وبدا التمثال قزماً وغير متناسق وفيه الكثير من عيوب الفن والصنعة، ما أدى لسخرية المتابعين من السوريين، لا سيما المعارضين للنظام، في حالة تذكر بتمثال باسل الأسد، في دير الزور أيضاً، الذي تم تدشينه العام الماضي، وظهر بعيداً من ملامح صاحبه الأصلية.
ونشرت صفحات موالية للنظام، صورة التمثال، لإبراز عمليات التعقيم في مؤسسات الحكومة في سياق إظهار تنفيذ الإجراءات المتعلقة بمكافحة فيروس كورونا، والتي تشمل التعقيم ومراعاة العناصر للقواعد الصحية وتحقيق التباعد بين المراجعين.
وكتب أحد الموالين الغاضبين مع صورة التمثال: “دائماً أسأل نفسي ما سبب تعمد تشويه تماثيل القائد الخالد. دائماً الرأس أكبر من الجسم، وكتفاه ضيقان، وطقمه أكبر من جسمه، وقاعدة التمثال مقرفة. تماثيل الحكام العظماء كما صنعها الإغريق ومتاحفنا تغص بها، والتي ترمز للقوة والجمال، بينما نحاتونا أرادوا بصورة غير مباشرة تشويه صورة القائد بهذه الأشكال الكاريكاتورية. المفروض عمل تماثيل للمسؤولين عن صناعة التماثيل بتماثيل مشابهة لهم ووضعها أمام بيوتهم”.
والحال أنه في سنوات الثورة الأولى، كان تحطيم تماثيل حافظ الأسد وتمزيق صور ابنه بشار، طقساً ضرورياً لكسر هالة العائلة الدموية التي حكمت البلاد ونشرت الخوف في نفوس السوريين طوال عقود. لكن المشهد اليوم يبدو مختلفاً بعد انحسار الحرب في البلاد، وعودة النظام لتدوير شعاراته القديمة، علماً أن النظام سارع قبل سنوات إلى إزالة الكثير من التماثيل من الساحات العامة، خوفاً من تحطيمها من قبل المتظاهرين.
وسبق أن أعادت سلطات النظام السوري، بناء تمثال آخر لحافظ الأسد، في دوار السبع بحرات بمدينة دير الزور، وافتتح رسمياً في شهر تشرين الأول/أكتوبر 2018، في وقت يهتم فيه النظام بإعادة التماثيل لرموزه في عدة مدن من البلاد، من بينها درعا وحمص أيضاً، بدلاً من الاهتمام بإعادة الإعمار وتحسين الظروف المعيشية الصعبة التي يعانيها السوريون في ظل أزمات الوقود والكهرباء المستمرة.