الخميس 16 شوال 1445 ﻫ - 25 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

أي زيادة أو نقصان تعزز الإصابة بالخرف.. ما هي الكمية المثالية للنوم؟

لم تعد 8 ساعات، هي المدة المثالية للنوم كل ليلة في فترة منتصف العمر.
يوصي باحثو جامعة كامبريدج الآن بأن يحصل الناس على سبع ساعات، والتي يقولون أنها المدة المثالية للصحة العامة ودرء الخرف.
ويأتي هذا التخفيض بعد دراسة نمط نوم نصف مليون بريطاني تتراوح أعمارهم بين 38 و73 عاماً.
إنّ الأشخاص الذين حصلوا على أكثر أو أقل من سبع ساعات في الليلة سجلوا أسوأ في اختبارات سرعة التفكير ومدى الانتباه والذاكرة وحل المشكلات.
في السابق، كان يعتقد أنّ الحصول على ثماني ساعات من النوم دون انقطاع هو الوقت المناسب للنوم، وبأنه يوفر أفضل الفوائد للصحة العامة.
لكنّ اضطراب النوم، الذي يحدث لكلّ من أولئك الذين ينامون قليلاً جداً ولفترة طويلة جداً، يرتبط بتراكم اللويحات في الدماغ، وهي علامة تحذيرية للخرف.
إنّ النوم ضروري لمرونة الدماغ، وهي قدرته على معالجة المعلومات وتذكر الأشياء، بالإضافة إلى إزالة الفضلات من خلايا الدماغ، وتنظيم عملية التمثيل الغذائي والحفاظ على جهاز المناعة.
توصي هيئة الخدمات الصحية الوطنية بست إلى تسع ساعات من النوم كل ليلة للبالغين، في حين أنّ أدمغة الأطفال النامية تحتاج إلى ما يصل إلى 12 ساعة في الليلة.
لكنّ البالغين في منتصف العمر وكبار السن، غالباً ما يجدون صعوبة أكبر في النوم والبقاء نائمين. يعتقد الخبراء أنّ هذا يسرع التدهور المعرفي ويمكن أن يحفز المشاكل النفسية في شيخوختنا.
فحص الباحثون بيانات من 498277 بالغاً تتراوح أعمارهم بين 38 و73 عاماً، تم جمعها من البنك الحيوي في المملكة المتحدة، وهي قاعدة بيانات للمرضى الذين تمت مراقبتهم لمدة 10 سنوات.
تم استجواب المشاركين حول أنماط نومهم وصحتهم العقلية ورفاهيتهم، كما شاركوا في سلسلة من اختبارات الدماغ المعرفية، التي قاموا بها على جهاز لوحي بشاشة تعمل باللمس، بما في ذلك تقييمات وقت رد فعلهم وذاكرتهم.
تظهر النتائج، التي نشرت في مجلة Nature Aging، أنّ مدة النوم غير الكافية والمفرطة مرتبطة بضعف الأداء المعرفي، مثل سرعة المعالجة، الانتباه البصري، الذاكرة ومهارات حلّ المشكلات.
أولئك الذين حصلوا على سبع ساعات من النوم في الليلة كان لديهم أدمغة صحية.

كان لديهم أفضل أداء إدراكي وصحة عقلية، مع مستويات أقل من القلق والاكتئاب بالإضافة إلى رفاهية أفضل، مقارنة بأولئك الذين ينامون أكثر أو أقل من سبع ساعات.
وقال الباحثون أنّ أحد الأسباب قد تكون أنّ أولئك الذين يحصلون على أقل من سبع ساعات يعانون من اضطراب في نومهم العميق البطيء.
أما أولئك الذين يحصلون على الكثير من النوم يمكن أن يتأثروا أيضاً، لأنّ إغلاق العين الطويل يمكن أن يسبب نوماً عميقاً رديئاً ومتقطعاً.
تم ربط الانقطاعات في هذا النوع من النوم بتراكم بروتين يسمى الأميلويد في الدماغ، وهو أحد النظريات الرائدة حول كيفية تطور الخرف.
يحدث الأميلويد بشكل طبيعي ولكنّ المستويات العالية منه تتسبب في تكتل البروتين معاً وتشكيل لويحات تحدث التشابك في الدماغ وتعطل وظيفة الخلية.
وأشار الباحثون إلى أنّ قلة النوم قد تجعل من الصعب على الدماغ التخلص من السموم.
وأظهرت بيانات تصوير الدماغ المأخوذة من حوالي 40 ألف من المشاركين، وجود صلة بين مدة النوم وهيكل مناطق الدماغ المشاركة في المعالجة المعرفية والذاكرة.
بحسب الفريق، إنّ أولئك الذين لديهم أكثر أو أقل من سبع ساعات نوم، لديهم تغييرات أكبر في هذه المناطق، بما في ذلك القشرة ما قبل المركزية والقشرة الأمامية المدارية الجانبية والحصين.
وأشار الباحثون أيضاً إلى أنّ الحصول على سبع ساعات من النوم باستمرار كل ليلة، “دون الكثير من التقلبات في المدة”، مهم لوظيفة الدماغ والصحة العقلية.
وقالت الأستاذة باربرا ساهاكيان، عالمة الأعصاب في الجامعة والمؤلفة المشاركة في الدراسة: “إنّ الحصول على نوم جيد ليلاً أمر مهم في جميع مراحل الحياة، ولكن بشكل خاص مع تقدمنا في العمر.”
وتابعت: “قد يكون إيجاد طرق لتحسين النوم لكبار السن أمراً حاسماً لمساعدتهم على الحفاظ على صحة عقلية جيدة ورفاهية وتجنب التدهور المعرفي، خاصة للمرضى الذين يعانون من اضطرابات نفسية وخرف.”
وقال البروفيسور جيان فنغ، خبير الدماغ في جامعة فودان في الصين والمؤلف المشارك في الدراسة: “في حين لا يمكننا القول بشكل قاطع أنّ قلة النوم أو كثرة النوم تسبب مشاكل في الإدراك، يبدو أنّ تحليلنا الذي ينظر إلى الأفراد على مدى فترة زمنية أطول يدعم هذه الفكرة.”
وتابع قائلاً: “لكنّ الأسباب التي تجعل كبار السن يعانون من قلة النوم تبدو معقدة، كونها تتأثر بمزيج من تركيبتنا الجينية وبنية أدمغتنا.