الجمعة 17 شوال 1445 ﻫ - 26 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الناس يقومون بمزامنة معدلات ضربات قلبهم مع الآخرين أثناء الاستماع إلى القصص

ترجمة صوت بيروت إنترناشونال
A A A
طباعة المقال

أظهرت دراسة أنه عندما يستمع الناس إلى القصص، فإنهم لا شعورياً يقومون بمزامنة معدلات ضربات القلب مع السرد، وبالتالي مع بعضهم البعض.

وفي هذا السياق، نشر موقع “ديلي ميل” البريطاني مقالا ترجمه موقع “صوت بيروت إنترناشونال” جاء فيه..

تعتمد النتيجة على الدراسات السابقة التي وجدت أنّ الأشخاص غالباً ما يقومون بمزامنة وظائف الجسم مثل ضربات القلب أو التنفس عند خضوعهم لتجربة مشتركة.

وجد الخبراء بقيادة معهد باريس للدماغ أنّ ظاهرة مماثلة تحدث حتى عندما يستمع الناس إلى قصة من تلقاء أنفسهم، طالما أنهم يهتمون.

يمكن أن تساعد هذه النتيجة في تطوير اختبار مستشفى جديد وسهل الإدارة، لتحديد مستوى وعي المريض.

وقال مؤلف الدراسة ومهندس الطب الحيوي لوكاس بارا من كلية مدينة نيويورك: “هناك الكثير من الأدبيات التي تثبت أنّ الناس يزامنون وظائف الأعضاء مع بعضهم البعض”.

ومع ذلك، أوضح، عادة ما تكون الفرضية هي أنك تتفاعل بطريقة ما وتكون حاضراً جسدياً في نفس المكان.

وأضاف: “ما وجدناه هو أنّ هذه الظاهرة أوسع بكثير، وأنّ مجرد اتباع قصة ومعالجة التحفيز سوف يسبب ذلك تقلبات مماثلة في معدلات ضربات القلب لدى الناس”.

“إنّ الوظيفة الإدراكية هي التي تدفع معدل ضربات القلب لأعلى أو لأسفل.”

“المهمّ هو ينتبه المستمع إلى مجريات القصة”، أضاف عالم الأعصاب جاكوبو ست من معهد باريس للدماغ.
“لا يتعلق الأمر بالعواطف، ولكن بالمشاركة واليقظة، والتفكير فيما سيحدث بعد ذلك. يستجيب قلبك لتلك الإشارات من الدماغ.”

في دراستهم، أجرى الفريق سلسلة من أربع تجارب، شملت جميعها مشاركين يتابعون جنباً إلى جنب قصة صوتية أو فيديو أثناء قياس معدل ضربات القلب باستخدام رسم القلب الكهربائي.

في الاختبار الأول، استمع 27 بالغاً إلى مقتطف مدته 16 دقيقة من افتتاح مغامرة الخيال العلمي لجول فيرن لعام 1870، “Twenty Thousand Leagues Under The Seas”.

وأشار الباحثون في دراستهم إلى أنّ “النص مثير للإعجاب نسبياً لأنه يصف تقارير عن وحش غير معروف يدمر السفن”.

استناداً إلى قراءات تخطيط القلب الكهربائي، وجد الفريق أنّ معدلات ضربات القلب لدى الأشخاص قد تغيرت بناء على ما كان يحدث في السرد، مع حدوث معظم الزيادات والانخفاضات في معدل ضربات القلب في نفس النقاط في الحكاية.

تضمنت التجربة التالية خمسة مقاطع فيديو تعليمية، على عكس المقتطف المسموع، لم يكن لها اختلاف عاطفي أساسي، مما سمح للفريق بإظهار أنّ المشاركة العاطفية مع القصة لم تلعب دوراً في المزامنة.

بعد تشغيل المقاطع ل 27 طالباً من كلية مدينة نيويورك، وجد الباحثون مرة أخرى أنّ معدلات ضربات القلب لدى الأشخاص أظهرت تقلبات مماثلة أثناء مشاهدة الفيديو.

ثم تم تشغيل المقاطع مرة أخرى، ولكن هذه المرة طلب من المشاركين مشاهدة مقاطع الفيديو أثناء العد للخلف في رؤوسهم من رقم بداية يتراوح بين 800و1000 في خطوات من سبعة.

أدى ذلك إلى انخفاض في التزامن بين معدل ضربات القلب والفيديو عبر جميع الموضوعات، مما يشير إلى أنّ الانتباه يجب أن يلعب دوراً مهماً.

وبناء على ذلك، شهد الاختبار الثالث 21 شخصاً بالغاً طلب منهم تذكر الحقائق من سلسلة من قصص الأطفال القصيرة، والتي سُمح لبعضهم بالاستماع إليها باهتمام وبعضهم كان يتمّ تشتيت انتباههم من قبل الباحثين.

ووجد الفريق أنه كلما كانت دقات قلب المشاركين أكثر تزامناً مع السرد، زاد احتمال تمكنهم من تذكر التفاصيل بدقة.

وقال الباحثون أنّ ذلك يدل على أنّ التغيرات في معدل ضربات القلب هي إشارة إلى المعالجة الواعية للسرد.

في تجربتهم النهائية، قام الباحثون باستقطاب 19 مريضاً يعانون من اضطرابات في الوعي، مثل كونهم في غيبوبة أو حالة مستقرة وقارنوهم بـ 24 شخصاً من مجموعة التحكم الصحي.

كما هو الحال مع الاختبار السابق، تم تشغيل قصة صوتية للأطفال لكل مشارك.

وقال البروفيسور ست: “هذه الدراسة لا تزال أولية للغاية، ولكن يمكنك أن تتخيل مدى سهولة هذا الاختبار لقياس وظائف المخ”.

“لا يتطلب الكثير من المعدات. حتى أنه يمكن القيام به في سيارة إسعاف في الطريق إلى المستشفى.”

ومع ذلك، أضاف عالم الأعصاب، ستكون هناك حاجة إلى مزيد من الاختبارات مع أعداد أكبر من المرضى للتحقق من النتائج، إلى جانب المقارنات بمسح وظائف الدماغ مثل التي يمكن إنتاجها باستخدام مخطط كهربية الدماغ وآلات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفية.

وفقاً للبروفيسور بارا، فإنّ مثل هذه الأبحاث مهمة لفهم مواضيع مثل الروابط بين الدماغ والجسم واليقظة.

وأوضح أنّ “علم الأعصاب يتطور من حيث التفكير في الدماغ كجزء من الجسم التشريحي والجسدي الفعلي”.
“هذا البحث هو خطوة في اتجاه النظر إلى اتصال الدماغ والجسم على نطاق أوسع، من حيث كيفية تأثير الدماغ على الجسم.”