الجمعة 19 رمضان 1445 ﻫ - 29 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

تحليل جديد للجينات: "كورونا"بدء بالانتشار بسرعة في جميع أنحاء العالم في أواخر العام الماضي

أظهر تحليل جيني جديد للفيروس المسبّب لـ “كورونا”، المأخوذ من أكثر من 7600 مريض في جميع أنحاء العالم أنه انتشر بين الناس منذ أواخر العام الماضي، ولابد أنه انتشر بسرعة فائقة بعد الإصابة الأولى.

وقد نظر الباحثون في بريطانيا إلى التحولات في الفيروس ووجدوا أدلة على الانتشار السريع، ولكن لم يجدوا أي دليل على أن الفيروس ينتقل بسهولة أكبر أو أنه من المرجح أن يسبب أمراضاً خطيرة.

“الفيروس يتغير، ولكن هذا في حد ذاته لا يعني أنه يزداد سوءا”، قال الباحث في علم الوراثة فرانسوا بالو من كلية جامعة لندن معهد علم الوراثة لسي إن إن.
وقد سحب بالو وزملاؤه تسلسل فيروسي من قاعدة بيانات عالمية عملاقة يستخدمها العلماء حول العالم لتبادل البيانات. وقد نظروا إلى العينات المأخوذة في أوقات مختلفة ومن أماكن مختلفة، وقالوا أنّ العينات تشير إلى أنّ الفيروس بدأ أولا بإصابة الناس في نهاية العام الماضي.

كتب فريق بالو في تقريرهم، الذي نشر في مجلة Infection, Genetics and Evolution:

 

“هذا يستبعد أي سيناريو يفترض أنّ فيروس SARSCoV-2 قد تم تداوله قبل فترة من التعرف عليه، وبأنه قد أصاب بالفعل نسب كبيرة من السكان”

وتعتبر هذه واحدة من الأخبار السيئة. لأنّ بعض الأطباء كانوا يأملون أنّ يكون الفيروس قد انتشر لعدة أشهر وأصاب بشكل هادئ العديد من الناس أكثر مما تم الإبلاغ عنه. وهذا ما كان من شأنه أن يعطي الأمل في أن تكون هناك بعض الحصانة التي تكونت بالفعل لدى بعض السكان، فـ “الجميع كان يأمل  ذلك. بما فيهم أنا” على حد قول بالو.

إنّ هذه النتائج تصب الماء البارد على مثل هذه الفكرة وتمحيها. وبحسب تقديرات بالو، ، فقط 10% من سكان العالم كحدّ أقصى قد تعرضوا للفيروس حتى الآن.
أظهرت العديد من الدراسات المختلفة أنّ الفيروس التاجي الجديد، الذي يطلق عليه في كثير من الأحيان سارس-كوف-2 من قبل العلماء، نشأ في خفاش ولكن كان لا بد أن يكون قد أصاب حيوان آخر قبل أن ينتقل إلى البشر. وقد أُبلغ عن أول حالة إصابة بشرية في ووهان، الصين، في كانون الأول / ديسمبر الماضي.

فالفيروسات ترتكب الأخطاء في كل مرة تتكاثر فيها، وهذه التحوّلات يمكن استخدامها بمثابة أداة لتعقب الفيروس عبر الزمن والجغرافيا.

وكتب الفريق قائلا” إنّ نتائجنا تتماشى مع التقديرات السابقة وتشير إلى جميع التسلسلات التي تشترك فيما بينها بعنصر مشترك قرب نهاية عام 2019، مما يدعم فرضية أنّ هذه هي الفترة التي انتقل فيها سارس-كوف-2 إلى مضيفه البشري”.

وقال بالو “إنه حديث جداً، نحن واثقون للغاية أنّ انتقال المضيف حدث في وقت متأخر من العام الماضي.”

وكتب الفريق: ذلك لأنّ العينات الفيروسية المأخوذة من جميع أنحاء العالم تظهر تحوّلات متعددة، وهي تحوّلات متشابهة. ” إنّ كل شيء موجود في كل مكان”. وأضاف بالو أنه “أدخل وأدخل وأدخل في جميع البلدان تقريباً”.

ويضيف بالو: أن أدلة وراثية وجدت تدعم الشكوك أنّ الفيروس كان يصيب الناس في أوروبا والولايات المتحدة وأماكن أخرى قبل أسابيع أو حتى أشهر من الإبلاغ عن الحالات الرسمية الأولى في يناير وشباط / فبراير. وبأنه سيكون من المستحيل العثور على المريض “الأول” في أي بلد.

وقال:” كل هذه الأفكار حول محاولة العثور على المريض صفر لا جدوى منها لأنّ هناك عدد كثير من المرضى صفر”.

واستعرض خبراء آخرون استنتاجات فريق بالو، وهي عملية تسمى استعراض الأقران، قبل نشرها في المجلة. وقال بالو أنّ بعض التقارير الصادرة عن فرق أخرى، والتي نشرت على الإنترنت في ما يسمى بمواقع ما قبل الطباعة، ربما تكون قد توصلت إلى استنتاج غير صحيح.

يؤكد أيضا بالو ـن كل الفيروسات تتحوّل بطبيعتها. إنّ التحوّلات في حدّ ذاتها ليست شيئاً سيئاً وليس هناك ما يشير إلى أن السارس-كوف-2 يتحول أسرع أو أبطأ مما كان متوقعاً. حتى الآن لا يمكننا أن نقول ما إذا كان سارس-كوف-2 قد أصبح أكثر أو أقل فتكاً أو معدياً.

وقالت لين وارمبرود وهي محللة في مركز جونز هوبكنز للأمن الصحي والتي كانت تتتبّع التقارير عن علم الوراثة للفيروس التاجي الجديد، أنّ هناك حاجة للمزيد من الدراسات على الحيوانات لمعرفة كيف يمكن للتغيرات في جينات الفيروس أن تجعله معدياً أو مسبباً للأمراض.

وقالت وارمبرود لـ (سي إن إن) “كون هذه الدراسات تخبرنا أنّ هذه التحوّلات تنتشر بسرعة أو تصبح مهيمنة لا يعني أي شيء سوى أننا نعلم أنها حدثت. في الواقع لا يخبرنا ذلك بأي شيء عما يحدث بيولوجياً.

إنّ التقارير عن التحوّلات يمكن أن يكون مهماً للفرق التي تعمل على الأدوية واللقاحات لمكافحة الفيروس التاجي. إنّ اللقاحات خصوصاً، تحتاج إلى استهداف أجزاء من الفيروس التي يتم الحفاظ عليها – والتي لا تتغير كثيراً مع مرور الوقت.

 

تنويه: هذا المقال قام فريق عمل موقع راديو صوت بيروت إنترناشونال بترجمته من الإنجليزية من موقع CNN