الثلاثاء 6 ذو القعدة 1445 ﻫ - 14 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

تحذير مهم لمن لا يتناول كمية كافية من المياه

توصلت دراسة جديدة إلى أن تناول كميات كافية من المياه في منتصف العمر ربما يقلل من خطر الإصابة بقصور القلب في وقت لاحق من الحياة، وفقا لما نشره موقع Live Science.

وقام باحثون من المعهد القومي الأميركي للقلب والرئة والدم NHLBI بتحليل معلومات وبيانات خاصة بأكثر من 11000 بالغ تتراوح أعمارهم بين 45 و66 عامًا وتابعوهم لمدة 25 عامًا. ولفحص مستويات الترطيب، نظر الباحثون في مستويات الصوديوم في دم المشاركين، التي تزداد مع انخفاض مستويات السوائل لدى الشخص.

المعدلات الطبيعية

تقول ناتاليا دميتريفا، من NHLBI والباحث الرئيسي في الدراسة، إن المعدل الطبيعي للصوديوم في الدم يتراوح من 135 إلى 146 مليمول لكل لتر (مليمول / لتر)، مع ملاحظة أن المعدلات القريبة من الحد الأقصى من شأنها أن تحفز جسم الإنسان على البدء في الحفاظ على المياه.

توصل الباحثون إلى أن الأشخاص الذين تصل مستويات الصوديوم لديهم في الدم إلى الحد الأقصى للمعدلات الطبيعية، أي أعلى من 143 مليمول / لتر، لديهم خطر متزايد بنسبة 39٪ للإصابة بفشل القلب على مدى 25 عامًا، مقارنةً بأولئك الذين لديهم مستويات منخفضة من الصوديوم في الدم. ويتم تعريف “فشل القلب” بأنه حالة لا تستطيع خلالها عضلة القلب ضخ ما يكفي من الدم لتلبية متطلبات الجسم الطبيعية.

وكشفت الدراسة، التي نُشرت تفاصيلها في دورية القلب الأوروبية، أنه مقابل كل زيادة بمقدار 1 مليمول/ لتر في مستوى الصوديوم في الدم ضمن المعدل الطبيعي، تزداد فرص الإصابة بقصور القلب بنسبة 5٪.

واستمرت النتائج الجديدة حتى بعد أن أخذ الباحثون في الاعتبار العوامل، التي يمكن أن تؤثر على خطر إصابة الأشخاص بفشل القلب، بما يشمل العمر والجنس ومؤشر كتلة الجسم ومستويات الكوليسترول وحالة التدخين وارتفاع ضغط الدم وما إذا كان المشاركون يضيفون الملح عادةً إلى طعامهم. وتم استبعاد المشاركين من الدراسة إذا كانوا يعانون من مرض السكري أو السمنة أو قصور القلب في بداية الدراسة.

شرب كمية كافية من السوائل

ولكن توصلت الدراسة إلى وجود ارتباط فقط بين ارتفاع مستويات الصوديوم في الدم وفشل القلب. ويعد شرب كمية كافية من السوائل أمرًا مهمًا للعديد من وظائف الجسم، بما يشمل مساعدة القلب على ضخ الدم بسهولة أكبر. ويوصي الباحثون بأن تشرب النساء بشكل عام حوالي 6 إلى 8.5 أكواب (1.5 إلى 2 لتر) ويشرب الرجال حوالي 8.5 إلى 12.5 كوب (2 إلى 3 لترات) من السوائل يوميًا.

وقال دكتور راجافيندرا باليجا ، أستاذ الطب الباطني وأمراض القلب في مركز ويكسنر الطبي بجامعة ولاية أوهايو ، والذي لم يشارك في الدراسة ، لـ Live Science إن النتائج “مثيرة للاهتمام” وتشير إلى أن “شرب كمية كافية من السوائل يوميًا يمكن أن يمنع الإصابة بفشل القلب في المستقبل”، موضحًا أن النتائج لا تنطبق على الجميع لأن الدراسة استبعدت مرضى السكري والسمنة وأمراض القلب.

ضوابط مهمة لكمية الماء

وأشار باليجا إلى أن احتياجات الجسم من الماء يمكن أن تختلف اعتمادًا على عدد من العوامل، من بينها مستوى الأداء البدني والحركي والحالات الطبية الأساسية والأدوية. على سبيل المثال، يمكن أن يطلب الأطباء من مرضى يعانون بالفعل من قصور القلب الحد من تناول السوائل إلى 8.5 كوب (2 لتر) يوميًا، لأن قصور القلب يمكن أن يؤدي إلى تراكم السوائل في الجسم.

وأوضح باليجا أن نفس الأمر ينطبق على المرضى، الذين يتناولون الأدوية المدرة للبول، والتي تساعد على إزالة الملح والماء من الجسم، لأن الأمر سيكون “مثل الضغط على دواسة الوقود والمكابح في آن واحد”.

ملح الطعام

وقال باليجا إنه إذا كان مستوى الصوديوم في الدم لدى الأشخاص مرتفعًا، فربما يجب استشارة الطبيب حول كمية مياه الشرب التي ينبغي عليهم تناولها يوميًا.

ويتمثل أحد قيود الدراسة في أنها لم ترصد بشكل مباشر مقدار ما يتناوله الشخص من مياه الشرب، بل استخدمت مستوى الصوديوم في الدم كمؤشر لمستويات الترطيب. على الرغم من أن الملح في النظام الغذائي للشخص يمكن أن يؤثر أيضًا على مستويات الصوديوم في الدم، وكذلك حالة الكلى، التي تقوم بإزالة الملح الزائد من الجسم.

هرمون مضاد للبول

لكن يوضح الباحثون أن عدم شرب كمية مناسبة من المياه يزيد من خطر الإصابة بقصور القلب، لأنه عند شرب الشخص كمية أقل من الماء، فإن الجسم يفرز مادة كيميائية تسمى الهرمون المضاد لإدرار البول ADH، والذي يخبر الكلى بالحفاظ على الماء، وإنتاج كمية أقل من البول الأكثر تركيزًا.

وتشرح دميتريفا أن الجسم في الوقت نفسه ينشط نظاما يمكن أن يساهم في ارتفاع ضغط الدم، وهو “عامل خطر رئيسي لأمراض القلب والأوعية الدموية”، وهي النتائج التي تتسق مع ما سبق التوصل إليه من نتائج في إطار بحث سابق، قام فريق الباحثين بإجرائه، حيث كانت الفئران التي حصلت على المياه بشكل طفيف طوال الحياة أكثر عرضة للإصابة بتصلب في عضلة القلب.

    المصدر :
  • مواقع إلكترونية