الجمعة 19 رمضان 1445 ﻫ - 29 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

دراسة صادمة حول المدخنين الذين تم تشخيص إصابتهم بسرطان الرأس والرقبة

ترجمة "صوت بيروت انترناشونال"
A A A
طباعة المقال

وجدت دراسة جديدة أنّ معظم المدخنين الذين تم تشخيص إصابتهم بسرطان الرأس والرقبة ما زالوا يشربون السجائر بعد عامين من العلاج.

وجاء في مقال ترجمه “صوت بيروت انترناشونال”: قام باحثون من جامعة مينيسوتا في مينيابوليس بتتبع 89 شخصاً في سنّ 60 عاماً والذين يدخنون ما لا يقل عن خمس سجائر يومياً عندما تم تشخيصهم.

من بين 61 شخصاً كانوا لا يزالون على قيد الحياة بعد عامين من العلاج، كان ما يصل إلى 60 في المائة، لا يزالون مدخنين.

اقترح فريق الباحثين أنّ الكثيرين فشلوا في الإقلاع عن التدخين لأنهم شعروا بالخوف عند التشخيص، مما جعلهم يستغنون عن جميع السجائر، الأمر الذي أدى إلى خطر حدوث انتكاسة. ودعوا المدخنين الذين يعانون من السرطان إلى تقديم المشورة والأدوية لمساعدتهم على الإقلاع عن هذه العادة.

وقالوا أنّ المدخنين المصابين بالسرطان كانوا أكثر عرضة للإقلاع عن التدخين ثلاث مرات في الأشهر الستة الأولى بعد التشخيص مقارنة بأي وقت آخر.

تشير التقديرات إلى أنّ حوالي 66000 أمريكياً يتم تشخيصهم بسرطان الرأس والرقبة كل عام، مع بقاء ما يصل إلى ثلاثة من كل خمسة على قيد الحياة لمدة نصف عقد بعد التشخيص.

يرفع كل من التبغ والكحول من خطر إصابة شخص ما بالأمراض، بحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.

لكنّ التعرض المهني، مثل الغبار أو الأسبستوس في مواقع البناء، أو التقاط بعض الفيروسات يمكن أن يزيد من المخاطر.

في الدراسة، التي نشرت يوم الخميس في JAMA Otolaryngology، قام العلماء بتتبع المرضى الذين جاءوا إلى عيادة جراحة الرأس والرقبة بجامعة مينيسوتا بين عامي 2009 و2017.
كان المشاركون يدخنون لمدة 16 عاماً على الأقل في المتوسط، وحاولوا الإقلاع عن التدخين حوالي خمس مرات.

في الأشهر الستة الأولى بعد الجراحة، أقلع 32 مدخناً (32 بالمائة)، لكن 52 استمروا في استخدام السجائر.

وبحلول عامين كان 40% من المرضى الذين ما زالوا على قيد الحياة يدخنون.

خلال هذه الفترة، انتكس ثمانية مدخنين تمكنوا من الإقلاع عن التدخين لاحقاً. وتوفي ما مجموعه 27 مريضاً.

لم تنظر الدراسة في الأساليب التي يستخدمها المدخنون للتوقف عن استخدام السجائر.

ومع ذلك، قال الباحث الطبي الذي قاد الدراسة، الدكتور تايلر فان هيست: “بين المدخنين النشطين المصابين بسرطان الحلق والرقبة، غالباً ما تكون محاولات الإقلاع عن تعاطي التبغ السابقة محاولات نابعة عن الخوف”.

وتابع: “كان التدخل الذي يجمع بين العلاج السلوكي المعرفي والدواء هو التدخل الوحيد الذي أظهر معدلات أعلى بكثير للإقلاع عن التدخين مقارنة بمجموعة التحكم المعتادة في الرعاية”.

وأشار الباحثون إلى دراسة أجريت عام 2020 وجدت أنّ المدخنين المصابين بالسرطان الذين تلقوا جلسات استشارية مرتين أسبوعياً بالإضافة إلى الأدوية كانوا أكثر عرضة للإقلاع عن التدخين مرتين أكثر من أولئك الذين حصلوا على جلسات استشارية فقط.

كان المدخنون الذين نجحوا في الإقلاع عن هذه العادة قد استخدموا السجائر لمدة 16 عاماً في المتوسط، وكانوا يتناولون حوالي 12 سيجارة يومياً عندما تم تشخيص إصابتهم بالسرطان.

لقد حاولوا الإقلاع عن التدخين 10 مرات سابقاً، وكانت أطول فترة أقلعوا فيها عن السجائر هي سنة وشهر واحد.

للمقارنة، كان أولئك الذين لم يقلعوا عن التدخين، يدخنون لمدة 28 عاماً في المتوسط، ويتناولون 18 سيجارة في اليوم.

وقد حاولوا الإقلاع عن التدخين حوالي خمس مرات في السابق، وكانت أطول فترة بدون سجائر هي 306 يوماً.

ووجدت الدراسة أيضاً أنّ المدخنين كانوا على الأرجح يحاولون التخلي عن هذه العادة خلال الأشهر الستة الأولى من التشخيص.

اقترح العلماء أنّ هذا ربما كان بسبب الدافع وراء التشخيص الأخير، وكانوا يحصلون على متعة أقل أو راحة نفسية واسترخاء من خلال التدخين.

وأضافوا أنّ السجائر يمكن أن تسبب أيضاً ألماً في الحلق بسبب تأثير العلاج الكيميائي وعلاجات السرطان الأخرى.

وخلصوا إلى أنّ نتائج هذه الدراسة الأترابية تشير إلى أنّ نسبة كبيرة من المرضى المصابين بسرطان الرأس والرقبة الذين يدخنون يومياً في وقت التشخيص يستمرون في التدخين بعد العلاج.

وقالوا: “أولئك الذين أقلعوا عن التدخين بنجاح كانوا على الأرجح يفعلون ذلك في الأشهر الستة الأولى بعد العلاج ، والتي يمكن أن تكون بمثابة نافذة مفضلة لتدخلات الإقلاع عن التدخين”.