قد تضطرك ممارسة الأنشطة التي تستمتع بها في أماكن مفتوحة أو أداء عمل يستلزم خروجك إلى أماكن مفتوحة إلى قضاء ساعات تحت أشعة الشمس. ومع قدوم فصل الصيف، يزداد الإقبال على العديد من الأنشطة الخارجية.
ولكن على مدار عدة شهور وسنوات، تتراكم أضرار تلك الأوقات التي تقضيها تحت أشعة الشمس، فما هي؟
حروق الشمس
أحد أبرز المخاطر الناتجة عن التعرض المفرط لأشعة الشمس هو الإصابة بحروق الشمس. تحدث هذه الحروق نتيجة الأشعة فوق البنفسجية (UV) التي تضر بالخلايا الجلدية، مما يؤدي إلى احمرار الجلد والشعور بالألم. وفي الحالات الشديدة، يمكن أن تتسبب حروق الشمس في ظهور بثور وتقشير الجلد، وقد يحتاج المصاب إلى العناية الطبية.
سرطان الجلد
من أخطر التأثيرات طويلة الأمد للتعرض المفرط لأشعة الشمس هو زيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد. تنقسم أشعة الشمس فوق البنفسجية إلى نوعين رئيسيين: UVA وUVB، وكلاهما يمكن أن يتسبب في تلف الحمض النووي للخلايا الجلدية. هذا التلف يمكن أن يؤدي إلى تطور خلايا غير طبيعية تتحول مع الوقت إلى خلايا سرطانية. يعد سرطان الجلد الميلانيني (Melanoma) من أكثر أنواع السرطانات الجلدية خطورة وشيوعًا نتيجة التعرض لأشعة الشمس.
شيخوخة الجلد المبكرة
التعرض المستمر لأشعة الشمس دون حماية يمكن أن يؤدي إلى شيخوخة الجلد المبكرة. تظهر التجاعيد والخطوط الدقيقة والتصبغات الجلدية بشكل أسرع لدى الأشخاص الذين يتعرضون لأشعة الشمس بشكل مفرط. كما أن الأشعة فوق البنفسجية تضعف من مرونة الجلد عن طريق تدمير الألياف الكولاجينية والإيلاستينية، مما يسرع من عملية الشيخوخة.
أضرار العيون
لا تقتصر مخاطر أشعة الشمس على الجلد فحسب، بل تمتد إلى العيون أيضًا. يمكن أن تؤدي الأشعة فوق البنفسجية إلى تلف العينين، مما يزيد من خطر الإصابة بمشاكل مثل إعتام عدسة العين (Cataract) والتنكس البقعي المرتبط بالعمر (Age-related Macular Degeneration). لذا ينصح بارتداء نظارات شمسية توفر حماية من الأشعة فوق البنفسجية عند الخروج في الشمس.
الإجهاد الحراري وضربة الشمس
الإجهاد الحراري وضربة الشمس من المخاطر الأخرى التي يمكن أن تنجم عن التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة في درجات حرارة عالية. تحدث ضربة الشمس عندما يفشل الجسم في تنظيم درجة حرارته بشكل صحيح، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم بشكل خطير يمكن أن يسبب تلف الأعضاء الحيوية وقد يكون قاتلاً في بعض الحالات.
كيفية الوقاية
لتجنب هذه المخاطر، يجب اتخاذ بعض الإجراءات الوقائية عند التعرض لأشعة الشمس. ينصح باستخدام واقي الشمس الذي يحتوي على عامل حماية عالٍ (SPF) وتطبيقه بشكل منتظم. كما يفضل ارتداء الملابس الواقية والقبعات، وتجنب التعرض لأشعة الشمس المباشرة خلال ساعات الذروة (من الساعة 10 صباحًا حتى 4 مساءً). إضافة إلى ذلك، يجب الحرص على شرب كميات كافية من الماء لتجنب الجفاف والإجهاد الحراري.
في النهاية، على الرغم من الفوائد الصحية لأشعة الشمس، يجب توخي الحذر والاعتدال في التعرض لها للوقاية من المخاطر الصحية المحتملة.