الخميس 18 رمضان 1445 ﻫ - 28 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الأمم المتحدة تحذّر من أنّ وباء فيروس كورونا سيتسبب في مجاعات عالمية ضخمة

قالت الأمم المتحدة إنّ العالم يواجه مجاعات متعددة كتلك المذكورة في “الإنجيل” في غضون بضعة أشهر فقط، محذّرة من أنّ وباء فيروس كورونا سيدفع 130 مليون شخصاً إضافياً إلى حافة المجاعة.

 

وقال المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي في كلمة صارخة يوم الثلاثاء إنّ المجاعات يمكن أن تترسخ في “نحو عشرات البلدان” في أسوأ الأحوال. وقال إنّ عشرة من تلك البلدان لديها بالفعل أكثر من مليون شخص على حافة المجاعة.

واستشهد بالصراعات، والركود الاقتصادي، وانخفاض المعونة، وانهيار أسعار النفط، بوصفها عوامل محتملة قد تؤدي إلى نقص كبير في الأغذية، وحثّ على اتخاذ إجراءات سريعة لتجنب الكارثة.

وقال ديفيد بيسلي لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة:” بينما نتعامل مع وباء كوفيد 19، فإننا أيضاً على حافة وباء الجوع”. “وهناك أيضاً خطر حقيقي يتمثل في احتمال أن يموت عدد أكبر من الناس من جراء الأثر الاقتصادي لكوفيد19، مما يموت من الفيروس نفسه.”

وعندما يضاف هذا السيناريو إلى 821 مليون شخص يعانون بالفعل من الجوع المزمن، فإنّ ذلك من شأنه أن يدفع أكثر من بليون شخص إلى أوضاع صعبة.

وقد حددت الوكالة 55 بلداً أكثر عرضة لخطر الوقوع في المجاعة في تقريرها السنوي عن الأزمات الغذائية، الذي صدر هذا الأسبوع، محذرة من أنّ نظم الرعاية الصحية الهشة لدى هذه الدول لن تتمكن من مواجهة أثر الفيروس.

“قد تواجه هذه البلدان مقايضة مؤلمة بين إنقاذ الأرواح أو سبل العيش، أو، في أسوأ الأحوال، إنقاذ الناس من فيروس كورونا ليموتوا من الجوع”، كما جاء في التقرير.

وقد أشير إلى عشرة بلدان على أنها معرضة للخطر بصفة خاصة، بعد معاناتها من أسوأ الأزمات الغذائية في العام الماضي وهي؛ اليمن، جمهورية الكونغو الديمقراطية، أفغانستان، فنزويلا، إثيوبيا، جنوب السودان، السودان، سوريا، نيجيريا، وهايتي.

معظم تلك البلدان حتى الآن بمنأى عن وباء فيروس كورونا، مع انتقال مركز انتشار الفيروس من الصين إلى أوروبا إلى أمريكا الشمالية، ولكن نظراً لحالة مؤسسات الرعاية الصحية لدى هذه الدول فقد يكون التفشي القليل للفيروس مدمراً. وحتى الآن، تمّ تسجيل أكثر من 2.5 مليون إصابة بالفيروس التاجي على الصعيد العالمي.

 

حتى قبل تفشي فيروس الكورونا، كانت الإمدادات الغذائية في بعض أكثر المناطق ضعفاً في العالم تتأثر مباشرة بأمور مثل إخفاق المحاصيل وأسراب الجراد.

إنّ حالات الجفاف الاستثنائية التي أعقبتها هطول أمطار غزيرة للغاية، أدّت إلى انخفاض ملحوظ في غلة المحاصيل الموسمية في القرن الأفريقي خلال عام 2019. إنّ أنماط الطقس والمناخ غير المنتظمة هذه ساهمت أيضاً في أسوأ غزو للجراد الصحراوي منذ 25 عاماً، مما زاد من تهديد إمدادات المحاصيل في المنطقة.

وفي الوقت نفسه، أدّت مجموعة الصراعات والصدمات المتصلة بالمناخ وآفات المحاصيل إلى أسوأ أزمة غذائية في العالم في اليمن، وفقاً لما ذكرته الوكالة.

إنّ العوامل الجديدة المتعلقة بالفيروس التاجي التي تؤثر على كل منطقة هي عوامل لا تعد ولا تحصى. وقال بيسلي إنّ” الإغلاق والركود الاقتصادي من المتوقع أن يؤديا إلى خسارة كبيرة في الدخل بين العاملين الفقراء. وستنخفض أيضاً التحويلات الخارجية انخفاضاً حاداً، مما يؤثر على بلدان مثل الصومال ونيبال وهايتي على سبيل المثال.

وأضاف قائلا” إن فقدان إيرادات السياحة سيضر ببلدان مثل إثيوبيا وسيكون لانهيار أسعار النفط في البلدان المنخفضة الدخل مثل جنوب السودان أثراً كبيراً”.

وناشد الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لكي تتصرف الآن، قائلاً لها: “لا توجد مجاعات بعد. ولكن يجب أن أحذركم أنه إذا لم نستعد ونتصرف الآن – لتأمين الوصول، وتجنب نقص التمويل وتعطيل التجارة – يمكننا أن نواجه مجاعات متعددة كتلك المذكورة في الإنجيل في غضون أشهر قليلة.

“الحقيقة هي، ليس لدينا وقت لصالحنا، لذا دعونا نتصرف بحكمة – ودعونا نتصرف بسرعة،” أضاف. “وأعتقد أنه بفضل خبرتنا وشراكاتنا، يمكننا أن نجمع بين الأفرقة والبرامج اللازمة للتأكد من أنّ وباء كوفيد 19 لن يصبح كارثة إنسانية وأزمة غذائية.”

 

تنويه: هذا المقال قام فريق عمل موقع راديو صوت بيروت إنترناشونال بترجمته من الإنجليزية من موقع CNN