السبت 3 ذو القعدة 1445 ﻫ - 11 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

اختبارات للدماغ تتنبأ بإصابات البرد وضعف جهاز المناعة

لا شك أن نزلات البرد من المشكلات الصحية التي يعاني منها كثير من الأشخاص، خاصة في فصل الشتاء.

كشفت دراسة بجامعة “ميشيغن” الأمريكية عن ارتباط وثيق بين ضعف الأداء المعرفي وإصابات الجهاز المناعي؛ ما يسمح لاختبارات الدماغ اليومية أن ترصد مدى استعداد الجهاز المناعي في الجسم للتعامل مع أي عدوى فيروسية في المستقبل.

وشارك 18 متطوعًا في دراسة امتدت 8 أيام، واختبر الباحثون في الأيام الثلاثة الأولى درجة انتباههم وردود أفعالهم وقدراتهم على التبديل بين الأرقام والرموز 3 مرات متتالية في اليوم.

وفي اليوم الرابع، عرّض الباحثون المجموعة للفيروس المسؤول عن نزلات البرد، ثم أخذ الباحثون عينة أنفية من المشاركين في الأيام المتبقية لدراسة انتشار الخلايا الفيروسية في الجسم.

وقاس الباحثون 8 أعراض عند المتطوعين، تضمنت القشعريرة، والسعال، والصداع، وانسداد الأنف، وسيلانه، والعطاس، والتهاب الحلق، والتعب.

وتبين أن الأشخاص الذين انتشرت كمية كبيرة من الفيروسات في أجسامهم، وأصيبوا بأسوأ الأعراض، أظهروا مؤشرات معرفية غير متسقة في الأيام التي سبقت مرضهم.

وقال الباحث يايا زاي، المشارك في الدراسة “لم نجد في البداية ارتباطا كبيرا بين الوظائف المعرفية للدماغ وقابلية الإصابة بالمرض عند دراسة النتائج الأولية، ولكن عندما درسنا التغير الصحي مع مرور الوقت، وجدنا أن الاختلاف في الوظيفة الإدراكية يرتبط ارتباطا وثيقا بالمناعة وقابلية الجسم للتأثر بالمرض”؛ وفقا لموقع ساينس آليرت.

وعلى الرغم من أن إجراء الاختبار المعرفي وحده ليس كافيا لتحديد حالة الجهاز المناعي للشخص، فإن الاختبار المعرفي البسيط هو مجرد خطوة للبداية في قياس مقاومة الجهاز المناعي بدقة في المستقبل.

وأشار الباحثون إلى صعوبة خضوع الناس لاختبار معرفي 3 مرات في اليوم لبقية حياتهم، لكن الدراسة أظهرت إمكانية إجراء الاختبارات المعرفية في حالات خاصة تحتاج إلى فحص المناعة بشكل دوري.

وقال مورالي دوريسوامي، عالم الأعصاب من جامعة “ديوك” الأمريكية (غير المشارك في الدراسة) إن “التقييمات المعرفية السريرية التقليدية التي تنظر إلى النتائج الأولية في نقطة زمنية واحدة، لا تقدم غالبا صورة حقيقية عن صحة الدماغ”.

ومن المحتمل إجراء نسخ مطورة من اختبارات الدماغ المعرفية بشكل شبه منتظم، للتنبؤ بالاستجابات المناعية المستقبلية، لأنه من الصعب معرفة توقيت تعرض الشخص للفيروس المرضي.

واعتمد العلماء في السابق على اختبارات وظائف الدماغ من خلال قياس الدرجات المعرفية بمفردها، بينما أشارت الأبحاث الجديدة إلى أن دراسة وظائف الدماغ تحتوي على معلومات أكثر من أي اختبار بمفرده.

وأظهرت دراسة سابقة استمرت ١٩ عاما، أن تباين ردود فعل الشخص في الاختبارات المعرفية، يجعله أكثر عرضة للسقوط المفاجئ واضطرابات التنكس العصبي والموت. ويخطط الباحثون لتوسيع مجال الدراسة على شريحة أوسع من الأشخاص للتحقق من النتائج.

ويأمل الباحثون في توفير الوصول بسهولة إلى اختبارات الدماغ مستقبلا، وتتبعها باستخدام الهواتف الذكية، من خلال جمع المعلومات المتعلقة بسرعة الكتابة ودقتها ووقت النوم مع اختبارات الانتباه والذاكرة، للتنبؤ بشكل أفضل بخطر الإصابة بمرض شديد، أو للتأكد من جاهزية جهاز المناعة.