التأتأة المبكرة (اثناء نمو الطفل): تحدث بينما لا يزال الطفل يتعلم مهارات التحدث واللغة، وهي الأكثر شيوعًا، حيث ما زال السبب الدقيق لحدوثه غير واضح، على الرغم من الاعتقاد الكبير بأنها ناجمة عن وجود اختلاف في التوصيل عبر أجزاء الدماغ المسؤولة عن الكلام؛ لكن في الأطفال تكون التوصيلات الدماغية لا تزال في مرحلة النمو، مما يفسر سبب تخلص الكثير من الأطفال من التأتأة في النهاية، وسبب سهولة ونجاح المعالجة لدى الأطفال كلما كانوا أصغر سنا، كما يعتقد أن الجينات تمارس دورًا في حدوث الكثير من حالات التأتأة، لأن نحو 66% من حالات التأتأة تكون متوارثة في العائلة نفسها.
التأتأة المتأخرة (المكتسبة): تحدث بسبب سكتة دماغية، أو رضوض في الرأس، أو أي نوع آخر من إصابات الدماغ؛ حيث يواجه الدماغ صعوبة في التنسيق بين مناطق الدماغ المختلفة التي تنتج عنها مشاكل في إنتاج الكلام بشكل واضح وبطلاقة. كما يمكن أن تكون بسبب بعض الأدوية، أو الصدمة النفسية والعاطفية.
حذرت الرابطة الألمانية لأطباء الأطفال والمراهقين الوالدين من توبيخ الطفل المصاب بالتأتأة أو نَهره أو تهديده أو تصحيح الكلمات والجمل له باستمرار أو معاملته بقسوة بشكل عام، كي لا تتفاقم المشكلة وتتدهور الحالة.
وأضافت الرابطة أن الطفل، الذي يعاني من التأتأة، يحتاج إلى معاملة خاصة من الوالدين؛ حيث يتعين على الوالدين التحلي بالهدوء والصبر ومعاملة الطفل بحنان وعطف.
ولهذا الغرض ينبغي أن ينصت الوالدان للطفل جيداً مع مراعاة منحه فرصة كاملة لإتمام كلامه والحفاظ على الاتصال البصري أثناء التحدث معه.
فبهذه الطريقة يشعر الطفل بالثقة والأمان، ومن ثم تزول التأتأة من تلقاء نفسها بعد فترة من الوقت. أما معاملته بقسوة فستؤدي إلى تفاقم المشكلة، وسيطور الطفل حينئذ سلوكا عدوانيا وانعزاليا.
وأضافت الرابطة أن التأتأة غالبا ما تصيب الأطفال في المرحلة العمرية بين عامين وخمس سنوات، وعادة ما تتلاشى من تلقاء نفسها، غير أنها تحتاج إلى علاج أمراض النطق واللغة في حال استمرارها لمدة تزيد عن ستة شهور.