السبت 10 ذو القعدة 1445 ﻫ - 18 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

دراسة تحذّر: تغيّر المناخ قد يحرمنا من النوم

ترجمة صوت بيروت
A A A
طباعة المقال

من المتوقع أن يتسبب تغير المناخ في حرائق الغابات وذوبان الأنهار الجليدية، لكنّ دراسة جديدة تدعي أنه سيحرمنا أيضاً من راحة ليلتنا الحبيبة.

درس الباحثون بيانات الطقس العالمية والمعلومات من أجهزة تتبع النوم التي يرتديها الناس للتنبؤ بالآثار المستقبلية على نومنا.

وبحلول عام 2099، ستكون درجات الحرارة قد استولت على ما بين 50 إلى 58 ساعة من نوم الشخص الواحد في السنة، أي أقل بقليل من 10 دقائق في الليلة.

ستكون تأثيرات درجة الحرارة على فقدان النوم أكبر بكثير بالنسبة للمقيمين في البلدان ذات الدخل المنخفض، مثل الهند، وكذلك لكبار السن والإناث، وفقاً للدراسة.

بشكل عام، سوف ينام البالغون في وقت متأخر، ويستيقظون مبكراً، كما سينامون أقل خلال الليالي الحارة في المستقبل، مما سيؤدي إلى العديد من النتائج الجسدية والعقلية السلبية.

وسيقلل ارتفاع درجات الحرارة العالمية من ساعات نومنا لأنّ درجة حرارة الجسم الأساسية تحتاج إلى أن تنخفض لكي نغفو.

وسيكون تحقيق ذلك صعباً لأنّ درجات الحرارة في محيطنا ستصبح أكثر سخونة.

في السياق، قال مؤلف الدراسة “كيلتون مينور” من جامعة كوبنهاغن بالدنمارك: “إنّ أجسامنا تتكيف بشكل كبير للحفاظ على درجة حرارة الجسم الأساسية المستقرة، وهو أمر تعتمد عليه حياتنا.”

“ومع ذلك، فإنهم يفعلون كل ليلة شيئاً رائعاً دون أن يعرف معظمنا بوعي، فهم يخفضون الحرارة في جسمنا وينقلونها إلى البيئة المحيطة عن طريق توسيع الأوعية الدموية وزيادة تدفق الدم إلى أيدينا وأقدامنا.”

وقال مينور:”من أجل أن تنقل أجسامنا الحرارة من هذه الأطراف، يجب أن تكون البيئة المحيطة أكثر برودة مما نحن عليه.”

وبهدف الدراسة، استخدم فريق البحث بيانات نوم عالمية مجهولة المصدر تم جمعها من أساور تتبع النوم التي تكشف عن أنماط اليقظة والنوم.

تضمنت البيانات 7 ملايين سجل نوم ليلي من أكثر من 47000 بالغاً في 68 دولة تغطي جميع القارات باستثناء القارة القطبية الجنوبية، بما في ذلك المملكة المتحدة والولايات المتحدة وأستراليا وفرنسا والهند والمكسيك وكندا.

ثم تمت مقارنة ذلك بقياسات الطقس العالمية بمرور الوقت، مما سمح للفريق بإيجاد أنماط بين العاملين ووضع تنبؤات للمستقبل.

ووجدت الدراسة أنه في الليالي الدافئة جداً التي تزيد درجة حرارتها عن 86 درجة فهرنهايت (30 درجة مئوية)، ينخفض النوم بمعدل يزيد قليلاً عن 14 دقيقة.

تزداد احتمالية الحصول على أقل من سبع ساعات من النوم أيضاً مع ارتفاع درجات الحرارة.

في ظل إجراءات المعيشة العادية، يبدو الناس أفضل بكثير في التكيف مع درجات الحرارة الخارجية الباردة من الظروف الأكثر سخونة.

وقال مينور انه عبر المواسم والديموغرافيات والسياقات المناخية المختلفة، تؤدي درجات الحرارة الخارجية الأكثر دفئاً إلى انخفاض ساعات النوم باستمرار، بالإضافة إلى زيادة مقدار فقدان النوم تدريجياً مع ارتفاع درجات الحرارة.

وكانت إحدى الملاحظات الهامة هي أنّ الناس في البلدان النامية كانوا أكثر تأثراً بهذه التغييرات.

ومع ذلك، فإنّ أحد قيود الدراسة هو أنها لم تأخذ في الاعتبار تقنيات التبريد الاصطناعي مثل تكييف الهواء.

من الممكن أن يكون الانتشار الأكبر لتكييف الهواء في البلدان المتقدمة قد لعب دوراً في النتائج.

أيضاً، كان هناك نقص في بيانات تتبع النوم من أفريقيا، التي تعاني من حرارة شديدة بشكل خاص مقارنة بأجزاء أخرى من العالم.

يقول الخبراء إنّ الأبحاث المستقبلية يجب أن تأخذ في الاعتبار السكان الأكثر ضعفاً، وخاصة أولئك الذين يقيمون في المناطق الأكثر سخونة والأكثر فقراً تاريخياً في العالم.

أشارت البيانات الأخيرة المبلغ عنها ذاتياً من الولايات المتحدة إلى أنّ جودة النوم الذاتية تنخفض خلال فترات الطقس الحار.

وقال مينور: ” في هذه الدراسة، نقدم أول دليل على نطاق الكواكب على أنّ درجات الحرارة الأكثر دفئاً من المتوسط تؤدي إلى تآكل نوم الإنسان.”

وتابع: “يظهر في الدراسة أنّ هذا التآكل يحدث في المقام الأول عن طريق التأخير عندما ينام الناس والتقدم عندما يستيقظون أثناء الطقس الحار.”