الجمعة 17 شوال 1445 ﻫ - 26 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

اكتشاف سيحدث ثورة في تطوير أدوية السرطان

يبذ العلماء جهودا كبيرة من أجل التوصل إلى علاجات أو تقنيات جديدة لمكافحة مرض السرطان، وكشف باحثون في قسم الكيمياء في جامعة كوبنهاجن، عن مفهوم جديد وغير متوقع لآلية عمل إنزيم “V-ATPase” الحيوي في أدمغة الثدييات، الذي يقوم بوظائف خلوية عديدة، كما يعد هدفا مهما لأدوية أمراض مثل هشاشة العظام والسرطان.

ويساعد الإنزيم بشكل رئيسي، النواقل العصبية في نقل الرسائل من خلية عصبية إلى أخرى، ومن شأن الاكتشاف الجديد أن يحدث ثورة دوائية في علاج السرطانات وهشاشة العظام.

ولمزيد من التوضيح فإن الملايين من الخلايا العصبية تقوم بمراسلة بعضها البعض باستمرار لتشكيل الأفكار والذكريات وتحريك أجسامنا حسب الرغبة، وتتم عملية تبادل الرسائل بين الخلايا العصبية عبر النواقل العصبية بمساعدة الإنزيم المذكور، وهي عملية ضرورية للتواصل العصبي وبقاء الكائنات على قيد الحياة.

وكان المفهوم السائد لدى العلماء في جميع أنحاء العالم، قبل اكتشاف باحثي كوبنهاجن، أن هذا الإنزيم يعمل بنشاط في جميع الأوقات لنقل الإشارات الأساسية باستمرار.

لكن، باستخدام طريقة رائدة، قام باحثون من قسم الكيمياء في جامعة كوبنهاغن بدراسة الإنزيم عن كثب واكتشفوا أن نشاطه يتم تشغيله وإيقافه على فترات عشوائية، الأمر الذي يتعارض تماما مع المفهوم السابق.

وقال البروفيسور ديميتريوس ستامو، الذي قاد الدراسة من مركز الأنظمة الخلوية الهندسية في قسم الكيمياء في جامعة كوبنهاغن: خلافا للاعتقاد الشائع، وعلى عكس العديد من البروتينات الأخرى، يمكن أن تتوقف هذه الإنزيمات عن العمل لدقائق إلى ساعات، ومع ذلك، فإن أدمغة البشر والثدييات الأخرى قادرة بأعجوبة على العمل”.

وبحسب الدارسة فإنه لنقل الرسائل بين اثنتين من الخلايا العصبية، يتم ضخ النواقل العصبية أولا في ما يسمى بالحويصلة التشابكية التي تعمل كحاويات تخزن النواقل العصبية وتطلقها بين العصبونين فقط عندما يحين وقت تسليم الرسالة.

ووفق الدراسة فإن الإنزيم المركزي لهذه الدراسة، الذي هو V-ATPase ، يعد هو المسؤول عن توفير الطاقة لمضخات الناقل العصبي في هذه الحويصلة التشابكية.

ومن دون هذا الإنزيم، لن يتم ضخ الناقلات العصبية في الحويصلة التشابكية، ولن تتمكن من نقل الرسائل بين الخلايا العصبية.

ووجدت الدراسة أن حويصلة تشابكية تتضمن إنزيما واحدا فقط، وعندما يتوقف هذا الإنزيم، لن يكون هناك المزيد من الطاقة لدفع تحميل الناقلات العصبية، وهذا اكتشاف جديد تماما وغير متوقع.

وفيما يعد إنزيم V-ATPase هدفا دوائيا مهما لأنه يلعب أدوارا رئيسية في علاج السرطان والعديد من الأمراض الأخرى التي تهدد الحياة، فإن التوصل إلى فهم آلية عمله يعد خطوة وهدفا مربحا لتطوير الأدوية المضادة للسرطان، وفقا لهذا الاكتشاف الجديد.