الأثنين 20 شوال 1445 ﻫ - 29 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

اكتشاف الجينات المرتبطة بأمراض السرطان وأمراض القلب في الأجنة بات ممكناً!

ترجمة صوت بيروت إنترناشونال
A A A
طباعة المقال

يقول الخبراء إنّ الجينات المرتبطة بعشرات الأمراض الخطيرة مثل السرطان والسكري وأمراض القلب يمكن اكتشافها في الأجنة.

ووفقاً للخبر الذي نشره موقع ديلي ميل وترجمه موقع صوت بيروت إنترناشونال، فقد بات بالإمكان استخدام الاختبارات، إذا ثبت أنها دقيقة، من قبل الأزواج الذين يخضعون لعمليات التلقيح الصناعي لاختيار الأطفال الأكثر صحة.

وهناك مخاوف من أنّ تستخدم التكنولوجيا للمساعدة في اختيار الصفات المرغوبة، مثل الطول والذكاء، أي أن نصل إلى “تصميم الأطفال بناء على الرغبة”.

لكنّ علماء مستقلين دعوا اليوم إلى توخي الحذر بشأن النتائج، قائلين أنّ أي اختبار من هذا القبيل سيكون مضيعة للمال لأنهم لا يستطيعون إثبات أنّ الجنين سيصاب بالمرض بشكل قاطع.

للدراسة التي نشرت في Nature Medicine، قامت شركة ميومي التي تتخذ من كاليفورنيا مقراً لها بتحليل جينات 110 أجنة مأخوذة من 10 أزواج خضعوا لعمليات التلقيح الصناعي.

كما تم إجراء تحليل أكثر تعمقاً للحمض النووي على الوالدين، مما سمح للفريق بالتنبؤ بالتركيب الجيني للأجنة.
تمكن باحثو ميومي من التحقق مما إذا كانت توقعاتهم دقيقة، عن طريق أخذ عينات من 10 أجنة تم استخدامها في دورات التلقيح الاصطناعي واستمرت حتى الولادة.

أظهرت النتائج أنّ الأطفال المولودين لديهم نفس التركيب الجيني تقريباً كما توقع الفريق، مع التنبؤات تصل إلى 99 في المائة دقيقة.
وقد تم تحليل الجينوم في أجزاء من الحمض النووي المستخدمة لإنتاج “اختبار المخاطر متعددة الجينات”.

وقال البروفيسور دوسكو إيليتش، الخبير في علوم الخلايا الجذعية من كلية كينجز كوليدج في لندن: “بالنسبة للآباء في المستقبل، قد يبدو الاختبار المقترح مغرياً.”

“ويمكن بسهولة إغراء الآباء لإنفاق أموال إضافية للتأكد من أنّ طفلهم يعيش حياة أكثر صحة. ومع ذلك، سيتم إهدار المال.”

يختلف اختبار المخاطر متعددة الجينات عن التشخيص الجيني قبل الزرع، وهو قانوني في المملكة المتحدة.

يستخدم التشخيص الوراثي قبل الزرع لفحص ما يقرب من 500 مرض لهم طفرة جينية واحدة تحفزهم، مثل التليف الكيسي.

لكنّ الأمراض المرتبطة بمراوغات الحمض النووي عادة ما تسببها جينات متعددة، والتي يمكن أن تؤثر أيضاً على مناطق أخرى من الجسم بطرق مختلفة. يمكن أن يزيد كل من نمط الحياة والعوامل البيئية من خطر الإصابة بأمراض مختلفة.

إنّ اختبار المخاطر متعددة الجينات غير متوفر حالياً في هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا، لكنّ وضعه القانوني في العيادات الخاصة لا يزال غامضاً.

وحث الخبراء مراراً الأزواج البريطانيين الذين يسعون إلى علاج التلقيح الاصطناعي على عدم الانجذاب إلى العلاج لأنه مكلف. يمكن أن يكلف الفحص حوالي 1000 دولار لاختبار واحد.

جادل البروفيسور إيليك بأنّ الدراسة كانت أكثر قوة من غيرها لأنها روجت لاستخدام الاختبار للكشف عن المرض في الأجنة.
لكنه قال أنّ المشكلة الأساسية هي أنّ النتيجة تشير فقط إلى احتمال الإصابة بالمرض، وليس تأكيد الإصابة

وأضاف أنه لا يمكن لأي من التنبؤات أن تستبعد المرض وتضمن بقاء الطفل خالياً من هذه الحالات الطبية.

وقالت الدكتورة فرانشيسكا فورزانو، الخبيرة في علم الوراثة في مؤسسة غاي وسانت توماس، أنّ الدراسة كانت مليئة بالأسئلة التي لم تتم الإجابة عليها.

وسلطت الضوء على كيف أنّ المؤلفين لم يدرجوا الجينات التي تم تحليلها، ولا جنس الأجنة التي تم اختبارها، وهو عامل رئيسي لبعض الأمراض مثل سرطان الثدي والبروستاتا.

وقالت:” البيانات المقدمة، وكذلك الاستنتاجات، غير مكتملة وتحتاج إلى مزيد من التوضيح”.

كما اتهم الدكتور فورزانو الباحثين بالتغاضي عن المشاكل الأخلاقية المحتملة.
وقال: “‘إنّ القضية الأكثر أهمية، هي أخلاقيات الممارسة، التي يتم تجاهلها ورفضها على أنها شيء يجب التعامل معه في جلسة استشارية مع أخصائي علم الوراثة”.

قال البروفيسور إيوان بيرني، نائب المدير العام للمختبر الأوروبي للبيولوجيا الجزيئي، أنّ فكرة استخدام اختبار المخاطر متعددة الجينات للأجنة جعلته ‘غير مرتاح’.

وأضاف البروفيسور أليستر ساتكليف، خبير في طب الأطفال في جامعة كوليدج لندن، أنّ نتائج اختبار المخاطر متعددة الجينات للأجنة قد تؤدي إلى عواقب غير مقصودة حيث تتطلع العائلات التي أصيبت بصدمة بسبب أمراض معينة في تاريخها إلى استبعادها بأي ثمن.

وأضاف: “عندما تتعرض الأسرة لصدمة بسبب خطر عائلي قوي للإصابة بسرطان الثدي، فإنها ستركز على ذلك بشكل غير عقلاني، وبالتالي فإنّ الاستشارة ستطمئنهم بكل بساطة.”