من المتوقع أن يفتح الانتصار عى فيروس كورونا الباب أمام اإمكانية تحقيق انتصار مشابه على الأمراض التي لايوجد لها لقاحات مثل السرطان.
وذكرت شبكة ”بلومبيرغ“ الإخبارية الأمريكية؛ أن الانتصار الذي تحقق بالتوصل إلى لقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد، يعزز الآمال في الحرب ضد أمراض أخرى استعصت على الأطباء، من السرطان إلى أمراض القلب.
وقالت في تقرير نشرته اليوم الأحد، إن اللقاحات المضادة لوباء ”كورونا“ ليست فقط علامة بارزة في الحرب ضد الجائحة، ولكنها -أيضا- تمثل نقطة انطلاق للتكنولوجيا غير التقليدية التي يمكن أن تؤدي في يوم من الأيام لهزيمة أمراض مستعصية أخرى، وعلى رأسها السرطان.
وأضافت أن ”لقاح موديرنا، واللقاح الآخر الذي صنعته فايزر بالشراكة مع بيونتيك، استخدم مواد وراثية تعمل على تحويل خلايا الجسد البشري إلى مصنع لقاحات، وهذا الأسلوب لم يُستخدم من قبل مطلقا خارج التجارب السريرية، إلا أن نجاحه في التصدي لفيروس كورونا أذهل أبرز أنصاره“.
وتابعت أنه ”مع ترخيص لقاح فايزر في الولايات المتحدة، واقتراب لقاح آخر من المسار ذاته، فإن التصدي لتلك الجائحة يمكن أن يفتح الباب على مصراعيه أمام مجال طبي جديد تماما“.
ونقلت عن ديريك روسي، عالم أحياء الخلايا الجذعية السابق في جامعة هارفارد، الذي ساعد في تأسيس شركة ”موديرنا“ عام 2010، قوله ”نحن الآن ندخل عصرا جديدا من علم العلاج عبر الحمض النووي الريبوزي، المعروف اختصارا بـ mRNA. لقد شاهد العالم كله ذلك، ستكون هناك زيادة في الاستثمار وزيادة في الموارد“.
وأوضحت ”بلومبيرغ“؛ أن ”هذه التقنية تدفع الخلايا نحو صناعة نوع من البروتين، وتحويله إلى خطوط إنتاج صغيرة للأدوية واللقاحات“، مشيرة إلى أن هناك عائقا يتمثل في أن الحمض النووي الريبوزي هش للغاية، ويجب أن يصل إلى الخلايا قبل أن يكسرها الجسم، وفي الحالة الخاصة باللقاح المضاد لـ“كورونا“ فإن هذا تم من خلال نسخة معدلة للحمض النووي الريبوزي، إذ تم حمايتها بغلاف بواسطة جسيم النانو الدهني.
وأفادت بأن أوغور شاهين، الرئيس التنفيذي لشركة ”بيونتيك“ بدأ دراسة تلك التقنية مع السرطان منذ عقدين، مع زوجته ”أوزليم توريشي“، عالمة المناعة، وأحد مؤسسي الشركة.
ونقلت عن شاهين قوله؛ ”إن فريقه نجح في التحرك سريعا في مشروع لقاح كوفيد 19 من خلال استخدام ما توصلوا إليه من التجارب الخاصة بلقاح السرطان“، مؤكدا أن ”الحرب ضد السرطان يمكن أن تشهد أول تصريح باستخدام لقاحات قائمة على تقنية الحمض النووي الريبوزي، mRNA، في فترة تتراوح من عامين إلى 3 أعوام“.
وأنهت ”بلومبيرغ“ تقريرها بالقول: إن الشركات التي تعمل في مجال الحمض النووي الريبوزي مثل: ”مودرنا“ و“بيونتيك“ وTranslate Bio Inc، وشركات أخرى تعمل على استخدام تلك التقنية في اللقاحات المضادة لفيروس الإنفلونزا، علاج قصور القلب، والتليف الكيسي، وربما يكمن التحدي الأكبر على الإطلاق في التصدي لفيروس نقص المناعة (الإيدز)، الذي استعصى على الباحثين في مجال اللقاحات لمدة 4 عقود.