الجمعة 10 شوال 1445 ﻫ - 19 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الأشخاص المحرومون من النوم يعانون من صعوبة في المشي

وجد بحث قاده علماء في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة ساو باولو البرازيلية، أنّ الأشخاص الذين يحصلون على أقل من الكمية الموصى بها من النوم يواجهون صعوبة في المشي، مما يؤثر في النهاية على خطوة الشخص أو مشيته.

باستخدام المتطوعين الطلاب على مدى فترة 14 يوماً، وجد الباحثون أنه كلما قلّ النوم الذي حصل عليه الطالب (في المتوسط، ست ساعات في الليلة)، كان لديه سيطرة أقل عند المشي في حلقة مفرغة.

أما بالنسبة للطلاب الذين لم يناموا على الإطلاق، انخفض التحكم في المشي بشكل عام.

ومع ذلك، فإنّ الطلاب الذين كان لديهم نوم “أقل من المثالي” خلال الأسبوع، ولكنهم استطاعوا النوم في عطلة نهاية الأسبوع كان لديهم أداء أفضل من أولئك الذين حصلوا على قسط إضافي من النوم.

وقال أحد مؤلفي الدراسة، هيرمانو كريبس، في بيان: “من الناحية العلمية، لم يكن واضحاً أنّ الأنشطة التلقائية مثل المشي ستتأثر بقلة النوم”.

“نجد أيضاً أنّ التعويض عن النوم يمكن أن يكون استراتيجية هامة. على سبيل المثال، بالنسبة لأولئك الذين يعانون من الحرمان المزمن من النوم، مثل عمال المناوبة والأطباء وبعض الأفراد العسكريين، إذا قاموا ببناء تعويض منتظم للنوم، فقد يكون لديهم سيطرة أفضل على مشيتهم.”

اعتقد الباحثون سابقاً أنّ المشي هو عملية تلقائية، ولكن هذا صحيح فقط لأصدقائنا ذوي الأربعة أرجل، وأضاف كريبس أنّ الفكرة كانت أكثر إثارة للجدل لدى البشر.

يتطلب المشي في الواقع مشاركة دماغية أكثر قليلاً مما كان يُعتقد سابقاً، حيث حدد الباحثون مشيات الناس وآليات المشي في محاولة للمساعدة في إنشاء روبوتات لمرضى السكتة الدماغية أو غيرهم ممن عانوا من مشاكل موهنة.

كتب الباحثون في الدراسة: “تشير نتائجنا إلى أنّ الحرمان الجزئي أو الكلي من النوم يؤدي إلى انخفاض في الأداء في التحكم الحسي – الحركي للمشي”.

“يشير الأداء المتفوق لمجموعة قلة النوم المزمن عند مقارنتها بالمجموعة الحادة إلى وجود آلية تعويضية تساعد على تحسين الأداء الحركي.”

كريبس، الذي أجرى دراسات سابقة حول هذا الموضوع، وجد سابقاً أنّ الأشخاص “الأصحاء” يقومون بتعديل مشيتهم قليلاً دون إدراك أنهم يفعلون ذلك، فقط عبر ملاحظة ذلك.

هذا يشير إلى أن هناك مستوى معين من التأثير الواعي.

“هذا يشيرأيضاً إلى أنّ المفهوم الذي يقول أنّ المشي هو مجرد عملية تلقائية ليس كاملاً”، أوضح كريبس. “هناك الكثير من التأثير الذي يأتي من الدماغ.”

قام كريبس والمؤلف الرئيسي أرتورو فورنر – كورديرو بتحليل طلاب جامعة ساو باولو على مدار 14 يوماً ووجدوا أنهم ينامون في المتوسط، حوالي ست ساعات في الليلة.

استطاع بعض الطلاب، تعويض النوم في وقت إضافي خلال عطلة نهاية الأسبوع.

في المساء قبل اليوم الرابع عشر، كانت مجموعة واحدة مستيقظة طوال الليل.

عندما جمع الباحثون كلّ المجموعات في المختبر، طلبوا منهم أن يسيروا في حلقة مفرغة بنفس السرعة مع مسرع يلعب في الخلفية وطُلب من الطلاب إما مواكبة أو زيادة وتعديل السرعة قليلاً.

وقال فورنر- كورديرو: “كان عليهم مزامنة ضربة الكعب مع الإيقاع، ووجدنا أنّ الأخطاء كانت أكبر لدى الأشخاص الذين يعانون من الحرمان الحاد من النوم”.
“كانوا خارج الإيقاع، فاتتهم الصفارات، وكانوا يؤدون بشكل عام بطريقة أسوأ”.

وأضاف فورنر- كورديرو:”هذا متناقض”. “حتى في الذروة، أي عندما يكون معظم الناس متعبين، كانت المجموعة التعويضية أفضل، وهو ما لم نتوقعه.”
وقال كريبس: “تظهر النتائج أنّ المشي ليست عملية تلقائية، وأنها يمكن أن تتأثر بالحرمان من النوم.”

“كما يقترحون استراتيجيات للتخفيف من آثار الحرمان من النوم. من الناحية المثالية، يجب على الجميع النوم ثماني ساعات كل ليلة. ولكن إذا لم نتمكن من ذلك، فعلينا أن نعوض أكبر قدر ممكن وبشكل منتظم.”