الجمعة 19 رمضان 1445 ﻫ - 29 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

غرائب كورونا..مركبات إنترنت لمساعدة الفقراء بالدراسة عن بُعد

أثارت صورة لفتاتين تستخدمان تقنية الاتصال اللاسلكي (واي-فاي) بالإنترنت في أحد مطاعم الوجبات السريعة لمتابعة الحصص الدراسية مِن بُعد موجة جدل لأنها أصبحت تعد رمزا للفجوة الرقمية القائمة في الولايات المتحدة.

شاحنة صغيرة وجهاز موجّه “راوتر” في الداخل وهوائي اتصال بالأقمار الاصطناعية على السقف.. هذا كل ما يلزم لتوفير اتصال بالإنترنت لمئتي طفل من فقراء سانتا آنا قرب لوس أنجلوس وتمكينهم من متابعة دروسهم عن بعد خلال جائحة “كوفيد-19”.

وقال رومان رينا، المشرف على المشروع التجريبي “واي فاي أون ويلز” (إنترنت لاسلكي على عجلات) إن “بعض الأهل واجهوا صعوبات الشهر الفائت” مع انطلاق العام الدراسي الجديد، وفقاً لوكالة “فرانس برس”.

وأضاف: “كثير من تلامذتنا ليس لديهم أي اتصال بالإنترنت ومن الصعب عليهم متابعة الدروس خلف شاشة الكمبيوتر”.

ولحل هذه المشكلة، راودت كيفن واتسون رئيس شركة “جي أف كاي ترانسبورتيشن” المتخصصة في خدمات النقل الدراسي في سانتا آنا، فكرة تجهيز بعض من شاحنات الشركة الصغيرة بوصلات إرسال للإنترنت ووضعها في نقاط استراتيجية في المدينة تكون في تصرف التلامذة الذين لا يتمتعون بنفاذ إلى الشبكة وفق سجلات السلطات التربوية المحلية.

أوضح واتسون: “نركن المركبة ونبقى في الموقع لثناني ساعات لضمان اتصال التلامذة بالشبكة طوال النهار، يغطي إرسال شبكة الإنترنت اللاسلكي (واي فاي) محيط 350 متراً”.

وأشار إلى أن دخول شبكة الإنترنت اللاسلكي هذه يتطلب إدخال كلمة سر تُمنح حصراً للتلامذة.

وأوضح الأمريكي صاحب البسرة السمراء الذي كبر ودرس في أحياء سانتا آنا حيث تعيش عائلات كثيرة من المهاجرين غير المقتدرين: “الأجهزة الموجّهة كلها مزودة تقنية الجيل الخامس وهي سريعة جداً، ولدينا هذه الهوائيات على المركبات لبلوغ أكثرية المنازل والشقق”.

وتوفر كل مركبة من هذه الشبكة اتصالاً بالإنترنت لحوالى مئتي طفل، وباتت سبع منها تعمل في إطار المشروع الذي يستمر العمل فيه بفضل مبادرات تطوعية حتى الساعة.

وتدور محادثات مالية حالياً مع السلطات التربوية في المنطقة لتطوير المشروع الذي يأمل كيفن توسيعه ليشتمل في وقت لاحق على 50 “شاحنة إنترنت لاسلكي”.

سد “الفجوة الرقمية”

ورغم التقدم الكبير في كاليفورنيا، خامس أكبر اقتصاد في العالم، واحتضانها المقار الرئيسية لكبرى شركات التكنولوجيا في العالم، تبقى الهوة الرقمية واقعاً يومياً لآلاف العائلات.

فقد بيّن تقرير صدر حديثاً أن 25% من الأطفال المسجلين في مدارس الولاية، أي ما ينوف عن 1.5 مليون تلميذ في المجموع، لا يتمتعون بنفاذ ملائم إلى شبكة الإنترنت.

وتسجل الظاهرة أيضاً في كل الولايات الأمريكية، خصوصاً بسبب النقص في الموارد (إذ يكلف الاشتراك الشهري بالإنترنت في الولايات المتحدة 60 دولار في المعدل)، وأحياناً أيضاً لغياب البنى التحنية خصوصاً في المناطق المعزولة.

وفي ميسيسيبي (جنوب)، وهي ولاية ريفية أقل تقدماً بكثير من كاليفورنيا، يفتقر نصف التلامذة للاتصال بالإنترنت اللاسلكي، وفق دراسة نشرت نتائجها منظمة “كومن سنس ميديا” غير الحكومية و”بوسطن كونسلتينج جروب” خلال الصيف.

وتشير تقديرات الخبراء إلى ضرورة استثمار ما بين 6 مليارات دولار و11 ملياراً في السنة لسد هذه “الفجوة الرقمية” في سائر أنحاء الولايات المتحدة، أي ما بين 1% و2% من الميزانية الدفاعية الأمريكية.

وقال المستشار البلدي فنسنت سارميينتو لوكالة فرانس برس “تظهر الأرقام المتوافرة لدينا أن حوالى 10 آلاف تلميذ لا يتمتعون بنفاذ إلى الإنترنت اللاسلكي” في سانتا آنا.

وأشاد سارميينتو بمبادرة كيفن واتسون لأنها “توفر الإنترنت اللاسلكي في أحياء يعيش داخل كلّ مبنى فيها ما بين 5 إلى 10 أطفال كانوا يواجهون صعوبة في الاتصال بالإنترنت، فإما هم محرومون من الشبكة أو أن الاتصال المتوافر لديهم بطيء للغاية”.

وقال أنجيل، وهو فتى في سن الـ13 يتشارك الاتصال بالإنترنت اللاسلكي مع شقيقته البالغة 17 عاماً: “كنت أواجه مشكلات في الإنترنت اللاسلكي لذا كنت اضطر للذهاب إلى منزل صديق لي حيث كان يُسمح لي باستخدام الشبكة”.

لكن بفضل مركبة تابعة لمشروع “واي فاي أون وايلز” متوقفة على بعد ثلاثين متراً من مسكنه المتواضع، باتت هذه المشكلة من الماضي وأصبح في إمكان التلميذ إنجاز الفروض المدرسية بانتظام.