الجمعة 15 شعبان 1446 ﻫ - 14 فبراير 2025 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

نهج جديد لتشخيص السمنة.. وتعريف آخر!

قدمت “لجنة السمنة السريرية” في تقرير نُشر في مجلة لانسيت للسكري والغدد الصماء، نهجًا جديدا ودقيقا لتشخيص السمنة، استنادا إلى مقاييس أخرى للدهون الزائدة في الجسم بالإضافة إلى مؤشر كتلة الجسم (BMI)، والعلامات والأعراض الموضوعية لسوء الصحة على المستوى الفردي.

واللجنة برئاسة البروفيسور فرانشيسكو روبينو، من كينجز كوليدج لندن، وكتب عن تقريرها موقع يوريك أليرت.

وقد شارك في اللجنة 56 خبيرا رائدا عالميا في مجموعة واسعة من التخصصات الطبية، بما في ذلك الغدد الصماء والطب الباطني والجراحة والأحياء والتغذية والصحة العامة، يمثلون العديد من البلدان وأنظمة الرعاية الصحية المتنوعة. كما ضمت اللجنة أشخاصا يعيشون مع السمنة ونظرت بشكل خاص في التأثير المحتمل للتعريفات الجديدة للسمنة على الوصمة المجتمعية المنتشرة على نطاق واسع.

وأوصت اللجنة بنهج جديد ودقيق حيث يتم استخدام مقاييس الدهون في الجسم -على سبيل المثال محيط الخصر أو قياس الدهون المباشر- بالإضافة إلى مؤشر كتلة الجسم للكشف عن السمنة، وبالتالي تقليل خطر التصنيف الخطأ.

تقسيم جديد

بالإضافة إلى ذلك، قدم المؤلفون فئتين تشخيصيتين جديدتين للسمنة على أساس مقاييس موضوعية للمرض على المستوى الفردي؛ “السمنة السريرية” (مرض مزمن مرتبط بخلل مستمر في الأعضاء بسبب السمنة وحدها) و”السمنة قبل السريرية” (مرتبطة بمستوى متغير من المخاطر الصحية، ولكن بدون مرض مستمر).

ويدعو مؤلفو اللجنة جميع الأشخاص الذين يعيشون مع السمنة إلى تلقي المشورة الصحية الشخصية والرعاية القائمة على الأدلة عند الحاجة -خالية من الوصمة واللوم- مع إستراتيجيات مختلفة للسمنة السريرية والسمنة قبل السريرية.

وتم تصميم الاقتراح لمعالجة القيود في التعريف والتشخيص التقليدي للسمنة التي تعيق الممارسة السريرية وسياسات الرعاية الصحية، مما يؤدي إلى عدم حصول الأفراد المصابين بالسمنة على الرعاية التي يحتاجون إليها. من خلال توفير إطار متماسك طبيا لتشخيص المرض، تهدف اللجنة أيضا إلى تسوية النزاع المستمر حول فكرة السمنة كمرض، والتي كانت في قلب واحدة من أكثر المناقشات إثارة للجدل والاستقطاب في الطب الحديث.

ويقول رئيس اللجنة، البروفيسور فرانشيسكو روبينو، “إن مسألة ما إذا كانت السمنة مرضا معيبة لأنها تفترض سيناريو غير معقول كل شيء أو لا شيء حيث تكون السمنة إما مرضا دائما أو لا تكون مرضا أبدا. ولكن الأدلة تشير إلى حقيقة أكثر دقة. فبعض الأفراد المصابين بالسمنة يمكنهم الحفاظ على وظائف أعضائهم الطبيعية وصحتهم العامة، حتى على المدى الطويل، في حين يعاني آخرون من علامات وأعراض مرض شديد هنا والآن”.

وأضاف: “إن النظر إلى السمنة باعتبارها عامل خطر فقط، وليس مرضا، يمكن أن يحرم بشكل غير عادل من الوصول إلى الرعاية الحساسة للوقت بين الأشخاص الذين يعانون من سوء الصحة بسبب السمنة وحدها. من ناحية أخرى، يمكن أن يؤدي التعريف الشامل للسمنة كمرض إلى الإفراط في التشخيص والاستخدام غير المبرر للأدوية والإجراءات الجراحية، مع الضرر المحتمل للفرد والتكاليف الباهظة للمجتمع”.

