعضهم البعض، ولكن بعد ذلك يجتمع أولئك الذين تربطهم علاقة بطريقة أو بأخرى في مرعى الماشية، ونعتقد أنهم ينسقون”.

ارتدت 50 من الخفافيش الإناث، من نوع Desmodus rotundus، أجهزة الكمبيوتر على ظهرها أثناء إطلاق سراحهم إلى موقع التغذية المعتاد، أو من الأسر.

وجدت الدراسة أنه في حين أنّ الخفافيش التي تمّ وضع علامة عليها لم تترك المجثم معاً، غالباً ما يتم لم شمل الإناث الذين تربطهن علاقة بشكل وثيق بعيداً عن المجثم.

كما التقت الحيوانات التي ارتبطت بمزيد من الشركاء في المجثم مع المزيد من الشركاء أثناء رحلات البحث عن الطعام. ووجدوا أساساً أنّ الخفافيش التي تملك مجموعة كبيرة من الأصدقاء من المرجح أن تستمر في مقابلة هؤلاء الأصدقاء عند العثور على الطعام.

إنهم يفترضون أنّ الخفافيش قد تلتقي بشركاء موثوق بهم أثناء رحلات البحث عن الطعام لتبادل المعلومات حول المضيفين أو الوصول إلى جرح مفتوح للتغذية.

يقترح الباحثون أنّ هذا التعاون قد يوفر الوقت والجهد المبذول في اختيار وإعداد موقع الجرح على الماشية. إنّ الخفافيش التي أمضت المزيد من الوقت بالقرب من بعضها البعض في المجثم خلال النهار أمضت أيضاً وقتاً أطول معاً في الخارج ليلاً وتلاقت ببعضها البعض أثناء البحث عن الطعام بشكل متكرر أكثر من الخفافيش التي لا تظهر عليها علامات الروابط الاجتماعية.

كانت لقاءات البحث عن الطعام بين الخفافيش التي كانت لها علاقات وثيقة، في المتوسط، أطول في المدة أيضاً.

وأوضح سيمون ريبرغر، الباحث السابق في مختبر كارتر: “إذا فكرت في الأمر، فمن المرجح أن يكون التفاعل الأطول تعاونياً أو انتمائياً أكثر من لقاء قصير، والذي يمكن أن يكون محايداً أو عدوانياً”.

كشفت التسجيلات الصوتية لأصوات خفاش مصاص الدماء في لا تشوريرا، بنما، حيث أجريت هذه الدراسة، عن ثلاثة أنواع من الأصوات المميزة التي تصدرها هذه الثدييات الطائرة.

وكانت هذه الأصوات: المكالمات الاجتماعية الكاسحة المنخفضة، والمكالمات الطنانة المعادية، ومكالمات التغذية على شكل n ، مع عدم ملاحظة الأخيرة سابقاً في خفافيش مصاصي الدماء.

قد يكون الخفافيش قادرين على التعرف على الأصدقاء والأعداء أثناء الطيران باستخدام المكالمات الكاسحة المنخفضة، والتي تشبه مكالمات الاتصال المستخدمة للتعرف على الشركاء في المجثم.

دفعت النتائج الباحثين إلى التساؤل عن مدى متانة هذه “الصداقة”. “تُظهر الدراسة أنّ الروابط الاجتماعية لخفافيش مصاصي الدماء لا تقتصر على الاستمالة ومشاركة الطعام في المجثم، بل أنّ الأفراد الذين تربطهم صلة حتى يصطادون معاً، مما يسلط الضوء على مدى تعقيد علاقاتهم الاجتماعية.”