الجمعة 17 شوال 1445 ﻫ - 26 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

دراسة تكشف: حليب الثدي هو الأفضل!

تشير الأبحاث إلى أنّ الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية لفترة أطول هم مفكرون أفضل كمراهقين، نظرت دراسة أجريت على أكثر من 7800 طفلاً بريطانياً أنّ أولئك الذين تناولوا حليب أمهاتهم لمدة تقل عن شهرين أو لمدة شهرين إلى أربعة أشهر، أو لمدة أربعة إلى ستة أشهر أو لمدة أكثر من عام.

وجد الباحثون أنّ أولئك الذين يرضعون رضاعة طبيعية لمدة أطول فوق عمر السنة، حققوا أفضل أداء في اختبارات المفردات في سنّ 14 مقارنة بالأطفال الذين لم يرضعوا رضاعة طبيعية.

وقالت الدراسة، التي أجراها خبراء من جامعة أكسفورد، أنّ الاختلافات في الدرجات تعادل ثلاث نقاط ذكاء وفي الوقت نفسه، كان الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية لمدة أربعة إلى ستة أشهر الأفضل في اختبار الذاكرة والتفكير والوعي المكاني، مقارنة بالأطفال الذين لم يرضعوا رضاعة طبيعية أبداً، في عمر السابعة و 11 عاماً.

ارتبطت الرضاعة الطبيعية بزيادة متواضعة في ذكاء الأطفال حتى عندما تم أخذ ذكاء أمهاتهم وظروفهم الاجتماعية والاقتصادية في الاعتبار.

وتنصح منظمة الصحة العالمية الأمهات بإرضاع أطفالهنّ رضاعة طبيعية حصرية لمدة ستة أشهر على الأقل، ولكن فقط حوالي 48 في المائة من البريطانيين و 52 في المائة من الأمهات الأمريكيات يرضعن هذه الفترة الزمنية.

وقالت الدكتورة رينيه بيريرا إرماس، التي قادت الدراسة من قسم نوفيلد لصحة السكان بجامعة أكسفورد: “لا ينبغي أن تسبب هذه النتائج قلقاً للنساء اللواتي لم يرضعن، أو لم يكنّ قادرات على الرضاعة الطبيعية، لأنّ المكاسب المحتملة في معدل الذكاء بين الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية لعدة أشهر مقارنة بالأطفال الذين لم يرضعوا رضاعة طبيعية أبداً ستكون معادلة لنقطتين إلى ثلاث نقاط”.

وتابعت قائلة: “ومع ذلك، إذا زاد العديد من الأطفال من معدل ذكائهم بحوالي ثلاث نقاط، يمكننا أن نرى اختلافات مهمة، لذلك من المهم أن يتم دعم النساء اللواتي يرغبن في الرضاعة الطبيعية للقيام بذلك”.

يحتوي حليب الأم على أحماض دهنية متعددة غير مشبعة ومغذيات مثل الحديد التي تساعد أدمغة الأطفال على النمو، ويقول الخبراء أنه يتسبب أيضاً في إصابة الأطفال بعدوى وأمراض أقل، مما قد يساعد ذكائهم لأنّ لديهم أيام إجازة أقل من المدرسة.

نظر الباحثون في العلاقة بين مدة الرضاعة الطبيعية ومهارات التفكير لدى الأطفال من دراسة “UK Millennium”، الذين تم استقطابهم كأطفال بين عامي 2000 و 2002 وأجروا اختبارات معرفية وكانت تتراوح أعمارهم بين خمسة وسبعة و 11 و 14 عاماً.
من بين أولئك الذين شملتهم الدراسة، لم يتم إرضاع حوالي ثلث الأطفال رضاعة طبيعية، ولكنّ 23 في المائة منهم خضعوا لرضاعة طبيعية لمدة ستة أشهر على الأقل.

شوهدت أقوى صلة بين الرضاعة الطبيعية ومهارات المفردات لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم 14 عاماً، كان لدى الأطفال الذين يبلغون من العمر 14 عاماً الذين رضعوا رضاعة طبيعية لمدة 12 شهراً على الأقل نتيجة اختبار أعلى بثلاث نقاط ذكاء تقريباً، مقارنة بالمراهقين من نفس العمر الذين لم يرضعوا رضاعة طبيعية أبداً.

كان فهم الأطفال للكلمات في الاختبارات الأبسط أفضل أيضاً، مقارنة بالأطفال الذين لم يرضعوا رضاعة طبيعية أبداً، للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سبعة و 11 عاما والذين رضعوا رضاعة طبيعية لمدة أربعة أشهر أو أكثر، لم تكن مدة الرضاعة الطبيعية مرتبطة بالمفردات في سنّ الخامسة.

شرع الباحثون في التأكد من أنّ النتائج لم تكن مدفوعة بذكاء الأمهات، وتم تقييمها باستخدام اختبار المفردات، والوضع الاجتماعي والاقتصادي للأطفال، ويتم الحكم عليها بناء على مهن والديهم ومستوى تعليم الأم.

يميل الأطفال الذين لديهم أمهات أكثر تعليماً، وأولئك الذين ينتمون إلى أسر أكثر ثراء، إلى الرضاعة الطبيعية لفترة أطول وقد يستفيدون أيضاً من الدروس الخصوصية أو المساعدة الإضافية في الواجبات المنزلية أو الرحلات إلى حدائق الحيوان والمتاحف وصالات العرض.

ولكن حتى عندما تم أخذ ذلك في الاعتبار، كان أداء الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية لفترة أطول أفضل في الاختبارات المعرفية، كان أداء الأطفال الذين رضعوا رضاعة طبيعية لمدة أربعة إلى ستة أشهر، مقارنة بأولئك الذين لم يرضعوا رضاعة طبيعية أبداً، أفضل في سن السابعة في اختبار مكاني يطلب منهم وضع المربعات الملونة في شكل، وأفضل قليلاً في سن الخامسة.

كما ارتكبوا أخطاء أقل بسن 11 عاماً، عندما طلب منهم التحقق من المربعات الداخلية على شاشة الكمبيوتر بحثاً عن الرموز المميزة، وتذكر ما قاموا بفحصه بالفعل بعد إخفائه، هذه الاختبارات، التي أجريت حتى سن 11 عاماً فقط، قاست الوعي المكاني ومهارات حل المشكلات.

وتخلص الدراسة، التي نشرت في مجلة “Plos ONE”، إلى أنّ الرضاعة الطبيعية لفترة أطول يمكنها أن تعزز ذكاء الأطفال بقدر ما يكون لديهم أم ذكية أو قادمون من عائلة ميسورة الحال، ولا ينبغي الاستهانة بها.