فبدلًا من إيداعه المبلغ الشهري المتوجّب عليه لدى المصرف بالعملة الورقية من ضمن قرض حصل عليه لشراء سيارة، أراد حسن مغنية الدفع بطريقة “مغايرة” كرسالة للبنك الذي يحتجز أمواله وأموال أشقائه ويمنعهم التصرّف بها كما تقتضي القوانين.
وشرح حسن السبب وراء دفعه الاستحقاق الشهري بالعملات المعدنية قائلاً “في بداية كل شهر يقتطع بنك لبنان والمهجر 350 دولاراً من حسابي، وهي قيمة القرض الذي حصلت عليه لشراء السيارة،
لكن بعد أن أصدر مصرف لبنان تعميماً بالسماح لأصحاب القروض بالدولار أن يسددوا قيمتها بالليرة اللبنانية نتيجة شحّ الدولار، قررت أن أذهب شخصياً إلى المصرف عند استحقاق القرض لدفعه بالليرة، وهكذا حصل في الأشهر الأخيرة إلى أن تذكّرت خبراً تداولته وسائل إعلام أميركية عندما كنت في الولايات المتحدة منذ عامين بأن مواطناً أميركياً دفع استحقاقاته المتوجّبة عليه للمصرف من خلال العملات المعدنية.
لم يجد حسن صعوبة في الحصول على العملات المعدنية Coins ، لأنه استعان بقجّة ابنته التي كانت تحتوي على 200 ألف ليرة من فئتي 250 و500 ليرة، وبصاحب الدكان قرب منزله في صور الجنوبية، فاستطاع جَمع قيمة سنده البالغة 527 ألف ليرة.
إلا أن هذه الفكرة “المُبتكرة” بالدفع كلّفته أكثر من ساعتين لعدّ العملات النقدية وفصل فئتي 250 و500 ألف ليرة عن بعضهما، قبل أن يتوجّه بها إلى المصرف بعد أن وضّبها في خزنة صغيرة.
وقال، “في اليوم التالي ذهبت مباشرةً الى المصرف وقلت للموظّف على الصندوق بأنني أريد تسديد قسط السيارة بالعملة الوطنية، إلا أنه رفض في البداية بحجّة أنه عليّ الدفع بالدولار فذكّرته بتعميم مصرف لبنان وهدّدته بأنه إن لم يلتزم به سأفتح خانة LIVE عبر صفحتي على “فيسبوك” لأتشارك مع أصدقائي ما يحصل معي. عندها وافق على طلبي وسألني عن الذي أحمله بين يدي وهنا كانت المفاجأة “.
وتابع، “بدأت بتفريغ محتوى العلبة وأنا أردد على مسامعه “أليست هذه أموال؟ احمد ربّك أنني أدفع بعملات معدنية متداولة في السوق اللبناني.
فلو وجدت عملات من فئة 50 ليرة أو مئة ليرة (لم تعد متداولة في لبنان) لما ترددت في جمعها لدفع القرض، ليس لشيء إلا لتشعروا بمعاناتنا وبالذلّ الذي نتعرّض له أمام المصارف ونحن نشحذ أموالنا”.
تأتي تلك الرسالة من هذا الشاب اللبناني حسن مغنية، ضمن تجربته المريرة مع البنك في استرداد حقه كما يقول.
فهو استطاع منذ يومين فقط الاستحصال على قرار قضائي بمنع سفر رئيس وأعضاء مجلس إدارة ومدير عام بنك “لبنان والمهجر”، وكلّف المديرية العامة للأمن العام بتنفيذه بشكل فوري، وذلك بعد أن تقدَّم منذ حوالي الشهر بطلبٍ لدى بنك لبنان والمهجر فرع صور للحصول على مبلغ 15 ألف دولار من حسابهِ، ليُعالج والدته من مرض السرطان، إلا أنه واجه عدة عقبات، حالت دون وصولهِ الى أمواله.
وقال حسن مغنية الذي انتشرت قصته بسرعة في لبنان، وعبر وسائل التواصل الإجتماعي، “نجحت بالحصول على مبلغ 15 ألف دولار لتغطية تكلفة علاج والدتي المصابة بالسرطان وذلك بعد صولات وجولات مع إدارة البنك امتدت لأكثر من شهر.
كان كل همّي تأمين المبلغ لتغطية كلفة علاج والدتي، وتقصّدت دفع قرض سيارتي هذا الشهر بالعملات المعدنية للثأر لعذابات والدتي”.
وأكثر ما أثار استغراب حسن في تعامل المصرف مع طلبه مبلغ 15 ألف دولار، أنه “أشار في بيان الردّ أنني تحججت بمرض والدتي للحصول على الملبغ، وكأني أتاجر بمرضها، وهذا بحدّ ذاته ما استفزّني ودفعني للتعامل مع المصرف بهذه الطريقة”.