وقال “إن إعادة صياغة مفهومنا تعترف بالواقع الدقيق للسمنة وتسمح برعاية شخصية. ويشمل هذا الوصول في الوقت المناسب إلى العلاجات القائمة على الأدلة للأفراد المصابين بالسمنة السريرية، كما هو مناسب للأشخاص الذين يعانون من مرض مزمن، فضلا عن إستراتيجيات إدارة الحد من المخاطر لأولئك الذين يعانون من السمنة قبل السريرية، والذين لديهم مخاطر صحية متزايدة، ولكن ليس لديهم مرض مستمر. وهذا من شأنه أن يسهل التخصيص العقلاني لموارد الرعاية الصحية وإعطاء الأولوية العادلة والهادفة طبيا لخيارات العلاج المتاحة”.

الأساليب الحالية لتشخيص السمنة غير فعالة

هناك نقاش مستمر بين الأطباء وصناع السياسات حول النهج التشخيصي الحالي للسمنة، والذي يميل إلى التصنيف الخطأ للدهون الزائدة في الجسم والتشخيص الخطأ للمرض.

يرجع جزء من المشكلة إلى تعريف السمنة حاليا بمؤشر كتلة الجسم، حيث يعتبر مؤشر كتلة الجسم الذي يزيد عن 30 كلغم/م2 مؤشرا للسمنة.

ورغم من أن مؤشر كتلة الجسم مفيد لتحديد الأفراد المعرضين لخطر متزايد من المشاكل الصحية، فإن اللجنة تسلط الضوء على أن مؤشر كتلة الجسم ليس مقياسا مباشرا للدهون، ولا يعكس توزيعها حول الجسم ولا يعكس توزيعها في الجسم. لا تقدم هذه البيانات معلومات عن الصحة والمرض على المستوى الفردي.

وقال عضو اللجنة البروفيسور روبرت إيكل، من جامعة كولورادو أنشوتز في الولايات المتحدة الأميركية “إن الاعتماد على مؤشر كتلة الجسم وحده لتشخيص السمنة أمر إشكالي، حيث يميل بعض الأشخاص إلى تخزين الدهون الزائدة عند الخصر أو في أعضائهم وحولها، مثل الكبد أو القلب أو العضلات، ويرتبط هذا بمخاطر صحية أعلى مقارنة بتخزين الدهون الزائدة أسفل الجلد مباشرة في الذراعين أو الساقين أو في مناطق أخرى من الجسم. ولكن الأشخاص الذين يعانون من زيادة الدهون في الجسم لا يكون لديهم دائما مؤشر كتلة الجسم الذي يشير إلى أنهم يعيشون مع السمنة، مما يعني أن مشاكلهم الصحية قد تمر دون أن يلاحظها أحد. بالإضافة إلى ذلك، يعاني بعض الأشخاص من ارتفاع مؤشر كتلة الجسم وارتفاع نسبة الدهون في الجسم ولكنهم يحافظون على وظائف الأعضاء والجسم الطبيعية، دون ظهور أي علامات أو أعراض لمرض مستمر”.

ما وراء مؤشر كتلة الجسم

في حين أن التعرف على مؤشر كتلة الجسم مفيد كأداة فحص لتحديد الأشخاص الذين قد يعيشون مع السمنة، يوصي المؤلفون بالابتعاد عن اكتشاف السمنة بناء على مؤشر كتلة الجسم وحده. وبدلا من ذلك، يوصون بتأكيد كتلة الدهون الزائدة (السمنة) وتوزيعها حول الجسم باستخدام إحدى الطرق التالية:

– قياس واحد على الأقل لحجم الجسم (محيط الخصر، أو نسبة الخصر إلى الورك أو نسبة الخصر إلى الطول) بالإضافة إلى مؤشر كتلة الجسم.
– قياسان على الأقل لحجم الجسم (محيط الخصر، أو نسبة الخصر إلى الورك أو نسبة الخصر إلى الطول) بغض النظر عن مؤشر كتلة الجسم.
– قياس الدهون في الجسم بشكل مباشر (مثل فحص كثافة العظام أو DEXA) بغض النظر عن مؤشر كتلة الجسم.
– في الأشخاص الذين لديهم مؤشر كتلة جسم مرتفع للغاية (على سبيل المثال >40 كلغم/م2) يمكن افتراض الدهون الزائدة في الجسم بشكل عملي.

    المصدر :
  • الجزيرة