يتجه العالم الذي يعاني منذ أشهر طويلة من جائحة كورونا نحو الانفراج في ظل بدء بعض الدول فعليا بتطعيم أكثر الفئات حاجة للقاح، كالمسنين والجسم الطبي العامل في قسم كورونا، الأمر الذي سيحد من انتشار الوباء وانحساره في الأشهر المقبلة.
وبدأ توزيع اللقاحات ضد فيروس كورونا في جميع أنحاء المملكة المتحدة، مما جلب أملاً جديداً للتخلص من الوباء الذي سيطر على العالم هذا العام.
وكانت مارغريت كينان (90 عاماً) أول من حصل على اللقاح في المملكة المتحدة، بعد أن تم إعطاؤها اللقاح في الساعة 6.31 صباحاً من يوم أمس في كوفنتري، ومنذ ذلك الوقت، تم إعطاء اللقاح لعدة أشخاص في 50 مستشفى بجميع أنحاء البلاد.
ولم تتمكن حكومة المملكة المتحدة من تحديد عدد الأشخاص الذين تم تطعيمهم بالأمس، لكنها قالت إن المعلومات المتعلقة بالأرقام ستنشر بانتظام في الوقت المناسب. ومثل جميع اللقاحات، يمكن أن يتسبب اللقاح الجديد ببعض الآثار الجانبية، على الرغم من أن معظمها خفيف ويختفي في غضون أيام قليلة.
وحددت اللجنة المشتركة للتطعيم والتحصين، وهي لجنة مستقلة من الخبراء تقدم المشورة لإدارات الصحة في المملكة المتحدة بشأن التطعيم، توجيهاتها قبل حملة التطعيم الشاملة التي بدأت هذا الأسبوع حيث تلقت بريطانيا أول شحنة من لقاح فايزر. وفيما يلي 3 فئات لن يحصلوا على اللقاح على الأقل في المرحلة الأولى، بحسب صحيفة ميرور البريطانية:
الأطفال تحت سن 16 عاماً
لن يتم تقديم لقاح Pfizer Covid-19 للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 16 عام، وذلك بسبب عدم وجود أدلة على كيفية تأثيره على الأطفال، مما يعني أنه لا يمكن إثبات أنه آمن.
وليس من المستغرب أن يتم اختبار اللقاح على البالغين وكبار السن، وكما هو الحال مع النساء الحوامل، هناك نقص في البيانات حول التأثيرات على الأطفال، كما أن الغالبية العظمى من الأطفال الذين يصابون بفيروس كورونا يعانون من أعراض خفيفة أو لا تظهر عليهم أية أعراض.
وتنصح اللجنة بالتطعيم فقط للأطفال المعرضين لخطر أعراض كورونا الشديدة، مثل الأطفال الأكبر سناً الذين يعانون من إعاقات عصبية شديدة تتطلب رعاية منزلية دقيقة.
النساء الحوامل
تقول الإرشادات الجديدة إن النساء الحوامل أو النساء اللواتي يخططن للحمل يجب ألا يحصلن على لقاح فيروس كورونا، لأن المخاطر المحتملة للقاح على حياة الأم أو الجنين لا تزال غير معروفة.
وأوصت اللجنة المشتركة الدولية للنساء الحوامل بعدم التقدم لتلقي اللقاح، وكتبت: “لا توجد بيانات حتى الآن حول سلامة لقاحات فيروس كورونا أثناء الحمل، سواء من خلال الدراسات على البشر أو الحيوانات”.
ونظراً لعدم وجود أدلة على أمان هذه اللقاحات حتى الآن، توصي اللجنة المشتركة للتطعيم والتحصين بعدم إعطاء اللقاح للنساء الحوامل أو اللواتي يخططن للحمل في غضون 3 أشهر من الحصول على الجرعة الأولى، ويجب على النساء المرضعات أيضاً طلب المشورة من الطبيب أو الصيدلي قبل الحصول على اللقاح.
وقال نائب كبير المسؤولين الطبيين في إنجلترا البروفيسور جوناثان فان تام إن أيا من تجارب اللقاح لم تشمل النساء الحوامل، ولهذا السبب هناك نقص في المعلومات حول آثار اللقاح على هذه المجموعة.
الأشخاص المصابون بالحساسية
أصدر الهيئات الصحية في بريطانيا تحذيراً مفاده بأن الأشخاص الذين لديهم تاريخ من ردود الفعل التحسسية الخطيرة لا يجب أن يحصلوا على اللقاح في هذه المرحلة، وجاء هذا التحذير بعد أن أصيب اثنان من العاملين الصحيين من الذين تلقوا لقاح Pfizer / BioNTech برد فعل تحسسي.
وأعطت وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية البريطانية نصيحة وقائية إلى المؤسسات الصحية بأن أي شخص لديه تاريخ من ردود الفعل التحسسية “الهامة” تجاه الأدوية أو الطعام أو اللقاحات يجب أن لا يتلقى اللقاح.
وقال البروفيسور ستيفن بويس، المدير الطبي الوطني لهيئة الصحة البريطانية ” كما هو شائع مع اللقاحات الجديدة، ننصح على أساس وقائي بأن الأشخاص الذين لديهم تاريخ من ردود الفعل التحسسية لا يجب أن يحصلوا على اللقاح، بعد أن عانى شخصان من الذين تم اختبار اللقاح عليهم برد فعل تحسسي وكلاهما يتعافيان بشكل جيد”.