الأثنين 27 شوال 1445 ﻫ - 6 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الصين.. تفشي كورونا سيؤدي لإنقاذ أحد أكثر الحيوانات تعرضًا للتهريب في العالم

قال خبراء إن تفشي فيروس كورونا المستجد في الصين، قد يؤدي إلى إنقاذ أحد أكثر الحيوانات تعرضًا للتهريب في العالم، بعدما أعلنت بكين فرض حظر تام على الإتجار بآكل النمل الحرشفي واستهلاكه.

وهذه الثدييات التي اعتبر الاتحاد العالمي لحفظ الطبيعة أنها مهددة بالانقراض، تعد طعامًا تقليديًا في أنحاء الصين ومعظم دول جنوب شرق آسيا.

وعقب دراسة ربطت حيوانات آكل النمل الحرشفي بنقل كورونا المستجد إلى البشر في بؤرة تفشي الفيروس في ووهان، فرض المسؤولون الصينيون، اليوم الاثنين، حظرًا على أكل هذه الحيوانات البرية.

وقد تساعد هذه التدابير التي تهدف إلى الحد من انتشار الفيروس الذي أصاب أكثر من 80 ألف شخص في أنحاء العالم، وأودى بحياة أكثر من 2700، في إنقاذ عدد من الحيوانات المهددة بالانقراض، لكن فقط إذا استمر الحظر لفترة طويلة.

وقال جيف هيه، مدير الصندوق الدولي لرعاية الحيوانات في الصين:“نشيد بهذا الحظر ونرى أن الحكومة الصينية مصممة على تغيير تقليد عمره آلاف السنين، ويعتبر أمرًا غير مناسب في مجتمعنا اليوم“.

وأضاف:“أعتقد أن الحظر هو خطوة مهمة للحفاظ على الحياة البرية في الصين“.

ودعا إلى ”مراجعات أقوى وأكثر تقدمًا“ لقوانين حماية الحياة البرية الموجودة حاليًا في الصين.

واتخذت بكين تدابير مماثلة عقب تفشي فيروس سارس في أوائل العام 2000، لكن تجارة الحيوانات البرية بما فيها الخفافيش والثعابين واستهلاكها، عادت مرة أخرى.

وقال هيه:“أعتقد أن الحكومة رأت أن الخسائر التي تكبدها الاقتصاد الوطني والمجتمع جراء استهلاك الحيوانات البرية أكبر بكثير من فوائدها“.

التجارة بآكل النمل الحرشفي

آكل النمل الحرشفي، هو أكثر الثدييات التي يتم الإتجار بها في العالم، نظرًا إلى لحمه اللذيذ وحراشفه الفريدة التي يقال إنها تتميز بخصائص طبية.

وقال بيتر نايتس، المدير التنفيذي لمنظمة ”وايلد إيد“ الخيرية، إنه إضافة إلى الحظر الذي فرضته الصين، هناك حاجة إلى بذل جهود دولية للحد من الانخفاض الكبير في أعداد حيوان آكل النمل الحرشفي في العالم.

وأضاف:“السؤال الوحيد هو ماذا سيحدث على المدى الطويل، نأمل أن تتمكن الصين من قيادة الدول لجهة حظر هذه الأسواق على مستوى العالم“.

وأشار نايتس إلى أن فيروس كورونا المستجد يجب أن يكون بمثابة ”تحذير“ للبشر، للسعي إلى الحفاظ أكثر على الطبيعة أو مواجهة الانعكاسات الصحية والمالية.

وتابع:“إذا التفتنا إلى التحذير، فلن نحمي حياة البشر فحسب، بل يمكننا أن ننقذ أنواعًا مهددة مثل حيوان آكل النمل الحرشفي“.

وفي العام 2016، تم حظر البيع الدولي لهذه الثدييات بموجب اتفاق الإتجار الدولي بأنواع الحيوانات والنباتات البرية المعرضة للانقراض.

ويقدر الصندوق العالمي للطبيعة، قيمة الإتجار غير المشروع بالأنواع البرية بنحو 15 مليار دولار سنويًا، خاصة في الأسواق الآسيوية المزدهرة.

ورغم أن الحظر حظي بترحيب مجتمعات الحفظ، هناك مخاوف من أن البشر قد يلقون باللوم على حيوانات آكل النمل الحرشفي بتفشي فيروس كورونا ويسعون إلى الانتقام منها.

وقال راي يانسن، رئيس مجموعة العمل الأفريقية من أجل آكل النمل الحرشفي، والعضو في الاتحاد العالمي لحفظ الطبيعة:“قد يصبح الناس أكثر حذرًا من هذه الحيوانات، وبالتالي يصبحون أكثر حساسية لاستهلاك لحمها واستخدام حراشفها“.

وأضاف:“لكن من الناحية الأخرى، قد يبدأون باعتبار هذه الثدييات تهديدًا ما يعرضهم للخطر، ولسنا متأكدين تمامًا من الطريقة التي سيتعامل بها الناس مع حيوان آكل النمل الحرشفي“.

ولكن بالنسبة إلى أندرو موير، المدير التنفيذي لمنظمة ”مؤسسة البرية في أفريقيا“، فإن الحل سهل، إذ قال:“إذا لم نتناول الحيوانات البرية فلن تؤذينا“.